أودي تتطلع لبيع مليون سيارة في 2020
الرياض – محمد الجندي:
المهمة واضحة وضوح الشمس بالنسبة الى كيرم تاس، المدير التنفيذي الجديد للعلامة التجارية أودي في المملكة العربية السعودية منذ الشهر الماضي “عدم الإكتفاء بإيصال أودي الى الموقع الذي تستحقه، أي في صدارة قطاع السيارات السياحية الفخمة”، بل أيضاً، “بعيداً أمام منافسيها”.
فمهندس البترول البالغ من العمر 48 عاماً، والذي بدأ عمله في صناعة السيارات مع مرسيدس-بنز قبل 22 عاماً، حائز أيضاً على شهادات عليا في إدارة الأعمال الدولية وفي الأساليب المتقدمة لإدارة أعمال التوزيع، وشهادات برامج من معهدَي آي إم دي IMD لإدارة الأعمال في زوريخ وإدارة الأعمال في جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة.
ومع خبرة دولية واسعة تشمل تركيا وروسيا والشرق الأوسط، يعرف تاس تماماً علامة تجارية ومنتجاتها وسوقه، وخصوصاً خطته.
أودي في السعودية
بداية، لا ينظر كيرم تاس الى الصدارة في السوق السعودية من باب المبيعات وحدها، بل يكمن تركيزه أيضاً على تعزيز خدمات ما بعد البيع لتشمل الصيانة الدورية وتوفير قطع الغيار، خصوصاً مع قدرات الدعم الإستراتيجي من مجموعة بحجم فولكس واجن الرائدة عالمياً في قطاع صناعة السيارات.
وإذ ينظر من واقع ريادة أودي في أوروبا مع مبيعات تناهز مئتي ألف سيارة فخمة حتى الآن خلال العام الحالي، يراهن تاس على موقع صدارة مشابه في المملكة العربية السعودية خلال السنوات المقبلة، مرتكزاً على “فرص النجاح الكبرى في السعودية، حيث تنمو مبيعات السيارات السياحية بثبات الى حجم يتوقع بلوغه مليون وحدة في العام 2020، ما يوصلها عندها الى المرتبة الـ16 بين الأسواق العالمية. ودفع إرتفاع مستوى الدخل الصافي سوق السيارات الفخمة تحديداً في المملكة بنسبة قاربت الـ110 في المئة عن العام السابق، لتبلغ 27 ألف وحدة”.
وبموازاة ذلك، يعتبر تاس أن “إبتكار الغد يفترض معرفة الماضي”، ولعل شعار أودي الشهير والقائل بالتقدم بواسطة التكنولوجيا Vorsprung durch Technik هو العنوان الأمثل لوصف هذه الإستمرارية، لا سيما مع التقاليد العريقة العلامة التجارية في مجالات سباقات السيارت، ومنها سباق الـ 24 ساعة في مدينة لومان الفرنسية، حيث حققت أودي 13 أنتصاراً من أصل 16 إنطلاقاً، ومجالات التكنولوجيا الكثيرة والتي تذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تقنيات كواترو Quattro للدفع الرباعي والبنى الهيكيلة خفيفة الوزن ومحركات تي إف إس آي TFSI البنزينية.
ويلخص تاس خطته بالقول أنه ينبغي على الأرقام والتقاليد والتكنولوجيا والموديلات أن تصب في نهاية المطاف في خانة “توفير مستويات عالية من الإحتراف في خدمات البيع وما بعد البيع، لإسعاد زبائننا السعوديين بمزيد من الفاعلية وسرعة التلبية. وهو ما يحفزنا على التعاطي مع المستجدات بذهنية فريق عمل حقيقي ومتكامل”، مع إنطباق الأمر ذاته على سوق السيارات المستعملة التي “تشكل قسماً أساسياً وحيوياً جداً في إستراتيجيتنا، من خلال مفهومنا لضمان الأجود من السيارات المستعملة وأحدثها pre-owned car concept”.
وقائع وأرقام
ضمن نتائج مجموعة فولكس واجن، سجّلت مبيعات أودي عالمياً نمواً مقداره 10.5 في المئة في العام الماضي، فبلغت 1,741,129 سيارة، ما يمثل أكثر من ضعفي نمو الـ4.5 في المئة الذي حققته تسجيلات السيارات السياحية عالمياً.
وهي أرقام تجسد خلفية شعار تاس القائل بأن الهدف ليس “هزم المنافسة فحسب، بل تجاوزها بفارق بعيد”، لا سيما أن أودي حققت في العام الماضي دخلاً بلغ 53.8 بليون يورو للمرة الأولى في تاريخها، و5.15 بليون يورو من الأرباح التشغيلية مع عائد مبيعات لم تقل نسبته عن 9.6 في المئة، وهي نسبة يصبو أي لاعب في صناعة السيارات الى الإقتراب منها قدر الإمكان، علماً بأن ركيزة تلك الأرقام والنتائج كلها هي تشكيلة تضم أكثر من 50 موديلاً يصعب تعداد تنوع خياراتها والزوائد المتاحة مع كل منها.