محليات

جودة الحياة الترفيهيّة في السعودية… ليالٍ فوق الخيال

كتب – طارق أبوزينب:
 
تمضي المملكة العربية السعودية قُدمًا في دعم صناعة الترفيه، ويعد رئيس مجلس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود الداعم الأول للشباب السعودي والحريص على رفاهية وتنمية المجتمع وتعزيز الاقتصاد السعودي، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 والتي عبر عنها سابقًا الامير محمد بن سلمان حين قال، “إن انشاء صناعة تسلية وترفية في المملكة العربية السعودية يمكن أن يساعدها في سعيها لإنهاء اعتمادها على النفط، وأوضح الأمير محمد بن سلمان، أن تطوير صناعة السياحة والترفيه محليًا سيجلب للبلاد نحو 22 مليار دولار، من الأموال التي يصرفها الشعب السّعودي حاليا في الخارج”.
 
 تأسست الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية لتقوم على تنظيم وتنمية قطاع الترفيه في السعودية وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لمختلف شرائح المجتمع في كافة المناطق السعودية، لاثراء الحياة ورسم البهجة، ولتقوم على تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه عبر التشبيك والشراكة في التنمية، وعلى كل المستويات عبر إطلاق سلسلة من المبادرات والبرامج والفعاليات والمشاريع الداعمة والتي نجحت الهيئة العامة للترفية في دفع عجلة التطور على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والإنساني ليتصدّر قطاع الترفية في السعودية العالمية، مع تسارع النمو الذي يشهده القطاع وكثرة المواسم والفعاليات، ليتجاوز حدود المملكة العربية السعودية، جاذبًا الزوار من شتى الدول العربية والغربية.
كما يدير قطاع الترفية الحيوي كوادر سعودية بالكامل ويترأس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفية معالي المستشار تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ الحريص على اكتشاف وتنمية المواهب السعودية والإبتكار والابداع للوصول الى المنافسة العالمية.
بدأ صاحب الشغف والافكار المدهشة معالي رئيس الهيئة العامة للترفية التحضيرات والاستعدادات الخاصة مع الشركاء والجهات الحكومية وغيرهم، وتم إطلاق النسخة الثالثة المبتكرة من موسم الرياض 2022 وقد حصد فيديو إطلاق الموسم الجديد على منصات التواصل الإجتماعي أكثر من 46 مليون مشاهدة، ويتخلل الموسم عروض لأكثر من 8500 يوم من الفعاليات، وتجارب مختلفة في 15 منطقة تستهدف مختلف فئات المجتمع وقد تم استحداث منطقة جديدة تسمى “بوليفارد وورلد” التي تجمع 10 دول في مكان واحد بثقافتها ومطاعمها وأكبر بحيرة مائية صناعية في العالم وقوارب وغواصات، بالإضافة الى عروض ضوئية على المباني ورسامين “جرافيتي” سعوديين وعروض شعبية أسبوعية في منطقة سوق الزل.
كذلك ستكون وجهة الخيال في المنطقة الجديدة “ايماجينيشن بارك” بتجارب تفاعلية مستوحاة من أشهر المسلسلات ومعارض للأفلام ومناطق مخصّصة لهواة السيارات، أما لعشاق الرياضة فتستضيف منطقة “فان فستيفال” خلال فترة كأس العالم معارض عالمية وتجارب افتراضية ويمكن مشاهدة المباريات من خلال شاشات كبيرة، كما أن المنطقة تستوعب 20 الف متفرج للمباراة، اما منطقة “ونتر وندرلاند” فأُضيف عليها في الموسم الجديد أكبر حلبة تزلج في المنطقة العربية وألعاب حماسية لجميع الأعمار وأول تلفريك هوائي في الرياض للربط بين منطقة “بوليفارد وورلد” وبوليفارد سيتي .

