مقالات

العلاقات الإنسانية في الميزان

بقلم / د. وسيلة محمود الحلبي

أصبحنا في زمن نتذوق فيه السعادة والصدق في أحلامنا فقط هناك أشياء جميلة قد تلاشت واختفت من حياتنا العصرية اللاهثة . الجار لم يسأل عن جاره وقد يلتقي ساكن العمارة بعدد من الأطفال على بوابة العمارة دون أن يعرف أولاد مَنْ هم. ألستم معي بأنه لم يعد هناك تواصل بين الجيران
وأننا لا نتزاور إلا بالأعياد وإن حصل . وحتى مناسبات الخطوبة والزواج والولادة أصبحنا نكتفي بإرسال باقة من الزهور مكتوب عليها عبارة أصبحت زائفة جامدة صامتة ومستهلكة “ألف مبروك ” ونعتذر لانشغالنا بحجم المصروفات وغلاء المعيشة، وتكاليف العلاج لا أدري حقاً ما هذا الجفاء بين الناس ما أجمل أيام زمان  أيام آباؤنا وأجدادنا كان في حارتنا راديو واحد “صندوق خشبي ذو سبع موجات” يجتمع حوله أهل الحارة ليستمعوا إلى القرآن أو الأخبار.. وإذا صرخ أحدهم هب الجميع حوله. ما أعذب تلك الحياة وما أقبح حياتنا اليوم برغم ما فيها من تكنولوجيا خانقة
حياتنا الآن كل عمل يقابله سؤال صريح “ما هو المقابل” كل حركة محسوبة، وكل كلمة محسوبة والجميع ينادي محتجاً “على الوقت”
ألستم معي أن هذا الزمن يدمي آخر قطرات الحب بيننا وسيقضي على شعرة معاوية في التواصل الإنساني والاجتماعي فإلى متى ستظل علاقاتنا الإنسانية في كفة الميزان وإلى متى علاقاتنا الاجتماعية ستبقى أرقاماً وأرقاماً فقط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى