اختتام أعمال الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار تحت شعار “الاستثمار في الإنسانية: تمكين نظام عالمي جديد”
الرياض – واس:
اختُتمت اليوم أعمال الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار، تحت شعار “الاستثمار في الإنسانية: تمكين نظام عالمي جديد”، واستمرت ثلاثة أيام بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وجمعت الدورة السادسة للمبادرة التي نظمتها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار قادة الأعمال والحكومات وصناع القرار لاستكشاف الاتجاهات والتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحيوية في الوقت الراهن.
ورحّب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار FII ريتشارد آتياس في بداية المؤتمر بأصحاب السمو والمعالي الحضور والمشاركين في أعمال الدورة الجديدة للمبادرة ، منوهاً في الوقت ذاته بأهمية الجلسات والمناقشات التي ستشهدها النسخة السادسة للمبادرة التي بلغ عدد جلساتها 180 جلسة عُقدت بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة موزعة على مدى الأيام الثلاثة.
وأشاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار بالدعم الكبير الذي تلقاه المؤسسة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومن قبل الشركاء وعلى رأسهم صندوق الاستثمارات العامة.
وأوضح معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان في كلمته الافتتاحية أن المبادرة تعدّ بمثابة المحرك للتعاون العالمي مع أهمية الالتزام بالمقدرات ومن أبرزها الاستثمار في الإنسانية في نظام عالمي جديد.
وبيّن أن الصناعات المختلفة مثل الاتصالات والصحة وقطاع التجزئة والقطاعات الأخرى تعد من العوامل الرئيسة التي أسهمت في الحراك العالمي، مبينًا أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع الحراك الصناعي وهو ما قاد إلى استغلال الفرص المتاحة.
وأفاد الرميان أن صندوق الاستثمارات العامة يعدّ أول صندوق سيادي أصدر أول سند بمسمى السندات الخضراء، عادًّا سوق الكربون الطوعي أحد أهم الأسواق التي يجب أن تتوحد فيه الجهود بين المستثمرين ورواد الأعمال لإيجاد فرص تعليمية للشباب في الاقتصاد المعرفي.
وشارك الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار FII ريتشارد آتياس في الجلسة الافتتاحية في اليوم الأول بعد عرض مرئي حول الاستثمار في الإنسانية عن المسح الاستقصائي الذي أجرته IPSOS على 130 ألف شخص بالغ من 13 دولة، يمثلون ما يقارب 50% من سكان العالم، في محاولة من مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار لتقديم رؤى حول أعلى الأولويات في العالم في ظل التحديات الاجتماعية والبيئية والهوية غير المسبوقة.
وكشف أن المبادرة قامت بإعداد تقرير حول مجابهة التحديات العالمية من أجل إيجاد حلول لها، شارك فيه آلاف الأشخاص، موضحاً أن نسبة 77% من المبحوثين متفائلين بمستقبل أفضل، وأن الأمان المالي يعدّ من أبرز التحديات التي يواجهها 50% من الأشخاص حول العالم، إضافة إلى التكاليف على الدخل فضلاً عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وذلك وفق الاستطلاع الذي أجري مؤخراً.
وأكد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في جلسة حول الوضع الاقتصادي الجديد في اليوم الأول للمبادرة أن مستقبل الاقتصاد العالمي لعام 2023 غير مؤكدٍ، وذلك بسبب ارتفاع التضخم وانخفاض القوة الشرائية، إذ بات لا يمكن التنبؤ بالسياسات التجارية بسبب العديد من العوامل كارتفاع أسعار الطاقة وتغير المناخ وغيرها.
من جانبه أشار وزير التنمية والاستثمار اليوناني إيدونيس جيرجيادس خلال الجلسة ذاتها إلى الشراكة الدائمة بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية اليونان، مبينًا أن البلدين يملكان رؤية مشتركة، فيما تمتاز المملكة برؤية 2030م التي تعمل على تحقيق منجزات عدة في مختلف المجالات.
وشارك فخامة الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال في قمة أفريقيا ضمن فعاليات اليوم الأول لمبادرة مستقبل الاستثمار، وركزت القمة على أهمية التعاون الدولي متعدد الأطراف لبناء مستقبل أفضل للبشرية وضرورة الاهتمام بالقارة الأفريقية ومن بينها بلاده التي تحظى بتوفر قطاعات عديدة مناسبة للاستثمار فيها.
كما بحثت جلسة التحولات العميقة للنظام الاقتصادي العالمي أهمية توفير المزيد من التمويل رغم ارتفاع معدلات الفائدة الحالية لمواجهة مخاطر الصراعات الداخلية والدولية والاهتمام بالتعليم.
وأوضح معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب في جلسة حوارية ضمن فعاليات اليوم الأول للمبادرة أن قطاع السياحة تمكن من التعافي بنسبة 60% مقارنة بـ2019، حيث بدأ الإقبال يزيد على السفر، وتمكن أيضًا من استعادة 200 مليون وظيفة مقارنة بـ60 ألف وظيفة خسرها أصحابها أثناء الجائحة.
وبيّن معاليه أن المملكة تمكنت من تحقيق أرقام تاريخية فيما يتعلق بأعداد الزوار وحجم الإنفاق على السياحة، مشيرًا إلى أن القطاع شهد تحسنًا كبيرًا هذا العام أكثر مما كان متوقعًا له، مفيدًا أن البنك الدولي توقع أن يتباطأ النمو العالمي، ولكن النتائج تظهر أن قطاع السفر والسياحة سيزيد عن معدل النمو المتوقع، وتوقع زيادة عدد السياح في المملكة بنسبة 300% في عام 2030.
وشارك معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم في جلسة حوارية بعنوان “الثروة السيادية تحكم العالم”، مبينًا أن النمو في المملكة قفز إلى 3.2% من إجمالي الناتج المحلي، متوقعًا نموًا يعادل 7.4% إلى 8%, مستعرضًا تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي توقع نموًا بنسبة 9%، مفيدًا أن نسبة إجمالي الناتج المحلي غير النفطي في المملكة حقق نموًا بنسبة 6,1% وهو أعلى مما كان عليه في 11 عامًا، وأقل من الطموح.
ورأست صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية جلسة حوارية بعنوان “القيادة للنظام العالمي الجديد”، تناولت الاحتياجات المتجددة والمتسارعة للجيل الحالي، واختلاف أنماط الحياة في القرن الـ21 عن القرون السابقة، كما حاورت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان عمدة مدينة ميامي الأمريكية فرنسيس إكس سواريز في جلسة تحمل عنوان “في المحادثة: ثقافة استثمار”.
وأوضح دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية محمد شهباز شريف -خلال مشاركته بكلمة ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار- أن المبادرة ترجمة واضحة لطموحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذه المنصة المثرية التي تتحدث بشكل عام عن رؤية المملكة 2030 وعن النظرة الاستشرافية وكيف يمكن أن يكون عليه المستقبل في المملكة ودول العالم للمساعدة في إحداث تقدم سريع في جميع البلدان والإسهام في تقديم الرخاء والرفاهية للمواطنين.
وأكد معالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز في جلسة حوارية بعنوان “التحوّلات الثقافية والفنية” أن مشروع النهوض بالقطاع الثقافي السعودي لم يتوقف عن النمو والتطور تحت مظلة رؤية المملكة 2030، مبينًا أن عملية تحويل وتطوير القطاع الثقافي السعودي مستمرة ومتنامية، وذلك من أجل جعله قطاعاً ديناميكياً ومتفاعلاً مع التوجهات الحديثة في الحياة المعاصرة، مع احتفاظه بأصالة الهوية السعودية.
وشهد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح في اليوم الأول لمبادرة مستقبل الاستثمار توقيع 6 مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة وجودة الحياة والصناعات الدفاعية والنقل والتقنية الحيوية والمالية، بهدف تعزيز وتطوير القدرات والمهارات ومعالجة التحديات الرئيسة التي تواجه القطاعات، والاستفادة من الخبرات وأفضل الممارسات العالمية، إضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة، وتوفير فرص العمل، وفتح مقارّ إقليمية في المملكة بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وبدأت فعاليات اليوم الثاني لمبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها السادسة بجلسة حوارية بعنوان “التمويل والقرارات المؤثرة عالمياً” أكد فيها معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان أن العالم يشهد حالياً مصاعب عديدة، تتمثل في التمويل وارتفاع معدلات الفائدة والتضخم وضغوط الديون على بعض الدول، مشيراً إلى أن المملكة عملت على المضي في خطط وإستراتيجيات لمواجهة الأيام الصعبة كالتي نعيشها حالياً وحشدت طاقاتها والمنظمات الدولية كمجموعة العشرين والمنظمات التنموية الأخرى، وهو ما مكّنها من الوصول لوضع أفضل بكثير مما يعانيه العالم.
وبيّن معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان أن المملكة تعمل مع الرئاسة الإندونيسية لمجموعة العشرين على تقديم الدعم للعالم أجمع، وأيضًا للشركات منخفضة الدخل وما يتعلق بالطاقة والغذاء والاستثمار في مبادرات التغير المناخي كالسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، التي تحتاج لجهود دولية لأنها قضية عالمية، كما أن علينا في المنطقة القيام بالكثير من الإصلاحات عبر الخطط الموضوعة.
وأعلنت أرامكو السعودية عن إنشاء صندوق للاستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار للاستثمار في التقنية التي يمكن أن تدعم تحولًا مستقرًا وشاملًا للطاقة، الذي يُعد أحد أكبر صناديق رأس المال الجريء على مستوى العالم، فيما أعلنت مجموعة stc أنها خصصت مبلغ 300 مليون دولار إضافي، بالإضافة إلى 500 مليون دولار أمريكي لـ STV، وهي أكبر شركة استثمار تكنولوجي مستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس -خلال فعاليات النسخة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار- إطلاق برنامج العضوية الحصري الجديد، الذي يمنح المستثمرين العالميين وصناع التغيير فرصة للانضمام إلى المجتمع المتنامي.
