القصيبي ينتزع لقب بطولة تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط

المنامة-جمال الياقوت:

سجّل النجم السعودي الصاعد فهد القصيبي انتصاراً رائعاً للمملكة في أبرز مناسبةٍ لرياضة سباقات السيارات في المنطقة،حيث فاز بالمركز الأول في السباق الختامي للموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط، على حلبة البحرين الدولية.

وقدّم القصيبي أداء ناضجاً ومميزاً،فحقق أول انتصارٍ له في الموسم السادس، بعد يومٍ من حصوله على المركز الثالث في السباق الافتتاحي للجولة الأخيرة. ولا شكّ أنّ هذا الإنجاز سيكون له طعمٌ خاص بالنسبة لسائق فريق كلاسيك أرابيا الذي اختار اللحظة المناسبة لتحقيق الفوز في الجولة الأخيرة على حلبة البحرين الدولية، قبيل ساعاتٍ فقط من بدء سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1.

بدأ القصيبي السباق من مركز الانطلاق الثالث ثم تقدّم للمركز الثاني في اللفة الأولى، وبقي ينتظر فرصته بصبر طوال السباق وراء الشيخ حشر آل مكتوم. وقبل لفةٍ واحدة فقط من النهاية، انتهز القصيبي فرصته وخطف الصدارة بمناورةٍ جريئة عند المنعطف الأول، ثم انطلق ليقطع خط النهاية متصدراً منافسيه.

وتحدّث القصيبي بعد نهاية السباق الأخير قائلاً: “لقد كانت تجربةً رائعة حقاً، حققنا فيها أفضل نتيجةٍ ممكنة بالنسبة لي ولفريق كلاسيك أرابيا، فقد فزت أنا وزميلي بندر العيسائي بسباقَي الجولة الأخيرة ضمن أكبر مناسبةٍ لرياضة سباقات السيارات في المنطقة، وهذا أمرٌ مميز. كانت هذه الجولة الأفضل لي في البطولة، ومن الرائع حقاً أنها كانت ضمن فعاليات سباق الفورمولا 1، ما يزيد من قيمة الإنجاز”.

وأضاف: “كان السباق صعباً اليوم، وكنت بحاجة للتركيز من أجل الفوز. فالشيخ حشر كان يقود بشكل جيد جداً وفي منتصف السباق كنت أركز على سلاسة القيادة والبقاء على مقربة من الصدارة. وحرصت على العناية بإطاراتي ما منحني الأفضلية في اللفة الأخيرة من السباق. إنه يومٌ مشهود لفريق كلاسيك أرابيا ورياضة سباقات السيارات في المملكة العربية السعودية. وأود أن أشكر بورشه ومؤسسة ليخنررايسنغ على تنظيم هذا الموسم الجديد من سلسلة سباقات السيارات الرائدة على مستوى المنطقة”.

من جانبٍ آخر، كان بندر العيسائي وراء مقود السيارة الثانية لفريق كلاسيك أرابيا، ونجح في إكمال السباق الثاني في المركز السادس، بعد يومٍ من فوزه بالسباق الأول ليتوج جولةً حافلة بالإنجازات للفريق السعودي. كما أثبت مواطنهما فيصل بن لادن مرة أخرى موهبته الكبيرة وأنهى السباق في المركز العاشر في إحدى المشاركات النادرة لهذا السائق المخضرم.

وهكذا وصل الموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط إلى ختامه بعد منافسةٍ مشوّقة في السباق الثاني للجولة السادسة على حلبة البحرين الدولية. وفاز كليمنس شميد، سائق فريق النابودةرايسنغ، بلقبه الثاني في بطولة السائقين بفارق عشر نقاط عن أقرب منافسيه، بينما ظفر فريق سكاي دايف دبي فالكونزبكأس بطولة الفرق للمرة الأولى.

بعد يومٍ من الأحداث المثيرة التي شهدها السباق الأول، جاء السباق الثاني أكثر انضباطاً لكنه لم يكن أقل تشويقاً، حيث انطلق السائقان المتنافسان على اللقب، شميدوأشكناني، من المركزين السادس والسابع، بعد عقوبةٍ طالت أشكناني وأرجعته خمسة مراكز على ترتيب الانطلاق وأداءٍ ضعيف من شميد في التصفيات التأهيلية في اليوم السابق.

في المقابل، لم يتعرض سائقا فريق سكاي دايف دبي فالكونز لمثل هذه المشاكل، وقدّما أداءً استثنائياً في جميع منافسات الجولة الأخيرة، فصعد الشيخ حشر آل مكتوم منصة التتويج لليوم الثاني على التوالي، بينما حقق زميله سعيد المهيري المركز الثاني في السباق الأخير. وبذلك يعود كأس بطولة الفرق مرة أخرى إلى دبي، لكن إلى أيدٍ جديدة هذه المرة، بعدما كان فريق النابودةرايسنغ قد فاز بالبطولة في العامين الماضيين.

ومنذ بداية السباق، كان شميد يدرك أنه بحاجةٍ فقط ليكون على مقربةٍ من منافسه أشكناني كي يضمن لقب بطولة السائقين، ونجح في تقديم أداءٍ قوي ولم يسمح للشاب الكويتي بالابتعاد كثيراً عن ناظريه. وعلى الرغم من محاولاته الحثيثة لتسجيل أكبر حصيلةٍ ممكنة من النقاط لفريقه النابودةرايسنغ من أجل المنافسة في بطولة الفرق، لم يتمكّن السائق المقيم في الإمارات من اللحاق بثنائي فريق سكاي دايف دبي فحلّ في المركز الخامس في السباق الثاني خلف أشكناني،لكن تقدَّم عليه بفارق عشر نقاط في الترتيب العام النهائي لبطولة السائقين.

وبعد فوزه باللقب للمرة الثانية في آخر ثلاثة مواسم، قال كليمنس شميد: “لم تسر مجريات هذه الجولة على النحو الذي كنت أطمح إليه. حاولت اليوم أن أضغط بأقصى ما أستطيع دون مخاطرة، لكنني لم أستطع الوصول إلى منصة التتويج في السباق وخسرنا لقب بطولة الفرق. في المقابل، أنا سعيد جداً للفوز ببطولة السائقين وأهدي هذا الانتصار للجميع في فريق النابودةرايسنغ. لقد كان الفريق رائعاً طوال الموسم، ونجح في إعداد السيارة بشكل مثالي في كل مرة. كما أودّ أن أشكر جميع الفنيين في فريقي. كان هذا الموسم تجربةً رائعة أخرى بالنسبة لي شخصياً، ومع التطور المستمر في مستوى المنافسة، كان عليّ أن أقاتل بقوة من أجل الفوز باللقب”.

أمّا الشيخ حشر آل مكتوم، سائق فريق سكاي دايفدبي فالكونز، فقد تابع أداءه المميز في هذه الجولة وحقق المركز الثالث في السباق الأخير بعد يومٍ من فوزه بالمركز الثاني في السباق الأول، وصرّح السائق الإماراتي قائلاً: “كانت هذه أفضل جولةٍ لي في البطولة، وأنا فخورٌ بإنجازنا في فريق سكاي دايف دبي فالكونز، فقد كان الفوز ببطولة الفرق أهم أهدافنا، ونهدي هذا الانتصار لإمارة دبي. بطبيعة الحال أشعر كسائق سباقات بشيء من خيبة الأمل لأنني لم أفز بالسباق اليوم، فقد شعرت بأنني فعلت ما عليّ، وتصدّرتُ جميع لفات السباق ما عدا اللفة الأخيرة. لم يكن التراجع إلى المركز الثالث أمراً حسناً، لكنّ الوقوف على منصة التتويج مع زميلي، والاستماع إلى النشيد الوطني، وإدراك أننا فزنا ببطولة الفرق كان شعوراً رائعاً ومميزاً”.

من جهته قال سعيد المهيري، زميل الشيخ حشر في فريق سكاي دايف دبي فالكونز، والذي فاز أيضاًبلقب بطولة الفئة الفضية للسائقين لهذا الموسم: “إنها نتيجةٌ رائعة حقاً. بدأنا السباق اليوم باستراتيجيةٍ واضحة هي الضغط بحذر والقيادة بسلاسة مع تجنب الأخطاء والمشاكل. وهو ما كنا نحتاجه للفوز بلقب بطولة الفرق، وقد نجحنا في هذه المهمة. كانت هذه النتيجة أفضل ما يمكننا تحقيقه، سواءً في هذه الجولة التي كانت ضمن فعاليات جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 أو في مجمل الموسم. في الموسم الماضي كنا الوافد الجديد على السلسلة، لكننا عملنا بجد من أجل التعلم وتطوير مهاراتنا، وها نحن بعد عامٍ واحد فقط نفوز ببطولة الفرق وبالمركزين الأول والثاني في الفئة الفضية للسائقين، وهذا يجعلني سعيداً حقاً. ونحن نطمح الآن للدفاع عن لقبنا في الموسم المقبل”.

كان ختام الموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط ذروةً في الإثارة أمام جماهير الفورمولا 1 التي ملأت المدرّجات، بالنظر إلى مدىأهمية هذه المناسبة التي أضافت المزيد من التشويق والهيبة إلى سلسلة سباقات السائقين المحترفين الأكثر نجاحاً وتنافسية على مستوى المنطقة.

وبمجرد إعطاء شارة البداية على حلبة البحرين الدولية، انطلق السائقون بقوة، وحاول كليمنس شميد التقدم من المركز السابع الذي بدأ منه، وكذلك كان الحال مع زيد أشكناني المنطلق من المركز السادس. ومع أن انطلاقة شميد كانت أفضل من منافسه، إلا أن السائق الوحيد الذي تمكن من التقدم عند المنعطف الأول كان أحمد الحارثي، زميل شميد في فريق النابودةرايسنغ، والذي انتقل من المركز التاسع إلى السابع.

بقيت السيارات متقاربة جداً طوال اللفة الأولى، وفيها ضغط الشيخ حشر آل مكتوم، صاحب المركز الثاني، على المتصدر تشارلي فرينس المنطلق من المركز الأول، ونجح في تجاوزه إلى صدارة السباق. ولم تنته اللفة الأولى قبل أن يخسر فرينس مركزين آخرين لصالح فهد القصيبي أولاً ثم سعيد المهيري، زميل الشيخ حشر، ليصبح ثنائي فريق سكاي دايف دبي في موقفٍ جيد لكسب أكبر حصيلةٍ ممكنة من النقاط وضمان بطولة الفرق.

وكانت كل العيون ترقب التنافس بين أشكنانيوشميد، حيث تمكن كلاهما من تجاوز بندر العيسائي بسرعة. وكان أشكناني يدرك تماماً أنه بحاجة لإنهاء السباق متفوقاً على شميد بفارق خمسة مراكزٍ على الأقل إذا أراد الفوز باللقب.

لكن على الرغم من بحثه المتواصل عن فرصة كسب المزيد من النقاط، لم يستطع الشاب الكويتي اللحاق بثلاثي الصدارةفحلّ في نهاية السباق بالمركز الرابع. وفي الوقت ذاته، كان ثنائي فريق سكاي دايف دبي الطامح للفوز ببطولة الفرق في المركزين الأول والثاني بعد لفتين فقط من بداية السباق، ليقترب الفريق أكثر فأكثر من رفع الكأس الغالية. ومع تقدّم السباق، واجه الشيخ حشر آل مكتوم ضغطاً متصاعداً من صاحب المركز الثاني فهد القصيبي، وسمح ذلك أيضاً لسعيد المهيري باللحاق بهما ليحاول بدوره التقدم أكثر في الترتيب. وشهدت اللفات الأخيرة منافسةً ثلاثية حامية كانت السيارات فيها جنباً إلى جنب على المسافة المستقيمة في أكثر من مناسبة.

ولم يستطع الشيخ حشر أن يحافظ على الصدارة بسبب تآكل إطاراته، رغم تقدمه معظم فترات السباق، لينهي السباق في المركز الثالث وراء القصيبي والمهيري، وأمام أشكناني الذي جاء رابعاً،وشميد في المركز الخامس، وبندر العيسائي سادساً.

وبذلك كانت جولة البحرين ختام موسمٍ مشوّق من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط بعد ستّ جولاتٍ واثني عشر سباقاً، لم تُحسم فيها بطولة الفرق ولا بطولة السائقين إلا في اليوم الأخير، بعد منافسةٍ استمرت ستة أشهر.

تهانينا لأبطال الموسم السادس: كليمنس شميد في بطولة السائقين، وفريق سكاي دايف دبي فالكونز في بطولة الفرق.

الترتيب العام النهائي لبطولة السائقين في الموسم السادس – الستة الأوائل

الترتيب العام النهائي لبطولة الفرق في الموسم السادس – الخمسة الأوائل