سعوديات يحققن جوائز وألقابًا عالمية
الرياض – واس:
تجلّت نجاحات المرأة السعودية بقدراتها وكفاءتها كشريك فاعل في بناء مسيرة الوطن وتنميته، بصورة مشرفة وجدارة عالية في مختلف المجالات، فسجلت العديد من العالمات والباحثات منجزاتهن وحصدن جوائز أسهمت بشكل لامع في دفع عجلة التنمية والتقدم على المستويين المحلي والدولي.
ومن هذا المنطلق التقت “واس” كوكبة من بنات الوطن اللاتي وضعن بصمات خالدة على المستوى العالمي، حيث حصلت الأستاذة هناء العريفي من جامعة نيفادا بالولايات المتحدة على جائزة “Who’s Who” العالمية التي تُمنح للأشخاص المؤثرين في مجالهم، وترشحت للجائزة أثناء زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية بجامعة نيفادا بعد أن جرى استقطابها كباحث زائر فعملت معهم على نقل المعرفة وتم تطبيق تجربتها على أرض المملكة التي تُعنى بتسخير تقنية المحاكاة لتقديم جلسات تعديل السلوك مع ذوي اضطراب طيف التوحد بعد نجاحها في هذه التطبيقات من خلال عدة أبحاث مُحكمة وعدد من المشاركات في المؤتمرات الدولية.
وكان التحاق العريفي للدراسة في الولايات الأمريكية المتحدة في عام 2008، درست خلالها البكالوريوس في هندسة علوم الحاسب محققةً بذلك مرتبة الشرف بامتياز؛ لتتمكن بعدها من الحصول على المنحة الثانية لإكمال مرحلة الماجستير بعلوم الحاسب في ولاية كاليفورنيا مسخرة جُل تركيزها على هذا المجال الذي يخدم حاله ابنها المصاب باضطراب طيف التوحد، واختارت أن تكون رسالتها في الاستفادة من تسخير التقنية لخدمة ذوي اضطراب طيف التوحد وكان بحث التخرج بعنوان (تقييم إمكانية استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل أدوات المسح لاضطراب طيف التوحد) وجرى نشر عدد من الأبحاث بهذا المجال.
ثم ركزت العريفي على تسخير هذه التقنية لخدمة ذوي اضطراب التوحد بالعمل بعد فترة الابتعاث في أحد أهم المؤسسات الوطنية الرائدة مع فريق متميز وادارة حاضنة وممكنة للشباب، وشاركت بالعمل على تأسيس مختبر السلوك البشري الذي يعد من ضمن الأوائل من نوعه في العالم في استقطاب وتسخير التقنيات الحديثة كجمع البيانات الحيوية مثل تعقب حركة واتساع حدقة العين، كهربية الجلد، النبض، درجة الحرارة والتعرق بالإضافة إلى الواقع الافتراضي لتطوير أساليب المسح والتدخلات العلاجية لذوي اضطراب طيف التوحد، مشيرةً إلى أنها تمكنت كأم من تخطي مرحلة الصدمة بعد تشخيص ابنها من خلال العمل في خدمة هذه الفئة الغالية وتطبيق التقنيات لخدمتهم.
وعبرت العريفي عن فخرها برعاية واهتمام المملكة بأبنائها الذين ينعمون بسخاء الدولة تجاه التطوير وتحسين جوده الحياة والاستثمار بالطاقات البشرية، الذي يحتم على الطلاب بأن يكونوا على قدر هذه الثقة وتحمل المسؤولية ومواصلة النجاحات لرد بعض الجميل لهذا الوطن.