فيما أعلنت رئيسة ركيزة التفكير في مبادرة مستقبل الاستثمار صفية كاكورا إطلاق “جائزة Algoritmi” بدعم من ناشر الأبحاث العالمي Springer Nature، بغرض إنشاء جائزة العلوم والتكنولوجيا السنوية للاحتفال بالذكاء الاصطناعي (AI) وأبحاث الروبوتات التي لديها القدرة على إنتاج حلول واقعية لمواجهة التحديات العالمية.
وعلى هامش المبادرة في يومها الثاني تم إعلان تحالف بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة الاستثمار، وشركة إليومينا بالولايات المتحدة الأمريكية، لإنشاء مركز إليومينا لتسريع الأعمال وجذب الشركات الناشئة مما يدعم المملكة في إنشاء منظومة ابتكار لقطاع الجينوم وتطوير مشاريعه.
كما وقَّعت وزارة الاستثمار عدداً من الاتفاقيات الاستثمارية في قطاعات التعليم والترفيه والتقنية الحيوية، بهدف تحسين جودة الحياة في المملكة، وتعزيز اهتمام المستثمرين بالفرص المتاحة.
وفي اليوم الثالث والأخير لمبادرة مستقبل الاستثمار شارك معالي الرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد المهندس سعد بن عبد العزيز الخلب في جلسة بعنوان “تحويل الأعمال المصرفية والاستثمارية من أجل الاقتصاد المرن”، مبينًا أن التكنولوجيا لا تزال تؤثر على الممارسات المصرفية والمالية مع بدء الاقتصاد في التحول في عالم ما بعد جائحة كورونا، وما خلّفته من تبعات اقتصادية عالمية، وتأكيد البنك الدولي أن ثلثي البالغين في جميع أنحاء العالم يسددون أو يتلقون الآن مدفوعاتهم الرقمية، وفي الوقت نفسه أدى صعود صغار المستثمرين إلى تغيير مجالات الاستثمار في جميع أنحاء العالم.
وأكد المهندس الخلب أن الهدف الرئيس في المملكة هو ضمان تأمين الصادرات السعودية ودعم التجارة العالمية والمشروعات طويلة الأمد العالمية، مضيفاً أن المهام الأساسية للبنك تتمثل في تقديم الائتمان اللازم للصادرات وتسهيل الصادرات وتطوير المؤسسات المالية من خلال دعم الحكومة للتجارة الخارجية.
وأشار إلى أنه لا يوجد أي تراجع للاقتصاد السعودي سواءً خلال جائحة كورونا أو التوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الفائدة؛ كون المملكة تمتلك منظومة قادرة على التدخل وتقديم الدعم اللازم للأنشطة التجارية والمعاملات العابرة للحدود.
وشهد اليوم الأخير إقامة عدد من الجلسات حول الاستثمار من أجل التأثير وعودة الصين القوية وطموحات الشباب.
كما شهد اليوم الأخير إعلان صندوق الاستثمارات العامة إطلاق برنامج تنمية المحتوى المحلي، الهادف إلى رفع إسهام الصندوق وشركاته التابعة في المحتوى المحلي لتصل إلى 60% بنهاية عام 2025، ودعم القطاع الخاص وتمكينه، وتحفيز المزايا التنافسية والابتكارية للصناعات الوطنية، بما يدعم جهود المملكة تجاه تعزيز دور المحتوى المحلي وفقاً لرؤية 2030.
كما عُقدت في اليوم الأخير جلسة خاصة لمناقشة معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة ESG، وذلك بمشاركة الرئيس التنفيذي لمجموعة تداول السعودية المهندس خالد الحصان وعدد من المتحدثين.
واستعرضت المبادرة في يومها الأخير العملات الرقمية ومستقبلها خلال جلسة بعنوان “بناء اقتصاد كريبتو أفضل” إذ تناولت الفرص الاستثمارية والتدابير التي يمكن اتخاذها لتنظيم العملة واستقرارها.
ووقع معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر اتفاقيةً في مجال خدمات النقل الجوي بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية بلغاريا، التي مثلها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النقل والاتصالات بجمهورية بلغاريا خريستو أليكسييف، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال النقل الجوي، على أساس المنفعة المشتركة والاحترام المتبادل وفقاً للأنظمة والقوانين والتعليمات المعمول بها في كلا البلدين، إضافةً إلى وضع أطر تنظيمية لحركة النقل الجوي بين البلدين على نحو آمن ومنظّم وسليم بما يتفق مع المبادئ التي أقرّتها معاهدة شيكاغو الدولية عام 1944م.
فيما أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA” جياني انفانتينو خلال مشاركته عن بُعد في جلسة بعنوان ” لماذا تحكم كرة القدم العالم” أن بطولة كأس العالم 2022 التي تستضيفها دولة قطر ظاهرة عالمية ثقافية تحمل رسالة إنسانية تتمثل في اتفاق شعوب العالم على مشاركة الاهتمامات والشغف واستعراض الثقافات.