الرياض – سويفت نيوز:
أربع موظفات موهوبات في أرامكو السعودية وصلن بطموحهن إلى عنان السماء، وفتحن أفقًا جديدًا للتميّز من خلال التحليق عاليًا في السماوات المفتوحة ليس بقيادة الطائرات وحسب، وإنما بما يمكن للإرادة والعزيمة أن تصنعه حين يجد الفرد الرعاية والتمكين.
من المكاتب وحقول النفط إلى المختبرات، توظف أرامكو السعودية النساء للقيام بالعديد من الوظائف في مختلف قطاعات الأعمال. واعتبارًا من صيف العام الجاري، وظفت الشركة أربع قائدات طائرات مؤهلات تمامًا، وكنّ أول من يتم تدريبه ورعايته وتشغيله فيها.
قائدات طائرات يبدأن التحليق
تنضم قائدات الطائرات الأربع فاطمة الغامدي، ودارين الصالح، وأروى الدخيل، وأحلام السبيعي إلى 180 من زملائهن الطيارين. وقد أمضين العامين الماضيين في الدراسة بجامعة نورث داكوتا بالولايات المتحدة الأميركية. وكان عليهن دخول دورة مكثفة، واجتياز اختبارات صارمة.
ويسافر طيارو أرامكو السعودية بنحو 800 ألف موظف وأفراد عائلاتهم كل عام. وقبل أن تنضم إليهم، تتحدث دارين عن تجربتها في التدريب، قائلة: “أن تكون طيارًا هو عمل استثنائي ومجزٍ، حيث يمثل كل يوم تحديًا جديدًا”.
تحديات وشعور بالإنجاز
يُقدم قسم الطيران في أرامكو السعودية لقائدات الطائرات الآن فرصة عملية فريدة خاصة مع تأهيلهن في الهندسة (المدنية والكهربائية) والحوسبة، بالإضافة إلى طموحهن في القيادة وقدرتهن على العمل الجاد، ما جعلهن مؤهلات جيدًا ليصبحن قائدات طائرات رائدات في الشركة.
تقول أحلام: “إلى جانب حصولي على شهادة في الهندسة المدنية، والعمل في هذا المجال، كنت قد سافرت سابقًا إلى المملكة المتحدة… شعرت وكأن قدري يقودني لذلك”.
لقد وجدت القائدات الأربع المؤهلات جيدًا، أن الدورة التدريبية صعبة وعملن بجد للتفوق. كان عليهن مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد أثناء التدريب، والاستعداد للمسؤولية الهائلة لسلامة ركابهن، وتعلم معالجة الكمية الهائلة من المعلومات التي يتلقاها الطيار باستمرار أثناء الرحلة.
تقول دارين: “لقد كان التدريب رائعًا ولا يُنسى. على الرغم من أن تعدد المهمات في الطيران يضعك تحت الضغط، إلا أنه مُرضٍ. وبمجرد انتهاء الرحلة، فإنك تستمتع بالإنجاز”.
وتتفق معها فاطمة، قائلة: “المشاهد والأصوات والأحاسيس من قمرة القيادة لا توصف. ناهيك عن مشاهدة الظاهرة الطبيعية المذهلة لتطور ألوان غروب الشمس وشروقها في الأيام الملبدة بالغيوم جزئيًا”.
أولى خطوات الطيران
تفتح قائدات الطائرات الرائدات طريقًا جديدًا ومثيرًا للمرأة، وترى أروى بأن الفرصة غيّرت حياتها بالفعل، فهي مهندسة ولم تحلم أبدًا بأن تصبح طيارًا. وقبل المشاركة في الدورة التدريبية، لم تذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية مطلقًا، قائلة: “يمكنني القول بصراحة إنني لم أفكر على الإطلاق في أنني سأكون حيث أنا اليوم، الحمد لله”.
وحين تنظر فاطمة إلى نفسها وهي كابتن طيران، ولا تزال في أرامكو السعودية، فضلًا عن كونها مدربة طيران مؤهلة تساعد الأخريات على تحقيق ما لديها، تقول: “أريد أن أشجع الأخريات للبدء في خطواتهن الأولى بعالم الطيران”.
ومن جانبها، تأمل دارين أيضًا أن تكون جزءًا من حركة تجعل مزيدًا من الموظفات مؤهلات كقائدة طائرة وتركز أنظارها على الطيران دوليًا، قائلة: “سيضيف هذا الكثير إلى خبرتي ومعرفتي كقائدة طائرة، خاصة وأن لدى كل بلد مجموعة خاصة به من لوائح الطيران”.
وفيما تشكل النساء 6% فقط من إجمالي عدد الطيارين في العالم، تشير دارين إلى أن المرأة أثبتت قدراتها في مجال الطيران منذ زمن طويل، وهي بذلك تشير إلى أميليا إيرهارت، وبيسي كولمان، وإيمي جونسون، وجميعهن رائدات عالميات في الطيران، قبل أن تضيف: “الطيران… جعلني أدرك قدراتي”.
وتقول أحلام: “نشق طريقنا على الرغم من العقبات، وكنت دائمًا فخورة بكل امرأة تحقق أحلامها وطموحاتها، وخاصة السعوديات”. وتعزز أروى ذلك بقولها: “فقط اذهبي من أجل أحلامك وطموحك”.