فرح وطاقة إيجابية في “بوليفارد رياض  ستي”

لم استطيع منع نفسي من التفكير خلال زيارتي “بوليفارد  رياض  ستي” في حي حطين شمال الرياض قبل جائحة كورونا والذي يضم مطاعم ومقاهي واستديوهات عالمية ومسارح ومنطقة مخصّصة للأطفال وغيرها من الخدمات الترفيهية واللوجستية.
قضيت يومًا طويلاً بالتنزة والمشي بمنطقة مفتوحة، وثمة طاقة إيجابية في الجو العام، جلست في أحد المطاعم اللبنانية مقابل النافورة الموسيقيّة المائية، شعرت بدفء وفرح وحب العاصمة الرياض، التي أصبحت مدينة ثقافية وترفيهية ورياضية نوعية في العالم ومعلمًا حضاريًا بارزًا ومركزًا مهمًا لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل، والتي أصبحت تستضيف أكبر الاحداث والفعاليات الترفيهية في المنطقة العربية.

موسم الرياض 2022

وفي هذا السياق أعلن منذ أسبوع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، معالي المستشار تركي آل الشيخ عن النسخة الثالثة من موسم الرياض الجديد 2022، كذلك أعلن عن موعد الافتتاح بتاريخ 21  أكتوبر/تشرين الأول، وأوضح أن الموسم سيكون بحفل عالمي وفي المناطق سيتم افتتاحها في 22 منه، وقال: “أشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على دعمهما الكبير لقطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية، والأمير محمد بن سلمان هو الداعم الحقيقي لنا .”
وأضاف معالي المستشار تركي آل الشيخ أن هناك 15 منطقة ضمن موسم الرياض تستهدف جميع فئات المجتمع كما طوّرنا المعارض لتناسب كل الأعمار، وهناك منطقة جديدة باسم “بوليفارد ورلد” تحتوي على أكبر بحيرة بالعالم .
  وتابع معالي المستشار تركي آل الشيخ ليالي موسم الرياض2022 ستكون فوق الخيال وستكون سعودية وعربية وعالمية، أما منطقة الخيال فهي متخصّصة بالسينما والمسلسلات وستكون في موقع ” الأوت لت”  الحالي، ويسعى موسم الرياض لأن تكون عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض) وجهة ترفيهية سياحية، ليُرسخ مكانتها كإحدى أبرز الوجهات الترفيهية وأهمها على مستوى المنطقة والعالم .

تنافس عالمي في صناعة الترفيه

بالعودة الى الهيئة العامة للترفيه تمكّنت من استحداث آلاف الوظائف للسعوديين من الجنسين، وإعادة توجيه جزء من الإنفاق على السياحة والترفيه الخارجي إلى الداخل السعودي، ويأتي قطاع الترفيه كأحد أهم التحولات التي يعيشها المجتمع السعودي، وجعل ذلك من السعودية وجهة سياحية – ترفيهية، فإن المتعة والبهجة أصبحتا قيمة إنسانية لمعظم المنتجات والخدمات، وهو ما أدركته قطاعات الأعمال السعودية ويبدو واضحًا في التنافسية العالمية في صناعة أشكال جديدة للترفيه، بما يضمن جذب المستهلك السعودي وفتح فرص جديدة وجني أرباح وفيرة للقطاع الذي صار جاذبًا لرؤوس الأموال ومقصدًا عالميًا وبدوره أنعش قطاع الترفيه العديد من الأنشطة الاقتصادية والخدمات اللوجيستية وغيرها، وفي إطار الخطط الموضوعة لقطاع الترفيه فهو من القطاعات الواعدة والتي حققت نقلة نوعية إنسانية في حياة الفرد والمجتمع، بما يحسن جودة الحياة في السعودية .

