شرطة دبي تقبض على «الخفاش» مروج المخدرات عبر وسائل التواصل الإجتماعي
دبي – سويفت نيوز:
نجح رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي مؤخراً وضمن عملية استثنائية بالقبض على “الخفاش” وهو أحد أكثر مروجي المخدرات مكراً ودهاء وبراعة في التخفي، ويعد اليد اليمنى لأحد أهم تجار المخدرات خارج الدولة، والرجل الثاني في عصابة إجرامية، وتقوم ببيع وترويج “السموم” داخل الدولة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي،
ورغم الغموض الكبير الذي يطغى على نشاط تلك العصابة وبيانات أعوانها وأذرعها داخل الدولة واتخاذهم أعلى درجات الحيطة والحذر أثناء دفن وتخبأة المخدرات في مواقع متفرقة في الإمارة، إلا أن احترافية كوادر إدارة المكافحة المحلية في الاشتباه والبحث والتحري وكشف المروجين وساهمت في تحديد هوية “الخفاش” وإلقاء القبض عليه في عملية استثنائية استغرقت نحو 10 أيام، وقد بلغ إجمالي المخدرات التي كانت بحوزته ما يقارب الـ 200 كيلوغرام من “السموم”.
غموض كبير
وأوضح العميد خالد بن مويزة مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالنيابة انه بعد إلقاء القبض على عدة مروجين آسيويين، وكشف عدة مواقع لمخدرات مدفونة ومخبأة، تبين خلال التحقيقات أنهم كانوا يتسلمون بين فترة وأخرى كميات من المخدرات للتوزيع من مروج ثالث وهو “الخفاش” الذي ينتمي للعصابة ذاتها ولكنهم لا يعرفونه اسماً ولا شكلاً، حيث تتم العملية في إطار كبير من الغموض والسرية ويكون التاجر -رئيس العصابة- المتواجد خارج الدولة هو حلقة الوصل الوحيدة بين أعوانه من المروجين الذين يتعامل معهم داخل الدولة، ما يعني عدم توفر أي معلومات تقود إلى نقطة انطلاق مُجدية، وهنا يكمن التحدي الشرطي.
حنكة وذكاء
وأضاف: تم تشكيل فريق عمل ميداني على درجة عالية من الاحترافية والكفاءة والحنكة والذكاء والتمرس في كشف المروجين، وبعد دراسة وتحليل النشاط الإجرامي للعصابة وضحاياها، تم وضع خطة مُحكمة ساهمت بالاشتباه بأحد الأشخاص في الثلاثين من عمره، وبعد ضبطه متلبساً في أحد المواقع، ادعى في البداية أنه مريض إدمان في محاولة لإبعاد الشكوك عنه، ولكن عمليات البحث والتحري، أثبتت أنه “الخفاش”، وأوضحت أنه يمتلك سيارتين، الأولى لتحركاته اليومية، والثانية يكسوها الغبار ويخفيها داخل مواقف البناية التي يسكن فيها وهي التي يعدها مخزناً آمناً للمخدرات.
ويواصل مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، جهوده التوعوية حول مخاطر رسائل ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إطلاق النسخة الثانية من الحملة الممنهجة لمكافحة “الرسائل المجهولة 2” التي تنطلق اليوم وتستمر حتى 28 نوفمبر المُقبل بالتعاون مع خدمة الأمين، تحت شعار “لا للتفاعل.. لا للرد.. لا لإعادة النشر”.
أخذ الحيطة والحذر
وأكد العميد خالد بن مويزة، على ضرورة أخذ الحيطة والحذر حيال هذه الرسائل التي تقف خلفها عصابات إجرامية متواجدة خارج الدولة ومضاعفة الرقابة الأسرية، منوهاً إلى أن تعاون أفراد المجتمع وتواصلهم مع شرطة دبي سواء من خلال مركز الاتصال المجاني 901 أو عبر منصة الجرائم الإلكترونية “E crime” التي توفرها شرطة دبي عبر تطبيقها الذكي، أو موقعها الإلكتروني، يعكسان وعي الجمهور وحرصه على تعزيز الأمن المجتمعي ونجاح مبادرات شرطة دبي التوعوية في رفع الوعي المجتمعي بشكل كبير.
وبين العميد خالد بن مويزة أن منصة الجرائم الإلكترونية “E crime” تلقت خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 2222 بلاغاً بخصوص الرسائل المجهولة، موضحاً أنه تم القبض على 527 مروجاً خلال الفترة نفسها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن إلقاء القبض على مروج واحد كفيل بإنجاز التعامل مع عدد كبير من البلاغات.
خطان متوازيان
وقال العميد خالد بن مويزة: يأتي إطلاق النسخة الثانية من حملة مكافحة ” الرسائل المجهولة” وفق توجيهات معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، للتصدي لهذا النشاط عبر خطين متوازيين، الأول توعوي عن طريق مركز حماية الدولي بالتعاون مع الشركاء، والثاني ميداني عن طريق الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التي لا تألوا جهداً في التصدي للنشاطات المشبوهة في الفضاء الرقمي والتي تتضمن ترويجاً للمخدرات والمؤثرات العقلية من خلال صور ومقاطع فيديو ورسائل صوتية تقوم بإرسالها عصابات إجرامية متواجدة خارج الدولة، حيث تعمل على القبض على أذرعها من المروجين المتواجدين داخل الدولة وهم الأخطر في نشر الآفة بين أفراد المجتمع، إضافة إلى تحقيق الإدارة العامة لإنجازات كبيرة ومبهرة في عمليات ضبط المتهمين في جرائم المخدرات، وضرب مخططاتهم وإحباط عمليات ترويج السموم.
مخاطر ومخاوف
وتابع: نتابع ملاحظات الجمهور حول هذا النوع من الرسائل باهتمام كبير، ولعل أبرزها أنهم كلما حجبوا رقماً وردتهم الرسائل من رقم آخر، وهذا لأن العصابات الإجرامية والمروجين يطورون من أساليبهم بشكل مستمر، إذ يعتمدون على التقنيات الحديثة في التواصل مع المتعاطين خصوصاً وأفراد المجتمع بشكل عام، فيرسلون إليهم هذه الرسائل، وبمجرد الموافقة على العرض، يتم الاتفاق على مكان محدد تدفن فيه المخدرات، ليتسلمها المتعاطي بعد تحويل النقود إلى المروج، وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أن أجهزة المكافحة تتصدى لهم وتتفوق على أساليبهم، ولكن هناك مخاوف من استجابة البعض، وتحديداً المراهقين، لهذا النوع من الرسائل على سبيل الفضول، فيتواصلون مع المروجين لتجربة شراء المخدرات بهذه الطريقة، لذا تبذل شرطة دبي أقصى ما في وسعها للتصدي لهذه الظاهرة، ولتوعية الآباء بضرورة تنبيه أبنائهم حول مخاطر الاستجابة لهذه الرسائل تجنباً للمساءلة القانونية، واتباع الإرشادات الأمنية المتمثلة في التواصل مع الشرطة وإرسال صورة من الرسالة المجهولة التي تلقاها، وحجب الرقم الذي وردت منه.