اقتصاد

مترو دبي ..مثال ناجح للتأثير الايجابي للنقل الجماعي

دبي – هشام رفعت:

IRU Workshop visit to metro IRU Workshopاختتمت اليوم ورشة العمل التي استضافها نادي الإمارات للسيارات والسياحة والذي تم تنظيمه من قبل الاتحاد الدولي للنقل البرّي  بالاشتراك مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية ، بزيارة استضافتها هيئة الطرق والمواصلات  لتعريف الوفود والمسؤولين على غرفة التحكّم الخاصة بإحدى محطّات مترو دبي.

يحمل مخطّطو المدن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسؤولية جسيمة عند التخطيط العمراني، تتمثل في أهمية تضمين وسائل النقل الجماعي غير المعتمد على محركات البترول بدلاً من توسيع البنى التحتية المخصصة لاستيعاب التراكم المتواصل للمركبات الخاصة على طرقات المنطقة.

وقد أعرب أمس أحد خبراء قطاع النقل عن إصراره على هذه المطالبة إثر زيارة اطّلع فيها المشاركون في ورشة عمل “تخطيط التنقّل الحضري المستدام” – التي انعقدت لثلاثة أيام تحت رعاية نادي الإمارات للسيارات والسياحة – على مترو دبي عن كثب ورأوا كيف أنّ هذا الأخير قد غيّر مفهوم وسائل النقل العام في المدينة.

وقال مانفريد برايتهاوبت، المستشار الأوّل للنقل لدى الوكالة الألمانية للتعاون الدولي: “إنّ المدن في البلدان الأعضاء آخذة في النموّ بوتيرة سريعة وبالتالي لا يمكننا مواصلة اتّباع النموذج القديم والاقتصار على توفير المزيد من مرافق الطرقات للمركبات الخاصة.”

وأضاف: “يجدر بنا التفكير مليّاً في كيفية الاستفادة بشكل أفضل من المساحات المتاحة، بينما نوفِّر في الوقت نفسه خدمة النقل الجماعي عبر وسائل النقل غير المعتمدة على محركات البترول ما كان ذلك ممكناً. وسيكون التكامل أساسياً، بحيث من الضروري أن نتيح للمسافرين خياراً أفضل يمكّنهم من الاستعاضة به فعلياً عن المركبات الخاصة.”

وقال أيضاً: “عقب مناقشتنا حول النقل الحضري المستدام مع المشاركين في ورشة العمل، وجدنا أنّه كحال البلدان الأخرى حول العالم، فإنّه لغاية في الأهمّية أيضاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التوجّه نحو حلول عدّة لنقل أكثر استدامة.”

كما قال السيّد محمد بن سليّم، رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة: “من الواضح أنّه يجب إدخال تغييرات على الطريقة التي تُصمَّم بها المدن للسماح للناس بالتنقّل، وتتّضح كذلك ضرورة اتّخاذ المزيد من الإجراءات لتقليل الاختناقات المرورية على طرقاتنا، وهنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل الجهات المختصة على بذل كافة الجهود الممكنة لتحقيق تلك الأهداف على أكمل وجه، فقد أثبتت دبي إمكانية ذلك من خلال المترو. ”

وقد أخبر أوليغ كامبرسكي، رئيس نقل الركّاب لدى الاتحاد الدولي للنقل البرّي، الوفود بأنّ ’الخطوة الذكية‘، وهي عبارة عن خطّة عالمية لمضاعفة استخدام الباصات والحافلات، تُعَدّ من أساسيات حلول النقل المستدام، وقد تثمر عن فوائد بيئية كبيرة وتخفّض معدّل الوفيات الناجمة عن حوادث الطرقات وتقلّل الكثافة المرورية.

وقال كامبرسكي: “من المهم جدّاً بالنسبة لنا التواجد هنا، وليس فقط من باب المشاركة ودعم هذه الورشة التي تستقطب أبرز خبراء العالم في مجال التخطيط الحضري والنقل، بل أيضاً لتقديم اقتراحنا للزملاء في المنطقة.”

“”فإنّنا نودّ أن نسلك طريقاً يقودنا إلى مزيد من التطوّر ويتمثّل في مجموعة ’سمارت موف‘ العمومية رفيعة المستوى التي تهدف إلى وضع خطة على المدى القصير والمتوسّط والطويل لتحديد أساليب عملنا سويّاً نحو معالجة مشاكل التنقّل الرئيسية في المنطقة.”

ومن المتحدّثين في الورشة أيضاً أحمد القبّاني، أخصّائي النقل والتنمية الحضرية لدى البنك الإسلامي للتنمية، الذي قال: “تشكِّل هذه الورشة جزءاً من جهودنا الرامية إلى تعزيز النقل المستدام في البلدان الأعضاء الـ 56 لدى البنك، ونأمل أن تكون نقطة الانطلاق نحو تنفيذ مستقبلي لمشاريع فعلية في بعض هذه البلدان.”

وأضاف: “نتوقّع أن يباشر العديد من بلداننا الأعضاء العمل على خطط نقلها المستدام الحضري، ويستعدّ البنك الإسلامي للتنمية لدعم تنفيذ هذه الخطط سواء فنّياً أو مالياً.”

وقدّم السيدّ سليّم لاحقاً إلى كافة الحضور في ورشة العمل شهادات موقّعة منه شخصياً ومن رؤساء كلٍّ من الاتحاد الدولي للنقل البرّي والوكالة الألمانية للتعاون الدولي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى