جدة ـ سويفت نيوز:
توقع اقتصاديون ورجال أعمال أن تصبح المملكة في نهاية العام الجاري الأسرع نمواً في العالم، وواحدة من أكثر اقتصاديات مجموعة العشرين متانة واستقراراً، نتيجة الإصلاحات الكبيرة، والقفزات التنموية اللافتة التي حققتها القيادة الرشيدة في جميع القطاعات، ومع المشاريع العملاقة التي انطلقت في جميع المدن والمناطق، والنجاح الكبير الذي عكسته رؤية المملكة 2030.
وعبروا عن فرحتهم وفخرهم بالاحتفال باليوم الوطني 92، في ظل انجازات متلاحقة في جميع القطاعات، ومع سعادة حقيقية تسكن داخل كل مواطن بما تحقق من قفزة كبيرة على صعيد المشاريع والخدمات، ونتائج اقتصادية مبهرة، كان آخرها تحقيق فائض تجاوز 135 مليار ريال في ميزانية النصف الثاني من العام الجاري، ودعوا إلى استثمار المناسبة الوطنية، واعتبارها فرصة حماسية لتعزيز الانجازات، في ظل حالة الالتفاف الكبيرة التي يعيشها الشعب خلف قيادته الرشيدة.
الأسرع عالمياً
وأكد الأستاذ محمد علي بن ناصر الغيثي الشريف رجل الاعمال أن اليوم الوطني خلال العام الجاري يأتي والسعوديون في قمة فرحتهم بالإنجازات الكبيرة، وقال: الكلمات التي ذكرها وزير الاستثمار خالد الفالح قبل أيام تعبر بصدق عما وصلنا إليه، حيث توقع أن يكون الاقتصاد السعودي هو أسرع اقتصاديات العالم نمواً في نهاية العام الجاري بنسبة 7.6%، مع الزيادة الكبيرة التي شهدتها المملكة في المشاريع العملاقة والاستثمارات التي أنعشت أوردة الدولة، وكذلك الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تضاعفت 4 مرات خلال السنوات الخمس الماضية.
وأشار إلى الاحصاءات التي كشف عنها الفالح والتي تزيد من مساحة الفخر والاعتزاز، حيث تملك السعودية 40 مدينة صناعية، بعضها مخصص للصناعات الثقيلة كثيفة الاستخدام للطاقة، ولدى المملكة بنية تحتية من الأفضل عالميا، وهناك شبكة واسعة من الطرق والخدمات، مع وجود خطط جارية لإطلاق 4 مناطق اقتصادية خاصة، إضافة إلى بنية تحتية لوجستية متطورة، تتكون من حوالى 5500 كيلومتر من السكك الحديدية، و10 موانئ، و28 مطاراً، وحوالى 232 ألف كيلومتر من الطرق.
أرقام محفزة
وأعتبر الاقتصادي أحمد فلاح الرويلي أن النتائج الاقتصادية التي تحققت خلال العام الجاري أكبر دليل على ما وصلت إليه المملكة من نمو وتطور، وأكبر محفز لفرحة السعوديين خلال يومهم الوطني الـ92، وقال: سجلت أرقام الميزانية العامة للنصف الأول من العام المالي الحالي أداء قويا، بزيادة محققة في الإيرادات، وفائض كبير بلغ 135 مليار ريال مدعوما بالعوائد البترولية والنمو المتصاعد في إسهامات القطاع غير النفطي، ليواصل الاقتصاد السعودي تأكيد قوته، ويغرد بعيدا عن تداعيات أزمات الاقتصاد العالمي المتتالية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف: تمكنت المملكة من دعم الميزانية العامة بخططها المتركزة في تنويع المصادر والإصلاحات المالية، وزيادة الاستثمارات التي انعكست على أداء القطاع غير النفطي وارتفاعه خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث سجل أداء الميزانية فائض قوامه 135.3 مليار ريال، مع حجم الإيرادات المحققة التي وصلت 648.3 مليار ريال في هذه الفترة، مقابل مصروفات تجاوزت 512.9 مليار ريال، وبلغت الإيرادات النفطية 434 مليار ريال، مقارنة بالفترة ذاتها من 2021 الذي وصل فيه إجمالي الإيرادات إلى 248.7 مليار ريال، بنسبة ارتفاع 75% ، في حين وصلت الإيرادات غير النفطية في النصف الأول 214.2 مليار ريال، ولاشك أن تسجيل الفائض المميز في الميزانية خلال النصف الأول، يعتبر محفزاً للحكومة لاستمرار برامجها التنموية التي تتناسب مع تطلعات المملكة بقيادتها الرشيدة لاقتصاد المستقبل والمرحلة المقبلة للازدهار، والحرص على استمرار قوة الدفع للمشاريع العملاقة واستراتيجيات التنمية المستدامة.
