بعد عامين من ظهوره.. لماذا لم يصب البعض بكورونا حتى الآن؟!
وكالات-سويفت نيوز:
صارت حالات الإصابة بفيروس كورونا أكثر انتشارا وأقرب من كل منزل على نحو أكبر. وحيانا ما نرى أسرة أصيب أصدقاء لها بفيروس كورونا، وأحيانا يكون المصابون هم الأبناء أو الأجداد أو أغلب الزملاء في العمل. ولكن خلال الأشهر الأخيرة، بدا الأمر وكأنه مسألة وقت فقط قبل أن ينفد حظ أولئك الذين أفلتوا حتى الآن من عدوى “كوفيد -19”.
ومع ذلك، نجح البعض في اجتياز موجة الإصابات – التي بدأت تنحسر حاليا – والتي انتشرت بسبب ظهور المتحور أوميكرون شديد العدوى، ولم يصابوا بالعدوى بعد مرور أكثر من عامين من ظهور الجائحة.
وحال تم سؤال هؤلاء ممن أفلتوا من الإصابة عن السبب وراء ذلك، ربما يسمع المرء جميع أنواع الافتراضات: على سبيل المثال، سيؤدي قيام المرء برحلات طويلة ومنتظمة من خلال خطوط قطارات الأنفاق، إلى تجدد بناء مقاومة جسده للأمراض من خلال تعريضه بشكل متكرر لأحمال فيروسية صغيرة.
ويقول الدكتور أولف ديتمير، مدير معهد علم الفيروسات بمستشفى جامعة إيسن بألمانيا إن “هذه الفرضية تقع في نطاق التخمينات”.
كما يرجع بعض الأشخاص عدم إصابتهم بالوباء إلى اتباعهم الاحتياطات المعنية بمكافحة “كوفيد -19″، بعناية. ويرجع آخرون سبب عدم الإصابة رغم مخالطة شخص ثبت لاحقا أنه مصاب، إلى حسن الحظ. ولا يزال البعض الآخر يتساءل عما إذا كانوا أصيبوا دون أن تظهر عليهم أعراض، وبالتي لم يتم اكتشاف الإصابة. أو ربما ظهرت عليهم الأعراض ولكن جاءت نتيجة اختبارهم سلبية بسبب أخذ العينة بطريقة غير صحيحة، أو لأن توقيت أخذ العينة كان غير مناسب لذلك.
وتتعمق المحاولات العلمية المعنية بتفسير ذلك بقدر أكبر، دون أن تتوصل إلى إجابة واحدة محددة عن سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بـ”كوفيد -19″ حتى الآن. وربما يرجع السبب وراء ذلك ألى عدة العوامل.
ويقول الدكتور لايف إريك زاندر، مدير قسم الأمراض المعدية وطب الجهاز التنفسي في مستشفى جامعة شاريتي بالعاصمة الألمانية برلين: “يبدو أن هناك عددا من الفرضيات المعقولة”.
أولا، من المهم أن نضع في الاعتبار أن هناك عددا كبيرا من إصابات فيروس كورونا التي تحدث دون أن يلاحظها أحد على الإطلاق، أو التي لا يتم ملاحظتها بشكل واسع. كما أنه من الواضح أن تكرار إجراء الاختبار يلعب دورا في الكشف عن الإصابة. وفي حال لم يتم إجراء الفحوصات بانتظام، فإن هناك فرصة أكبر لعدم معرفة هل كانت هناك عدوى خفيفة، أو بدون أعراض.
من ناحية أخرى، يمكن أن تلعب الجينات الوراثية دورا أيضا في إصابة المرء بمرض “كوفيد -19”.
ويوضح عالم الفيروسات ديتمير أن جزيئات الـ “إتش إل إيه” أو “مستضدات الكريات البيضاء البشرية” (وهو اسم لمعقد التوافق النسيجي الكبير لدى البشر)، التي يتم ترميزها من خلال مجموعة من الجينات، تلعب دورا مهما في استجابة الجسم المناعية تجاه مسببات الأمراض، مضيفا أن فصيلة دم الشخص أيضا، لا تؤثر فقط على حدة المرض، ولكن ربما تؤثر أيضا على قابلية إصابة الشخص بالفيروس.
وغالبا ما يتم الاستهانة بقدر الحماية التي توفرها اللقاحات المضادة للفيروس. ويقول زاندر إنه رغم أن مستويات الأجسام المضادة الموجودة في الدم، والقادرة على الاختلاط بفيروسات كورونا الغازية للجسم وإبطال تأثيرها، تتراجع بعد مرور بعض الوقت بعد الحصول على اللقاح، “تظل الحماية عالية رغم ذلك لعدة أشهر… ويؤدي ذلك أيضا إلى تقليل العدوى.”
وتختلف الاستجابة المناعية للقاحات المضادة لمرض “كوفيد -19” من شخص لآخر. ويرى أنه “في حال كانت الاستجابة جيدة بشكل خاص، فإن الحصول على اللقاح مع وجود عدوى سابقة بأحد فيروسات كورونا الأربعة الشائعة، يمكن أن يكون له دور أيضا”.
وبحسب ديتمير، تم التوصل إلى وجود فئة فرعية معينة من الأجسام المضادة تعمل على توفير حماية جيدة بشكل خاص من الإصابة بفيروس كورونا، ويقول إن “قياسها معقد، لذلك فإنه لن يعرف أحد في الوقت الحالي ما إذا كان لديه هذه الأجسام المضادة أم لا”.