نيوميديا

عصفور تويتر .. هل يواصل التغريد مع ماسك؟!

 

بقلم – فراج إسماعيل:

قبل سنوات.. كنت ومجموعة من الزملاء في ضيافة الأمير الوليد بن طلال على العشاء في “مودا مول” المنامة.
كانت أمامنا شاشة كبيرة يتابع عليها الأمير مباراة هامة للهلال السعودي الذي يشجعه، وبجانبه جهاز اللاب توب مفتوح على حسابه بتويتر يغرد عليه بين الحين والآخر.. وكانت إحداها عن منحه مكافأة مالية كبيرة للاعبي الهلال عقب فوزهم.
الأمير مستثمر كبير في منصة تويتر، وفي الإعلام الرقمي والتلفزيوني، حيث يمتلك عدة قنوات شهيرة، وكانت أعظم أمانيه تأسيس قناة خبرية بإمكانات كبيرة، وهي قناة العرب الحلم الذي لم يتحقق.
وحتى ونحن نجلس مع الأمير ونستمع لطموحاته في مجال الخبر، كنت أشك أن مستثمرا يمكن أن يجازف بأمواله مقابل حرية انسياب المعلومات، وقد سألته في اجتماع.. هل سيضمن لي الاستمرار في مكاني إن نشرت خبرا متجاوزا السقف.. أجاب فورا: نعم بشرط أن يكون صحيحا.
لم يتح للتجربة أن تعيش حتى يتأكد لي ذلك.. لكني أكاد أتخيل إحساسه الآن وهو يرى قرارات صديقه المستثمر الأمريكي إيلون ماسك بعد استحواذه على تويتر.. كل القرارات وليس فقط الاستغناء عن 50% من العاملين وكذلك المدراء التنفيذيين يحركها حساب المكسب والخسارة.
بين قوسين لابد أن يشمل ذلك حرية التعبير وانسياب المعلومات، وحتى تفاصيل التفاصيل بالنسبة لهويات المغردين.
وصدقت المخاوف التي أثيرت حول حرية التعبيرعند إعلان استحواذ ماسك على تويتر، بدلا من أن تكون بين شركاء مساهمين.
شركات كبرى سارعت بإعلان وقف إعلاناتها عقب قرارات ماسك، لأن منصة تويتر مهددة بركل أساسها الذي جذب مشاهير وصعاليك العالم “حرية التعبير”.
زرت “تويتر” في سان فرانسيسكو عاصمة وادي السيلكون.. وشاهدت فرسانا يضعون سروج الحريات والمحتوى مصونة بقيم المنصة التي اشتهرت بها وجذبت الملايين إليها.
لم أتصور وأنا التقط صورة أمام مبناها للذكرى، أنه سيأتي أغنى أغنياء العالم مهددا بقاءه كأكبر صروح حرية الرأي في الإعلام الجديد ام أن ماسك سيحرر عصفور تويتر أكثر مما هو عليه كما غرد هو في الساعات الأخيرة؟..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى