قطر.. وحملة الغرب
بقلم – عبدالله الضويحي:
الحملة الغربية على قطر وهي تنظم كأس العالم 2022 لم تكن وليدة اليوم ولا لاستضافتها المونديال كحدث.
الحملة بدأت قبل 12 عاما وتحديدا منذ أن نالت قطر شرف تنظيم مونديال 2022 في الثاني من ديسمبر 2010.
كيف لدولة مثل (قطر) صغيرة الحجم والمساحة – في نظرهم – ولم يكن لها حضور مسبق وفاعل في كأس العالم ولا تملك إرثا كرويا كما هي الدول الأوروبية ونسوا أو تناسوا دولا أخرى منحت هذا الشرف وهي لا تملك هذا الإرث وأبرزها الولايات المتحدة التي أسند لها تنظيم مونديال 1994 وهي حديثة عهد بكرة القدم ولم يدركوا أن قطر تملك أقوى وأهم من ذلك وهو الإرادة.
هذا هو قولهم، أما حقيقته فهي في كسر قطر لقاعدة الدولة المستضيفة فهي لم تفز بهذا الشرف وفق قاعدة التدوير بين القارات التي تخلى عنها الفيفا كما فاز غيرها لكنها تفوقت بإمكانياتها وملفها على دول سبقتها خبرة في التنظيم وفي التاريخ الكروي ولأنها أقصت أمريكا في الجولة الأخيرة.
منذ ذلك التاريخ والحملات تتوالى ثم زادت حدتها وارتفعت وتيرتها مع قرب المناسبة وكونها باتت أمرا واقعا متخذة أساليب وطرائق تنوعت بين جغرافية ومناخية وبين حقوق إنسانية لتصل إلى التدخل في الخصوصيات والثوابت.
قطر – سادتي الكرام – لم تعتدِ على إقليم ولم تمارس تمييزا عنصريا ولم تقم بعمل من شأنه أن يتيح لهؤلاء الفرصة للنيل منها في تنظيمها لهذا الحدث الكروي الكبير، مما يؤكد النظرة الاستعلائية للغرب وعقدة الإسلاموفوبيا والتطرف اليميني تجاه ما هو عربي أو مسلم وخلق مبررات واهية تعزز توجهاته. ومما يؤسف له تجاوز الأمر إلى رجال السياسة وتدخلهم في شؤون كروية تنبذ السياسة ما يعني أن لهذه الحملات خلفيات سياسية محضة لا علاقة لها بكرة القدم، وهو ما أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما قال:
(يجب عدم تسييس كرة القدم) في إشارة لوقف الحملات التي تطالب بعدم الاستمرار في تنظيم قطر للمونديال.
ومن باب (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) جاء المونديال ليعطي قطر الفرصة لتغيير هذه الصورة النمطية التي ظل يروج لها الغرب، وهي أهل لذلك وقادرة عليه.