ولم تقتصر إنجازات وإبداعات المرأة السعودية على مجالٍ ما، فقد لمعت في سماء علم الكيمياء حيث تمكنت الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء بجامعة الملك عبد العزيز الحاصلة على دكتوراه في تخصص العلوم الكيميائية دلال العزي، من تحقيق الكثير من الإنجازات المتميزة في مجال النشر العلمي وبراءات الاختراع وحصلت على العديد من الجوائز المهمة محليا وعالمياً، حيث وُصفَت في عام 2017 من قبل مؤشر (Nature index) كعامل من عوامل التغيير الإيجابي في المملكة العربية السعودية، واختيرت ضمن أفضل 45 عالم للحصول على جائز (Reaxys PhD prize) لطلبة الدكتوراة على مستوى العالم من بين أكثر من 500- 450 متقدم، ومؤخراً في عام2022 حصلت على زمالة ابن خلدون للنساء السعوديات من معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتركز أبحاث العزي على تحضير وتصميم مواد مسامية والتي تحمل اسم الأطر المعدنية العضوية ( MOFs ) التي تعد من أهم الاتجاهات العلمية في الوقت الحالي على مستوى العالم ولها خواص فريدة مثل مساحة سطح كبيرة، يمكن التحكم فيها، ولها استخدامات طبية وصناعية مختلفة لمواجهة التحديات البيئية والصناعية في المملكة العربية السعودية وخارجها.
من جانبها سجلت المخترعة شيخه عياد المطيري في مجال الهندسة براءتي اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية و مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، فكان الأول يحاكي سفينة انفصالية في حالات الطوارئ، المهتم بحل مشكلة غرق السفن، حيث تعالج ثلاثة مشاكل معاً مشكلة الخسائر البشرية، والخسائر الاقتصادية، وحل مشكلة التلوث البيئي الناتج عن غرق السفن، وذكرت أن ما دفعها لهذا الاختراع عندما حصلت مشكلة غرق “سفينة السلام ” وقتها تساءلت لماذا لا تطير السفينة للجو كما تنزل الطائرة على الماء” فتحولت هذه الفكرة إلى تطبيق واقعي ليخدم البشرية ويسهم في حفظ الأرواح بإذن الله و التقليل من الخسائر البشرية، و الحفاظ على اقتصاد الدول والشركات من الضرر الذي قد ينتج من غرق البضائع.
حاكى الابتكار الثاني للمطيري ذوي الاحتياجات الخاصة وهو عبرة عن “أجزاء يتم تركيبها على الكرسي متحرك” الذي يساعد هذه الفئة على تسهيل الحركة بالمناطق الوعرة كالسير على الرمال أو الأحجار أو الطين ونحوه بأيسر الطرق من دون أن يحتاج المعاق إلى تغيير كرسيه ودفع مبالغ باهضه الثمن، وأشادت بالدعم الذي وجه لها من المملكة من مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع “موهبة” لحين حصولها على براءة الاختراع.
وفي الجانب الرياضي برز اسم لاعبة المنتخب السعودي للمبارزة ربى محمد المصري حيث حصدت العديد من الميداليات منها الميدالية الذهبية في أول بطولة نسائية تقام فالمملكة عام2018 والميدالية البرونزية في البطولة العربية للعمومي بتونس 2018 والميدالية البرونزية في البطولة العربية للشباب تحت 20 سنه بالكويت عام 2019.
وأفادت المصري أن رياضة المبارزة ليست مجرد لُعبة،” بل رياضة يُستخدم فيها نوع خاص من السيوف إضافة إلى زي أبيض اللون مصنوع من قماش التيل الأبيض القوي وسترة نحاسية تتصل بالكهرباء حيث يتم ارتداء الزي الأبيض للحماية ومن ثم ارتداء السترة النحاسية وتتصل السترة بالسيف ويتم ارتداء قناع للوجه يصنع من شبكة صلبة ومغطاة بمادة عازلة للصدأ ويختبر القنـاع قبل المنافسات الرسمية للتأكد من عزله كهربائياً، داخلياً وخارجياً؛ ويثبَّت القناع من الأمام والأسفل قطعة من القماش ولا تنخفض عن بروز عظمة أسفل الرأس؛ لحماية رقبة اللاعب” وهي لعبة تعبر عن الشغف والروح، والتضامن، مبينة أن رياضة المبارزة اكسبتها روح التحدي والمثابرة لتحقيق أهدافها، ساعيةً بذلك البحث عن تحديات جديدة للتغلب عليها لتبقي شعلة الشغف لديها مضيئة.
وأعربت المصري عن شكرها وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على تمكين المرأة في جميع المجالات وخاصة في المجال الرياضي من خلال ما تقدمه وزارة الرياضة من برامج وأنشطة في مختلف الرياضات النسائية حيث ازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية عبر الأعوام الخمسة الماضية بنسبة 150%، وذلك وفق إحصائيات وزارة الرياضة.