السائقون السعوديون يشقون طريقهم إلى منصة التتويج في تحدي كاس بورشة جي تي الشرق الاوسط

المنامة- جمال الياقوت:

حظي السائقون السعوديون بيومٍ مشهود على حلبة البحرين الدولية، وحققوا المركزين الأول والثالث في السباق الافتتاحي للجولة الأخيرة من الموسم السادس لتحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط.

وقدّم السائق المخضرم بندر العيسائي أداء بطولياً تقدّم به من المركز الثاني على ترتيب الانطلاق ليحقق أول فوزٍ له هذا الموسم على حلبة الصخير أمام مدرجات اكتظت بجماهير الفورمولا 1. وأعاد السباق للأذهان ذكرى السنوات الذهبية التي هيمن فيها السائقون السعوديون على الحلبات، بعد أداءٍ لا يقل روعة من فهد القصيبي الذي تمكّن من صعود منصة التتويج في المركز الثالث بعد انطلاقه من المركز السادس.

اختار السائقون السعوديون اللحظة المناسبة للانقضاض على صدارة السباق الأول بأداء مميز فاق جميع التوقعات بعد أن اضطر متصدر البطولة كليمنس شميد، سائق فريق النابودة رايسنغ، ومنافسه المباشر الكويتي زيد أشكناني، للانسحاب في اللفة الأولى من السباق.

وتعني هذه النتيجة المفاجئة أنّ حسم بطولتي السائقين والفرق سيكون في السباق الختامي المثيرلموسم 2014-2015 والذي يقام قبيل سباق جائزة البحرين الكبرى طيران الخليج 2015، الجولة الرابعة من بطولة العالم للفورمولا 1.

وتحدّث العيسائي بعد السباق،وهو فخورٌ بالفوز، قائلاً: “يطمح الجميع لتذوق طعم الفوز هنا، وخصوصاً في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم،ومع أكبر مناسبةٍ على الإطلاق، ولذلك فإنّ الفوز هنا ضمن الفعاليات المصاحبة لسباق الفورمولا 1 له طعمٌ خاص. لم أكن أتوقع الفوز لكنني سعيد جداً به، فعلى الرغم من أنني واثق من سرعتي ومقدرتي، لكنني أعاني في بعض الأحيان من عدم الاتساق في الأداء. وقد استطعت في التصفيات التأهيلية تسجيل لفة مثالية دون أي أخطاء. ثم جاء الحادث في اللفة الافتتاحية ليخلي الطريق أمامي ويجبر أشكناني وشميد وفرينس على الانسحاب، فانتهزت الفرصة واستفدت من مركزي في المقدمة. لم أتعرض لضغطٍ كبير في السباق، واستطعت إنهاءه في المركز الأول دون مشاكل”.

جرى السباق الأول أمام جمهورٍ محلي رائع وعددٍ من الشخصيات المؤثرة في عالم سباقات السيارات، حيث كان فرصةً لسائقي المنطقة لإظهار مهاراتهم في مناسبةٍ عالمية، وبالنسبة لأي متابعٍ محايد، كانت سلسلة سباقات المحترفين الوحيدة في الشرق الأوسط على مستوى التوقعات، حيث قدمت التشويق والإثارة عند كل منعطف تقريباً.

ومنذ بداية السباق، كانت كل الأعين تركز على حامل لقب الموسم الماضي زيد أشكناني المنطلق من المركز الأول، ومتصدر الترتيب العام كليمنس شميد الذي انطلق من المركز الرابع بعد نتيجةٍ مخيبة في التصفيات التأهيلية. وبعد شارة الانطلاق مباشرة، تمكّن شميد من الاستفادة من انطلاقة أشكناني الضعيفة وتقدّم للمركز الثاني بينما تراجع منافسه الكويتي إلى المركز الرابع.

وقبل منتصف اللفة الأولى، عانى أشكناني من قفلٍ في المكابح أثناء محاولته تجاوز شميد وفرينس قبل الوصول إلى المنعطف الثامن الشهير بصعوبته، واصطدم الشاب الكويتي مع تشارلي فرينس ما أجبر كلا السائقين على الانسحاب. وتأثر شميد أيضاً بالحادث الذي جرى أمامه حيث اضطر للتوقف بشكل كامل لتجنب أي تصادم. ثم تابع سائق فريق النابودة رايسنغ السباق في المركز الأخير، وبينما كان يحاول شق طريقه لتعويض المراكز التي خسرها، احتكّت سيارته مع سيارة روب فرينس ما اضطره أيضاً للانسحاب من السباق.

وبهذه النتيجة، لم يسجل المتصدر والوصيف أي نقاط، ويبقى شميد متقدماً في الترتيب العام بفارق اثني عشر نقطة. لكن مهمة السائق المقيم في الإمارات ستكون صعبةً في السباق الثاني حيث سينطلق من المركز السابع، بينما يبدأ أشكناني السباق مجدداً من مركز الانطلاق الأول.

التحدي الأكبر الذي يواجه شميد وفريقه النابودة رايسنغ هو محاولة الفوز ببطولة الفرق بعدما تمكن فريق سكاي دايف دبي فالكونز من خطف صدارة الترتيب. حيث نجح الشيخ حشر آل مكتوم، سائق فريق سكاي دايف دبي، في تجنّب الحوادث التي جرت أمامه وشقّ طريقه بهدوء إلى المركز الثاني،وتمكّن من المحافظة عليه بسهولة بعد دخول سيارة الأمان إلى الحلبة، بينما جاء زميله في الفريق سعيد المهيري في المركز الخامس.

أما مواطنه فهد القصيبي، فصرّح بعد السباق قائلاً: “لقد كان سباقاً حافلاً بالأحداث في بدايته وشهد انسحابات ودخول سيارة الأمان، لكنّ نهايته كانت هادئة. أحمد الله أنني استطعت الابتعاد عن المشاكل، وقد حافظت بعدها على إيقاعٍ جيد لما تبقى من السباق. كان الأهم بالنسبة لي هو القيادة بحكمة والمحافظة على الإطارات. كما أودّ تهنئة بندر وفريق كلاسيك أرابيا على النتيجة الرائعة التي حققوها. يثبت سباق اليوم أن كل شيء ممكن في رياضة سباقات السيارات، وقد كان هذا اليوم طيباً جداً بالنسبة لنا”.

وفضلاً عن التشويق الكبير في هذه الجولة الحاسمة من البطولة، شهدت نهاية هذا الأسبوع أيضاً ذكرى سنوية مهمة في تاريخ رياضة سباقات السيارات في الشرق الأوسط، حيث احتفلت بورشه بمرور عشر سنوات على تنظيم السباقات المصاحبة رسمياً لجائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1. ويعتبر الكثيرون أن هذه الشراكة المميزة كانت نقطة انطلاق سباقات السائقين المحترفين في المنطقة، وأنّ حلبة البحرين الدولية في الصخير هي البيت الروحي لهذه الرياضة.

منذ العام 2005، حظي السائقون المحليون الشباب بفرصة دخول هذه الرياضة والارتقاء بمسيرتهم المهنية بفضل الدعم المستمر من بورشه وليخنر رايسنغ، فضلاً عن المرافق ذات المستوى العالمي للحلبات في الشرق الأوسط. وترجع جذور هذا التطور، وإطلاق تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط، وبروز سائقين مثل زيد أشكناني وعبد العزيز الفيصل، إلى أول سباقٍ نظمته بورشه في البحرين.

وهكذا ينتظر الجميع بفارغ الصبر السباق الختامي المثير الذي سيحسم بطولتي السائقين والفرق للموسم السادس في تمام الساعة 3:30 عصر يوم الأحد 19 أبريل 2015، قبيل سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2015، الجولة الرابعة من بطولة العالم للفورمولا 1.

الترتيب العام لبطولة السائقين بعد السباق الأول من الجولة السادسة – الستة الأوائل

الترتيب العام لبطولة الفرق بعد السباق الأول من الجولة السادسة – الخمسة الأوائل