المؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة يدعو إلى تعزيز قدرات الشباب ومحاربة الأفكار المتطرفة
جدة – واس:
شدد المؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة في ختام أعمال الدورة الخامسة اليوم على أن تعاليم الدين الإسلامي أهم المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تؤكد الدور الجوهري والأساسي للشباب والرياضة في تحقيق تنمية الدول والمجتمعات.
وأعلن المؤتمر مشروع الدورة الخامسة الوزاري، مسترشدًا بميثاق منظمة التعاون الإسلامي الداعي إلى ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتنشئة الأطفال والشباب المسلم تنشئة سليمة، إلى جانب غرس القيم الإسلامية فيهم من خلال التربية، تعزيزًا لقيمهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية، وإلى ما توليه الدول الأعضاء من أهمية لتنمية قدرات الشباب وتطوير الرياضة لتعزيز دورهما في تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد المشاركون والمشاركات من الوزراء وممثلي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الأهمية التي توليها المنظمة ودولها الأعضاء للعمل من أجل تعزيز قدرات الشباب والنهوض بدوره في التنمية لتوفير ظروف الاستقرار والتقدم والازدهار ومحاربة الأفكار المتطرفة والعنيفة بشتى أنواعها، مسترشدين ببرنامج عمل المنظمة الداعي إلى بناء قدرات الشباب وتعزيز برامج التبادل بين الشباب وتحسين إستراتيجيات توظيفهم وتوفير التعليم الجيد وتطوير قدراتهم وتنظيم المشاريع والمهارات المهنية لهم .
وثمن المؤتمر دور الشباب والشابات في بناء مستقبل زاهر للعالم الإسلامي وبناء أمة متضامنة قوامها الحوار والاعتدال والوسطية والتسامح واحترام الآخر، مجددًا الالتزام بالعمل من أجل تنفيذ إستراتيجية المنظمة للشباب وإستراتيجيتها لتطوير الرياضة، اللتين اعتمدتهما المنظمة بوصفهما وثيقتين استرشاديتين للدول الأعضاء لتعزيز العمل الإسلامي المشترك في مجال الشباب والرياضة.
وأشاد المشاركون برؤية المملكة العربية السعودية 2030، وبالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد من أجل وضع قضايا الشباب والرياضة في صلب جدول أعمال التنمية في المملكة، والمكانة التي خصت بها تنمية الشباب والرياضة، والجهود التي تبذلها لإعلاء وعي الشباب وتعزيز دورهم في التنمية وبناء الأمة الذي يتسق مع مبادئ وأهداف “برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي حتى عام 2025”.
ورحب المؤتمر بدخول النظام الأساسي لمنظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء حيز النفاذ ومباشرة أعمالها في تنمية الشابات في الدول الأعضاء، مهنئين الدكتورة أفنان الشعيبي من المملكة العربية السعودية على تعيينها مديرة تنفيذية للمنظمة، مشيدًا بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة لمركز الشباب العربي في أبو ظبي.
وقرر المؤتمر إيلاء الأهمية القصوى لقضايا الشباب والرياضة للإسهام في جهود التنمية في الدول الأعضاء، وضرورة تنفيذ إستراتيجية المنظمة للشباب وخطة عمل المنظمة لتطوير الرياضة في الدول الأعضاء.
وحث المشاركون الدول الأعضاء بالمنظمة ومؤسسات المنظمة ذات الصلة على وضع آليات لتعزيز دورها للتنسيق مع المنظمات والمؤسسات الدولية العاملة في مجالي الشباب والرياضة وتكثيف التعاون وتبادل المعلومات والخبرات من أجل تعزيز قدرات الشباب وتطوير الرياضة للإسهام في تحقيق التنمية على الصعيدين الوطني والدولي.
ورحب المؤتمر بالقرار رقم ( 11/43- ت) بشأن إنشاء وحدة جديدة للشباب لدى الأمانة العامة للمنظمة والصادر عن مجلس وزراء الخارجية في دورته الثالثة والأربعين المنعقدة في طشقند بجمهورية أوزبكستان، ودعوة جميع الدول الأعضاء وأجهزة ومؤسسات المنظمة ذات الصلة إلى دعم وحدة الشباب لتمكينها من القيام بالمهام المناطة بها.
ودعا المشاركون الأمانة العامة في المنظمة -بإسهام من الدول الأعضاء وأجهزة ومؤسسات المنظمة ذات الصلة وخاصة البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي- إلى تعزيز قدرات وحدة الشباب وتزويدها بالموارد البشرية والمالية اللازمة للتعاون والتنسيق مع أجهزة المنظمة العاملة في مجال الشباب والرياضة لمتابعة تنفيذ القرارات وإستراتيجيات وخطط عمل المنظمة ذات الصلة.
وشدد المؤتمر على الدول الأعضاء وأجهزة ومؤسسات المنظمة ذات الصلة على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل تنفيذ إستراتيجية المنظمة للشباب وإستراتيجيتها لتطوير الرياضة وقراراتها ذات الصلة، وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة بالمنظمة من أجل إزالة جميع العقبات التي تحول دون مشاركة الشباب في التنمية.
وأشاد المؤتمر بجهود المملكة الأردنية الهاشمية في دعم الشباب وتمكنيهم وتقديم العديد من المبادرات التي من أبرزها تبني مجلس الأمن الدولي للقرار الخاص بالشباب والأمن والسلم ودعوة الدول الأعضاء لمتابعة الجهود لتنفيذه، إلى جانب الإشادة باستعدادات دولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، والإرث الذي تحققه من اعتزاز وفخر الشباب العربي والإسلامي باستضافة دولة عربية وإسلامية لهذا الحدث العالمي، وما حققته الاستضافة من دعم العديد من المبادرات الشبابية من خلال منصة الجيل المبهر التي تم إطلاقها في العام 2010 وبرامج التدريب والتطوير للكوادر الشبابية عبر معهد جسور ، وبرامج المتطوعين التي استوعبت أكثر من 20،000 متطوعًا، مما يعزز جهود العمل الإسلامي المشترك في مجال الشباب والرياضة.
وأكد المشاركون على الدور المركزي للمؤسسات الوطنية العاملة في مجال الشباب والرياضة في تنفيذ إستراتيجية المنظمة للشباب وإستراتيجية المنظمة لتطوير الرياضة ودعوة الأمانة العامة لتعزيز التعاون والتنسيق مع تلك المؤسسات، إلى جانب عقد ندوات إقليمية للإسهام في تعزيز قدرات الشباب في المجالات الدبلوماسية الثقافية ومهارات إنشاء وتطوير المشاريع والتمويل متناهية الصغر وتعزيز العمل التطوعي وتشجيع التبادل الثقافي والشبابي والرياضي والزيارات لتعزيز التقارب بين شباب دولنا الأعضاء.
وأعرب المشاركون في المؤتمر عن أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -يحفظهم الله- على الاستضافة الكريمة لعقد هذه الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة ممثلةً بوزارة الرياضة، مثمنين الترتيبات المتميزة التي قامت بها في سبيل إنجاح هذا المؤتمر، وتوجيه الشكر للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على جهودها المتميزة في إنجاح أعمال المؤتمر.