مفتي عام المملكة : صلاة الكسوف سنة مؤكدة
الرياض – واس:
أكدَ سماحةُ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ- تزامناً مع الكسوف الجزئي الذي ستشهده الكرة الأرضية اليوم,الذي سيكون مشاهداً في معظم الوطن العربي وأوروبا وغرب آسيا وشمال وشرق أفريقيا – أن صلاةَ الكسوف سنة مؤكدة, وذلك إذا كسفت الشمس أو خسف القمر، سواء ذهب النور كله أو بعضه، فإن الذي بينته السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم: ركعتين، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، هذا هو أصح ما ورد في ذلك.
وبيَّن سماحته صفة الصلاة، حيث يصلي المسلمون الركعةَ الأولى يقرأ فيها الإمام ويطيل فيها، وهذه السنة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: تقدر بنحو سورة البقرة، ثم يركع ويطيل في الركوع قريباً من قيامه، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة، ثم يقرأ ويطيل ولكن أقل من الأولى، ثم يركع ويطيل مثل قيامه، ثم يرفع ويسجد سجدتين، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الركعة الأولى، وتصلى حتى ولو بعد العصر على الصحيح، أي وقت النهي، فإنها من ذوات الأسباب التي يصح صلاتها في وقت النهي متى وقع الكسوف.
وعن وقت أدائها بحسب ما جاء في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، أوضحَ سماحتُه أن صلاة الكسوف تؤدَّى عند رؤية الكسوف، وهي آية من آيات الله يخوِّف بها عبادَه، وليست كما يقال انها ظاهرة كونية لا أثر لها؛ فإنه لما كسفت الشمس في عهده، لما مات إبراهيم كسفت الشمس فقال بعض الناس: إنها كسفت لموت إبراهيم، فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهما عبادَه، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره.
وأضافَ سماحة المفتي في هذا الصدد : وفي الحديث الآخر: (فادعوا الله وكبروا وتصدقوا)، وعلى الأئمة وعظ الناس وتذكيرهم بالله ومحبته ومخافته، فإنه خطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وقال: إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم، وأمر بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر.
وذكرَ سماحةُ مفتي عام المملكة – في ختام بيانه- أنه إذا دخل وقت صلاة مفروضة كصلاة العصر فإن الإمام يقدر ذلك فيسلم قبل دخول وقت الصلاة ليؤذن لصلاة العصر ويصلي الفرض، وإن كان الكسوف بعدها فإنه يصلي العصر ثم يشرع في صلاة الكسوف حتى لو كان وقت نهي.