الرياض_سويفت نيوز :
أكد رئيس منظمة التيقظ الدوائي في الشرق الأوسط وعضو لجنة الأخطاء الدوائية في منظمة الصحة العالمية الدكتور ثامر الشمري لـ«عكاظ»، ارتفاع نسب الإصابة بالسكري في السعودية خلال السنوات الأخيرة، مرجعاً الأسباب إلى سوء التغذية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية وانتشار محلات الوجبات السريعة، التي أسهمت بدورها في انتشار السمنة المفرطة بين أفراد المجتمع، حتى وصلت إلى معدلات لافتة. وقال: يقدر عدد المصابين بالسكري في المملكة 3.7 مليون مريض، وأن مرحلة ما قبل السكري تعادل مليوني شخص، مما يتطلب تضافر الجهود لمكافحة داء العصر، حيث أصبح داء السكري هاجساً لدى الكثير من الناس حول العالم عموماً، والمملكة خصوصاً؛ إذ يشكل هذا المرض المزمن الذي بلغ حد خطورة الإصابة بنسبة 20% لدى الفئة العمرية من 20 سنة فما فوق، ويكلف الاقتصاد الوطني ما يقدر بـ15% من إجمالي اقتصاديات الصحة في المملكة
وأضاف: ساهم السكري في تزايد أعداد الوفيات؛ وفقاً للاتحاد الدولي للسّكري، وأصبح مرض السكري من أكثر الأمراض فتكاً، ويتسبب في الكثير من المضاعفات، مثل بتر الساق وتعطل الأجهزة الحيوية
وكشفت إحصاءات وزارة الصحة السعودية لعام 2020، أن معدلات السمنة بين السعوديين وصلت نحو 59%؛ منهم 28.7% تخطوا الوزن وأصبحوا بدناء فعلياً، و31% يعانون زيادة في الوزن وذلك في الفئة العمرية من 15 عاماً فما فوق. أما نسبة السمنة في الأطفال ما قبل الالتحاق بالمدرسة فبلغت 6%، بينما وصلت بين الأطفال في سن الدراسة إلى 9.3%، وتشير الأرقام إلى أن 60% من السعوديين لا يمارسون أي نشاط رياضي
وذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن المملكة هي الأعلى في العالم من حيث الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني المرتبط بالسمنة بطرق مباشرة وغير مباشرة، وأن نسبة البدانة بدول الخليج العربي بلغت أكثر من 60%، وأن المحصلة بلغت نحو 70% من الرجال المصابين في المملكة و75% بين النساء
وأفادت تقديرات محلية أن كلفة علاج السمنة بالمملكة تصل إلى نحو 19 مليار ريال سنوياً، علما أن نسبة ممارسي النشاط البدني بانتظام في المملكة أقل من 20%، رغم أن ممارسة نشاط بدني معتدل الشدة مثل المشي السريع بمعدل 150 دقيقة فقط في الأسبوع، وفق أيام متفرقة كافٍ لتجنب الخمول البدني والإصابة بالسمنة، إذ إن أضرار الخمول البدني تفوق بكثير أضرار الإفراط في الأكل الطبيعي
وكشف أستاذ واستشاري السكري والغدد الصماء في جامعة شيفيلد البريطانية وأحد أكبر الخبراء العالميين في مجال علاج آلام اعتلال الأعصاب الناتج من مرض السكري البروفيسور سولومون تسفاي؛ وفقاً لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية أخيراً، أن السعودية تعد الأعلى عالمياً من حيث معدلات انتشار مرض السكري، إذ تراوح نسبة المصابين في المملكة بين 25 -30%، مؤكداً أن غالبية مرضى السكري يجهلون المخاطر والمضاعفات الخطرة التي يسببها هذا المرض، وأن التوقعات تشير إلى ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكري إلى أكثر من نصف بليون مريض على مستوى العالم بحلول عام 2030. وأفاد أن زيادة عوامل الخطورة المؤدية لمرض السكري تزيد أيضاً من فرص التعرض لمضاعفاته الخطرة، رابطا في النهاية بين هذه النسب وارتفاع معدلات السمنة في المملكة