السياحة التونسية كنوز الفرص الواعدة 

تونس – كمال مصطفي:
تشهد تونس انتعاشًا سياحيًا ملفتا؛ وتوافد الآف السياح الذين يقصدون مجدّدًا اللؤلؤة السياحية لشمال-أفريقية التي تدمج بين عدة عناصر مثيرة تعتبر مقومات جاذبة تأتى في مقدمتها ثراء المنتج التونسي وتنوعه بين سياحة الشواطيء والصحراء والمؤتمرات والاستشفاء والرياضة والسياحة الفنية والثقافية إضافة الي  محبة وترحاب واحترام الشعب التونسي للضيوف واحتوائهم بالكرم والذوق للبلدان العربية الشقيقة عامة والخليجية بوجه خاص . كما أن الأسعار لازالت مغرية، جذبت المسافرين مجدّدًا مقارنة بباقي دول العالم  وعدم الازدحام تعني أنّ الزائرين سيحظون بتجربة قيّمة تغلف بالخصوصية سواء أقاموا في العاصمة أو في الولايات الأخرى أوالمناطق الصحراوية شديده الثراء بالمناظر الطبيعية الخلابة أو في شمالي البلاد لاكتشاف الآثار الرومانية.
ومن هنا كان من الطبيعي مشاهدة آلاف السواح وهم يطوفون بالسوق العربي بالعاصمة وبشارع الحبيب بورقية حيث اكتظت بهم كل المقاهي شديدة التميز والفخامة إضافة لاستمتاع عدد ضخم في الجلسات الشاطئية على شاطيء البحر في حلق الواد  وسط أجواء قل أن تجد مثيل لها في العالم ناهيك عن اناقة قرطاج بمهرجاناتها الثقافية والفنية المبهرة .

موقعها الاستراتيجي وقربها من أوروبا
الثراء الطبيعي :
تتمتع السياحة  بمكانة هامة في الاقتصاد التونسي نظرا لدورها البارز والهام في دفع التنمية الشاملة والمساهمة الفعالة في العديد من القطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى. لهذا راهنت تونس على السياحة كخيار تنموي جوهري وأولتها كل العناية و ذلك منذ الاستقلال .
تستقطب تونس سنويا الملايين من السائحين و تبقى أروبا و بلدان الجوار المزود الرئيسي للسياحة الوافدة بتونس بنسبة 90 % في حين تبقى حصة تونس من أسواق الخليج لا ترتقي إلى الطموحات
ارتكزت السياحة التونسية في بداياتها بالأساس على السياحة الشاطئية نظرا لطول الشريط ساحلي الذي يمتد  على 1,300 كم
وتهدف  تونس إلى رفع  حصتها من السوق السعودي بإتخاذ جملة من التدابير لعل أهمها  إلغاء التأشيرات .      تنويع المنتج السياحي التونسي
لمعاضدة السياحة الشاطئية  تم إثراء المنتوج السياحي التونسي بمنتجات إضافية تتميز بتنوع المناطق السياحية التي توفر أنواعا عديدة من المنتجـات في إطار يمزج بين الأصالة و الحداثة واستغلال المخزون الطبيعي والثقافي لكل منطقة لجعلها قطب سياحي بامتياز .

السياحة الرياضية
تقدم تونس فرصا لممارسة العديد من الرياضات البرية و البحرية والجوية بشكل منظم في بيئات مهيئة على مدار السنة  و تحتضن تونس العديد من الدورات الرياضية الدولية التي تجذب السياح من الداخل و الخارج علــى غرار ركوب الخيل و الغطس و سباق القوارب و ركوب المناطيد و القفز بالمظلات والراليات كما تعد تونس فضاء رياضي متميز من حيث البنية التحتية و المناخية الملائمة لجميع الفرق الرياضية في كل الاختصاصات و على مدار السنة.

السياحة الصحراوية
تحتضن الصحراء العديد من العيون الجارية و القصور الصحراوية التي تعد مثالا على عراقة فن المعمار و من أبرز ملامح السياحة الصحراوية المهرجانات التي تقام كل سنة على غرار مهرجان الواحات و مهرجان القصور ومهرجان الصحراء الدولي بدوز
السياحة الثقافية
تحتفظ تونس بتاريخ معروف عريق يزيد على ثلاثة آلاف عام بمسرح له تأثيرات حضارية وثقافية لشعوب عديدة كما يوجد في تونس ما يزيد على ثلاثين ألف موقع  لعل ابرزها مدينة سبيطلة والجم وقرطاج. و يمكن القول بأن كل مدينة تونسية فيها شيء من التاريخ، ومن الأمور الملفتة للانتباه وجود مدينة عربية إسلامية قديمة في قلب معظم المدن التونسية الرئيسية يحيط بها سور تم الحفاظ عليه كما كان ويجري ترميمه عند الحاجة، حتى صارت تلك المدن العربية القديمة جزءا لا يتجزأ من نسيج المدينة التونسية المعاصرة.

