محطات تحلية المياه النووية .. الحل الأمثل لمشكلة قلة المياة
الرياض – سويفت نيوز:
تشكل محطات تحلية المياه التي تندمج في تصاميم محطات الطاقة النووية الروسية ذات القدرة الإنتاجية المرتفعة أحد المنتجات الجديدة للقطاع النووي الروسي. وقد أعلن في الاجتماع الثاني لمجلس خبراء تحلية المياه في شركة “روساتوم أوفرسيز” عن التركيز على نموذج الأعمال الذي يتضمن محطات تحلية المياه بالإضافة إلى التقييم الطبي والحيوي لجودة المياه بعد تحليتها.
وأوضح ديومارت ألييف، الرئيس التنفيذي لشركة “روساتوم أوفرسيز”: “وفقاً لتقديراتنا فإن مرافق تحلية المياه التي توجد في محطات الطاقة النووية العاملة بقدرة إنتاجية عالية مع مفاعلات الماء المضغوط VVER تتمتع بفرص واعدة في الأسواق الأجنبية. ويتأكد ذلك من خلال الاجتماع الذي انعقد بين الطرفين الروسي والمصري في العاشر من فبراير بالقاهرة، حيث وقعا اتفاقية تطوير المشاريع لتطوير تصميم مناسب للعملاء المحتملين في المستقبل. ويمكن لتلك المرافق إنتاج ما يصل إلى 170,000 متر مكعب من الماء العذب يومياً من وحدة منفردة للطاقة النووية، ونولي اهتماماً كبيراً بتوسعة نطاق المنتجات وزيادة تنوعها لتشمل مرافق تحلية المياه المندمجة في المحطات ذات المفاعلات الصغيرة ومحطات الطاقة النووية العائمة.”
وفقاً للإحصاءات المتوفرة حالياً، يعاني حوالي ملياري شخص في العالم من نقص الماء العذب. وفي الوقت ذاته يتوقع أن تشهد المناطق المتأثرة بالنقص معدلات ضخمة للنمو السكاني في العقود المقبلة، وأبرزها أمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وقد وضعت الأمم المتحدة عام 2000 ثمانية أهداف للتنمية في الألفية الجديدة، وكان أحدها تحقيق الاستدامة البيئية. ويتضمن هذا الهدف تقليل أعداد الأشخاص الذين لا تتاح لهم إمكانية مستدامة للحصول على ماء الشرب النظيف. كما يمكن استخدام تقنيات تحلية الماء لإنتاج المياه لتغطية الاحتياجات الزراعية والصناعية، وهناك تعاون عالمي واسع النطاق حول المشاكل المائية في العالم، ضمن إطار منظمة الأغذية والزراعة والمجلس العالمي للمياه.
تركز شركة روساتوم للطاقة النووية، والمملوكة للحكومة الروسية، على التقنيات المستخدمة في التقطير متعدد الأثر (تقنيات MED)، والتي تحاكي العمليات الطبيعية المتمثلة في تبخر وتكاثف مياه البحر. وكما هو الحال في تقنيات تحلية المياه الأخرى، تتطلب تقنيات MED كمية كبيرة من الطاقة، فيما يعتمد استقرار العمليات في مرافق التحلية على تأمين موارد الطاقة.
تقع المرافق النووية الفريدة لتحلية المياه، والتي تسمح بتحلية الماء بكميات تناسب الاستعمالات الصناعية، في مدينة أكتاو الواقعة على بحر قزوين في كازاخستان. تعمل المحطة باستخدام مفاعل BN-350 بثلاث دوائر وتنتج ما يصل إلى 120 ألف متر مكعب من الماء العذب يومياً. ووفقاً لقوانين ومعايير الإنشاءات الروسية، فإن متوسط استهلاك المياه في المدن يبلغ حوالي 120 لتر يومياً للشخص الواحد.
كما يمكن دمج مرافق تحلية المياه مع محطات الطاقة النووية العائمة لتزويد المناطق النائية بالماء النقي الصالح للشرب. ويجري حالياً إنشاء أول محطة من هذا النوع في روسيا، وهي محطة “أكاديميك لومونوسوف”، والتي تعد مصدراً جديداً للطاقة يقوم على أساس التجربة الروسية الغنية في مجال بناء السفن بمساعدة الطاقة النووية، والتي تتضمن نجاح تشغيل 260 مفاعل في السفن.ومن خلال مفاعلين بطاقة 35 ميغا واط، يتمثل الهدف في توفير مورد آمن ومستقر للطاقة إلى القطاعات الصناعية والبنية التحتية والمناطق السكنية في المناطق النائية.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف الاحتياجات العالمية لتحلية المياه تتركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الماء وعلى طاقة تحلية المياه في المنطقة من 21 مليون متر مكعب يومياً عام 2007 إلى 110 مليون متر مكعب يومياً عام 2030، بحيث ينشأ 70% من تلك الحصة من السعودية والإمارات والكويت والجزائر وليبيا ومصر.
ونظراً لتعداد السكان البالغ 26 مليون نسمة وعدم وجود مصادر طبيعية للماء العذب، فإن المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط تعاني من نقص في قدرات توليد الكهرباء محلياً (يرتفع الطلب على الطاقة بواقع 8% تقريباً بشكل سنوي). ويعتبر إنشاء محطات الطاقة النووية بديلاً قيماً لحل المشكلة، ولهذا السبب أعلنت دول الخليج الستة الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي الكويت والسعودية والبحرين والإمارات وقطر وعمان، في ديسمبر 2006 بأنها ستعهد إلى جهة مختصة بإجراء دراسة حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وتخطط السعودية لإنشاء 16 مفاعل نووي على مدى العشرين عاماً القادمة بتكلفة تتجاوز 80 مليار دولار أمريكي، بحيث يبدأ العمل في المفاعل الأول عام 2022.