ثورة حضارية
ولفت رجل الاعمال علي عباس عبدالجواد إلى أن الانجازات الكبيرة التي حققتها المملكة في الفترة الماضية بفضل إرادة القيادة الرشيدة، تطرز يوم الوطن بالفرح والاعتزاز، مشيرا إلى إطلاق مدينة ذا لاين التي تعتبر ثورة حضارية كبيرة، حيث كشف سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن تصاميمها المبهرة، لتكون أول مدينة في العالم خالية من انبعاثات الكربون تخطط المملكة لبنائها في نيوم وتتضمن مبان سكنية رأسية متعددة الطبقات ومكاتب وحدائق عامة ومدارس تمتد لمسافة 170 كيلومترا، ويبلغ عرض المدينة 200 متر فقط وتعتمد على “الطاقة المتجددة بنسبة 100% يوجد بها خط لقطار فائق السرعة يصل بين طرفي المدينة خلال 20 دقيقة، وكذلك مشروع أوكساجون الذي سيهم في إحداث عدة قفزات تنموية على عدة مستويات وأصعدة، بالتواكب مع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية التي ستكون الأولى من نوعها في العالم، وتهدف إلى تمكين المواهب الشابة في السعودية من رسم مستقبل المملكة والعالم بأسره.
وأكد أن المملكة تحرص على مواصلة التطوير والتنمية على كافة الأصعدة وبكافة السّبل، سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي من خلال سلسلة العلاقات الدولية، فقد شهدت الفترة الماضية كم هائل من الاتفاقيات العالمية من أجل تطوير البنية التحتية في المملكة والدخول في العديد من المجالات الجديدة التي تواكب الثورة الرقمية، وتم إطلاق القمر السعودي الأول للاتصالات (SGS-1) بنجاح من مركز ” غويانا ” الفرنسي نحو الفضاء على متن الصاروخ ” أريان 5 “، ووقع ولي العهد الأمين 37 اتفاقية كبرى في منتدى تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في السعودية، واستطاعت المملكة أن تحقق قدر كبير من الرفاهية لكل المقيمين على أرضها من خلال طفرة حقيقية في الخدمات .
صعود عالمي
وأكد المستشار الاقتصادي والقانوني هاني محمد الجفري أن اليوم الوطني هذا العام يحل على الشعب السعودي وهو يعيش مرحلة جديدة من الازدهار، بدأت لبناتها الأولى منذ تأسيس هذه الأرض الطيبة على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله- عندما انطلقت هذه المسيرة الاقتصادية والصناعية، مع حفر أول بئر نفط في عهد الملك المؤسس عام 1938 في الظهران وحتى يومنا الحاضر في مسيرة طويلة مليئة بالتحدي والارادة، شهدت تحول نموي تاريخي في حياة هذا الوطن، وصولاً إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حيث تحولت تلك المعطيات والإنجازات إلى واقع جديد وحديث يواكب المتغيرات العالمية وفق ما تضمنته رؤيتنا المباركة 2030 كخارطة طريق نحو المجد والرفاهية.
وشدد على أن الدولة ماضية في توفير الحماية لأصحاب الدخل المنخفض من خلال حزم عديدة من المبادرات والبرامج الصادرة عن رؤية الوطن، والتي تشهد تحديات مرنة، لرفع جاذبية الاقتصاد السعودي، وتطبيق الإصلاحات التنظيمية لتحسين البيئة الاستثمارية، وربط الإنجازات بالمخططات المستقبلية، مؤكدا أن هذه الخطوات المباركة أثمرت تقدُم المملكة في تطوير قدرتها التنافسية، حيث صعدت 8 مراكز في تقرير التنافسية العالمية، لتصل إلى المرتبة 24 من بين 63 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، مما يعكس ارادتنا على مواصلة الإصلاح وتحسين التشريعات والأنظمة في جميع القطاعات؛ لنكون من بين أفضل بلدان العالم وتصبح المملكة منطقة جاذبة للاستثمارات ورؤوس الأموال من خلال تسهيل الإجراءات وتمكين التحول الرقمي ليعود إيجاباً على الاقتصاد الوطن