المهرجانات

تتميز تونس بالثراء و التنوع و يأخذ هذا التراث في بعض أشكاله صورة مهرجانات مختلفة تزخر بها تونس خاصـــة في فصل الصيف و من أبرز المهرجانات الدولية الصيفية مهرجان قرطاج – مهرجان الحمامات – مهرجان سوسة

السياحة البيئية
تشكل المنتزهات الكبرى في تونس مجالا رئيسيا للسياحة البيئية بجانب الطبيعة المتنوعة و الثرية. ومن أهم المنتزهات المنتزه الوطني الفايجة و منتزه بوهدمة ومنزه بوقرنين والمنتزه الوطني اشكل ببنزرت المصنف لدى منظمة اليونسكو كمحمية للتراث العالمي الثقافي والطبيعي و تضم هذه المنتزهات عديد من فصائل الحيوانات و النباتات
سياحة الملاحة البحرية
تتوفر حاليا في تونس على 7 مواني ترفيهية  لعل ابرزها CAP 3000 – الميناء الترفيهي ببنزرت – الميناء الترفيهي بقمرت

الاستشفاء بالمياه المعدنية
تعتبر تونس من البلدان الرائدة في استعمال المياه الساخنة الغنية بالمعادن والاملاح لأغراض وقائية أوعلاجية ( تكملة لبعض العلاجات كالجراحة )
و تضم تونس 4 محطات استشفائية كبرى بالمياه المعدنية وهي جربة – جبل الوسط – حمام بورقيبة – قربص
سياحة المعالجة بمياه البحر
تشتهر تونس بمنتوج المعالجة بمياه البحر و تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا. ويكاد لا يوجد فندق في تونس لايوجد به  مركز استشفاء ملحقة بالفنادق من صنف 5 نجوم وهي مطلة على كامل الشريط الساحلي. ويأخذ الاستشفاء بمياه البحر شكل حمام بماء البحر يسرّب للجسم المكونات الطبيعية لهذا الماء من أملاح و غيرها  كما يتم استخدام الأعشاب والطحالب البحرية لتغطية الجسم لتفعيل أثرها العلاجي. و يتمّ اللجوء إلى هذا المنتج لاستعادة اللياقة البدنية و مقاومة التوتر و خفض الوزن  وعلاج آلام الظهر و العضلات و غيرها و يمارس العاملون في هذه المراكز عملهم تحت إشراف طبي مباشركما تضع الحكومة التونسية أنظمة صارمة على هذا النوع من العلاج تحترم المواصفات العالمية  وذلك لضمان توفير الجودة التامة في المياه التي يتم استعمالها من حيث مستوى نقاط التزود بها والنقل والتخزين إضافة إلى إخضاع هذه المراكز للرقابة الطبية من قبل فرق مختصة من وزارة الصحة.

سياحة المؤتمرات
تعتبر تونس من المقاصد الهامة في سياحة المؤتمرات بحكم موقعها الجغرافي و توفر بنية تحتية مناسبة لعقد المؤتمرات و الندوات الكبرى ( قاعات و صالات كبيرة ملحقة بالنزل 4 و 5 * مزودة بأحدث التجهيزات ) إضافة إلى توفر خدمات إسناد بشرية ذات تأهيل عال.
الصناعات التقليدية
تهتم تونس بالصناعات التقليدية للمحافظة على التراث، و من أبرز ما تقدمه الأسواق التقليدية في المدن العتيقة منتوجـــات الخزف و الفخار والمصنوعات النحاسية والحلي والزرابـي والمنسوجات والأزياء التقليدية وتستمد الصناعات التقليدية جذورها و ثرائها و تنوعها من الإرث البربري والعربي والتركي والاندلسي. و يقام في تونس سنويا كل من:
– صالون الابتكار في الصناعات التقليدية
– تظاهرة الخمسة الذهبية التي تعنى بالتجديد في اللباس التقليدي التونسي.

وفي الختام نقول صدق من قال ان تونس هي لؤلؤة افريقيا