صناعة الترفيه جسر أساسي في عصرنا الحديث

 تعتبر المؤلفة الموسيقية ومغنية الأوبرا رئيسة مجلس إدارة والمديرة العامة للمعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان الدكتورة هبة القواس، أن صناعة الترفيه هي جسر أساسي في عصرنا الحديث لتنفيذ استراتيجيات كثيرة وبعيدة المدى، فهي عدا عن كونها احد الركائز الاقتصادية للاستثمارات الخاصة الا أنها تستطيع أن تكون عبورًا سياسيًا كبيرًا تصل من خلاله الدول للتأثير على الشعوب، ويصل الى حد قلب المفاهيم وتقارب حتى الانتماءات المضادة والسياسات المختلفة عبر استخدام مختلف وسائل الترفيه الفنية والموسيقية والسينمائية، وكافة وسائل الصورة والبيئة والتقنية والألعاب، وصولاً الى المحتوى في الوسائل الاجتماعية تستطيع من خلالهم الدول أن تجعل من أي شعب على الأرض مهما كان بعده أن يتماهى بتقاليد وأجواء ومجتمعات هذه الدولة المصدرة للمنتجات الترفيهية، وهذا ما حدث بين جمهور الكرة الأرضية وهوليوود مثلاً حيث سوقت الكثير من الأفكار والمفاهيم التي سيطرت على الكرة الأرضيّة.
وتضيف الدكتورة هبة القواس، “فإلى جانب تأثير صناعة الترفيه داخل محيطها، الا انها تستطيع اذا ما صممت باستراتيجيات سيكولوجية واجتماعية إلى الوصول من خلال هذه الصناعة إلى حكم الأرض لسهولة وصول المادة الترفيهية إلى الناس وتغيير عاداتهم ومن ناحية أخرى من خلال الاقتصاد الكبير الذي تصنعه.”
بالإضافة إلى ذلك، فإن الترفيه باستطاعته أن يحكم الأرض، بينما الثقافة تبني هذه الأرض أينما حلت من خلال الابداع والفكر بكافة اشكال هذا الابداع فنيًا كان أو علميًا.
طبعًا باستطاعة الثقافة والعلم الاستفادة من الترفيه عبر خلق مادة جدية بأسلوب ترفيهي يصل بشكل أفضل إلى عقول وقلوب الناس، ومن خلاله يستطيع أن يساهم في تطور المجتمع المتلقّي لهذه المادة إلى أقسى حدود. باستطاعة الترفيه أن يدخل في أسلوب التعليم للأطفال أيضًا تسهيلاً لعملية التعلم.”
اعتبرت الدكتورة هبة القواس أنه يمكن للترفيه أن يستعمل كوسيلة تدميرية لعقول البشر وهذا ما تتبعه سياسات كثيرة تبيع للشعوب ما يوغل بتخلفها وعنفها… وهذا ما يحاول أن يصدر لنا في أغلب الاوقات ولكن من ناحية أخرى يمكننا أن نصنع مادة ترفيهية تعزز من اقتصادنا وتنمي عقول شعوبنا وتختصر حضاراتنا بطرق جاذبة تجذب كل شعوب الأرض لنا وتجعلهم أفرادًا ينتمون إلينا برغم بعد الجغرافيا والتقاليد .

اتجاهات الشباب والفتيات نحو الترفيه في المجتمع السعودي في ضوء رؤية 2030

في السياق ذاته، أشارت الطالبة الجامعية السعودية “منيرة بنت فهد القناص” إلى أن رؤية 2030 السعودية، هي قوة إيجابية لحاضر ومستقبل المملكة العربية السعودية وهي نهضة إنسانية عظيمة تليق بشعب عظيم، وذلك بدعم  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظة الله واهتمام ورعاية مهندس الرؤية والمثل الاعلى والملهم للشباب والفتيات السعودية رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان حفظة الله، وقد حققت السعودية التقدّم والازدهار على الاصعدة كافّة، و أولت “رؤية 2030 قطاع الترفية عناية كبيرة من خلال العمل على دعمه وتعزيزه، و اهتمت القيادة السعودية بالترفيه وإحداث نقلة نوعية وتغيير جذري لهذا المجال في السعودية وبالإضافة الى تشجيع القطاع الخاص لتقديم مساهماته فيه وبمشاركة الجيل الصاعد، ومن المتوقع بحسب التقارير أن تصل مساهمة قطاع الترفيه مع الجهات المرتبطة به بحلول 2030 إلى 4.2 في المائة من الناتج المحلي .
وأضافت منيرة بنت فهد القناص، “الهيئة العامة للترفيه دفعت عجلة التطوير على المستويين الاجتماعي والاقتصادي عن طريق تمكين قطاع  ترفيهي عالمي مستدام، وما يقدمة من تخطيط وجهد كبير من المبدع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية معالي المستشار تركي آل الشيخ المشرف المباشر على الترفية في السعودية والذي استطاع أن يبتكر كل جديد ويرضي جميع الأذواق العامه بتواجد معظم حضارات وثقافات دول العالم في السعودية، وبسواعد سعودية نتقدم على دول المنطقة والعالم من حيث جودة الحياة الترفيهيّة في السعودية.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى