نيوميديا

الدوحة تستضيف ورشة عمل إعلامية حول المرأة والرياضة

الدوحة- محمود شحاتة:

اختتمت ورشة العمل الإعلامية حول ’المرأة والرياضة‘، التي قامت بتنظيمها اللجنة الأولمبية القطرية بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية، والمجلس الأولمبي الآسيوي، اختتمت أعمالها بنجاح كبير يوم السبت 16 مايو. وقد تمخضت ورشة العمل التي استمرت يومين عن ’دعوة الدوحة إلى العمل‘ الذي عكس التزام المشاركين بقيادة عملية التغيير للصورة التي تعكسها وسائل الإعلام عن المرأة في الرياضة.

وقد ألقت رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية، السيدة أحلام المانع، الحاصلة على جائزة اللجنة الأولمبية الدولية لدورها في دعم رياضة المرأة سنة 2013، ألقت كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لورشة العمل. واستعرضت السيدة أحلام المانع أهم إنجازات لجنة رياضة المرأة القطرية من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في الرياضة بدولة قطر، كما ركزت على أهمية أن يكون هناك من الفتيات والسيدات من يمثلن قدوة بالنسبة للأجيال الشابة.

وفي تصريح لها بعد نهاية ورشة العمل، قالت السيدة أحلام المانع: ” بصفتي رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية، وبالنظر لكوني سخرت فترة هامة من حياتي لتوفير الفرص للفتيات الصغيرات لكي يمارسن الأنشطة الرياضية، فقد كان شرفا لدولة قطر أن تستضيف ورشة العمل هذه، وأن أشارك شخصيا في فعالياتها. وفي حين أنه حصل تقدم على مدى السنين في لفت الانتباه إلى مسألة المساواة بين الجنسين في الرياضة، فمن الواضح أنه ما يزال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود لتحقيق هذه الغاية. ومن المؤكد أن هذه الورشة ساهمت في تسليط الضوء على العوامل والتحديات التي نواجهها جميعا في طريق زيادة تغطية أنشطة المرأة في المجال الرياضي، وعلى مدىيومين فقط في الدوحة، حققت حركتنا خطوات هامة على طريق التغيير. ومن الواضح أن الأسرة الأولمبية، وأوساط الأعمال، وصناع القرار، والإعلاميين، يحتاجون إلى العمل معا، وإلى اتخاذ خطوات عملية مدروسة، وإلى الدفاع عن مكانة المرأة ودورها في الرياضة من أجل تسريع تحقيق المساواة بين الجنسين.”

وأقيمت العديد من جلسات النقاش التفاعلي بين 113 مشاركا مثلوا اللجنة الأولمبية الدولية، واللجان الأولمبية الوطنية، والإعلام وجاؤوا من قارات آسيا، وإفريقيا، وأقيانوسيا. وكان من بين المتحدثين الأمين العام لجمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، توماس سيتولي، ومسؤول العلاقات الإعلامية في اللجنة الأولمبية الدولية، أنتوني إدغار، والأمين العام للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، إيفلين واتا.

وكان من بين أهداف ورشة العمل زيادة الوعي بأهمية دور الإعلام في تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة، وتم خلالها التطرق إلى العديد من المواضيع التي كان من أهمها التغطية الإعلامية للأحداث الرياضية النسائية، والدور الحيوي الذي يمكن للرجل أن يلعبه فيتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز الدور القيادي للمرأة من خلال وسائل الإعلام. وشاركت في إحدى حلقات النقاش، الرياضية القطرية الشابة الواعدة مريم فريد، التي تطمح كذلك إلى أن تصبح أول مذيعة قطرية رياضية بعد انتهاء مسيرتها في المنافسات الرياضية. ودار النقاش في هذه الحلقة حول التساؤل عن سبب نقص عدد الإعلاميات من السيدات في الإعلام الرياضي. وقد قالت مريم في هذا الصدد: “لقد تعلمت الكثير من تجربتي كسفيرة لملف طلب استضافة بطولة العالم لألعاب القوى، الدوحة 2019. كما أنها كانت تجربتي الأولى مع الصحافة العالمية، إذ أجريت لي العديد من اللقاءات الصحفية، وظهرت على التلفزيون لأول مرة، وسجلت رسائل أمام كاميرات التلفزيون، وعرفت الكثير عن كيفية عمل الإعلام. وقد كان جديرا بالاهتمام أن أرى الطريقة التي ساهم بها الإعلام في التعريف بي، وبرياضة المرأة في قطر وفي المنطقة. وكنت فخورة بكوني لعبت دورا في إبراز تطور رياضة المرأة في بلدي خاصة في رياضة ألعاب القوى، وفي إبراز فوائد استضافة دولة قطر للبطولات الرياضية الدولية الكبرى فيما يتعلق بتطوير الرياضة النسائية.”

ومن بين أهم الدعوات إلى العمل والحركة من المشاركين، يمكن أن نذكر الدعوة إلى ضرورة التشجيع على تدريب الإعلاميين من أجل رفع مستوى الوعي لديهم بأهمية تحقيق المساواة بين الجنسين، وخاصة من خلال رسائل تركز على إنجازات اللاعبات والرياضيات أكثر من التركيز على مظهرهن. كما يمكن الإشارة إلى أن المناقشات تطرقت إلى الحاجة إلى ضرورة أن تقوم اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية باستمرار بالدراسات والأبحاث المتعلقة بالتغطية الإعلامية للبطولات الرياضية النسائية من أجل تسهيل عملية التغيير الضرورية في القوالب الموروثة التي يتم من خلالها عرض صورة المرأة في الرياضة.

وقامت إيفلين واتا بقيادة حلقة للنقاش حول النقص الكبير في عدد الإعلاميات في المجال الرياضي، والعقبات التي تواجهها المرأة في هذا المجال. وأدت المناقشات إلى تبني عدد من التوصيات من بينها وضع حد أدنى لتمثيل المرأة في اللجان التنفيذية للجمعيات الوطنية للصحافة الرياضية من قبل الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، بالإضافة إلى إحداث أو تطوير الاتحادات الوطنية من قبل الاتحاد الدولي، من أجل دعم التغطية الإعلامية للبطولات الرياضية النسائية.
وقد أخذت ’دعوة الدوحة إلى العمل‘ بالاعتبار، التحول الكبير في استهلاك المادة الإعلامية من المادة المطبوعة إلى البوابات الإلكترونية، وكذلك أهمية التركيز على الصحفيين والصحفيات الشابات وتمكينهم. وقد قام بعرض توصيات ورشة العمل، رئيس جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، توماس سيتولي، ونائب رئيس جمعية اللجان الأولمبية الوطنية، اللواء لاسانا بالينفو، خلال حفل اختتام الورشة. وسوف يتم عرض التوصيات على اللجان الأولمبية الوطنية خلال الجمعية العمومية القادمة لجمعية اللجان الأولمبية الوطنية في واشنطن في وقت لاحق من هذا العام.

وفي تصريح للسيد محمد الفضالة، مدير العلاقات العامة والتسويق باللجنة الأولمبية القطرية، أدلى بها بعد انتهاء أعمال الورشة، قال: “لقد كان شرفا للجنة الأولمبية القطرية أن تستضيف هذه المناقشات الهامة التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في وضع المرأة بالمجال الرياضي. إننا نطمح إلى أن نكون بلدا رائدا في إيجاد الفرص المتميزة للحوار والتفكير المتعمق من أجل مصلحة تطوير الرياضة العالمية، ونحن سعداء بكون النقاش خلال اليومين الماضيين قد أدى إلى دعوة إيجابية إلى العمل. ونحن ندعم بالكامل التزام اللجنة الأولمبية الدولية بتحقيق المساواة بين الجنسين في المستقبل، وملتزمون بالاستمرار في لعب الدور المنوط بنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى