قلق عالمي بعد انتشار التهاب الكبد الغامض في 20 دولة على الأقل وتفشية بين الاطفال
وكالات-سويفت نيوز:
تتناقل وسائل الإعلام العالمية اخباراً مقلقة عن تفشي مرض التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال والذي وصل إلى 20 دولة حول العالم، وتسبب في عدة وفيات وعمليات زراعة كبد، في حين أن سبب المرض لا يزال غير محدد، فكيف بدأ المرض؟ وما مدى خطورة الأمر؟
متى وأين ظهر مرض التهاب الكبد الغامض؟
تم الكشف عن المرض لأول مرة في مستشفى ألاباما في أكتوبر 2021 ، عندما تم إدخال خمسة أطفال يعانون من تلف الكبد من سبب غير معروف
وفي وقت مبكر من هذا العام (2022)، تم تحديد 10 حالات في اسكتلندا، وقالت منظمة الصحة العالمية إنه حتى 21 أبريل / نيسان، تم اكتشاف 169 حالة. كان معظمهم – 114 – في المملكة المتحدة ، مع وجود حالات أيضًا في إسبانيا وفلسطين المحتلة والدنمارك وأيرلندا وهولندا وإيطاليا والنرويج وفرنسا ورومانيا وبلجيكا
أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تنبيهًا صحيًا على مستوى البلاد، واعتبارًا من 28 أبريل ، كانت خمس ولايات أمريكية أخرى على الأقل قد أكدت أو اشتبهت في وجود إصابات
في 28 أبريل ، قالت وزارة الصحة اليابانية إنها عثرت على حالتين محتملتين أخريين، ليرتفع عدد الإصابات في البلاد إلى ثلاث. وأكدت وزارة الصحة السنغافورية في 30 أبريل وجود حالة التهاب كبدي حاد لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر ، بينما قالت إندونيسيا إن 3 أطفال توفوا الشهر الماضي بسبب المرض
المرض الغامض
تتراوح أعمار المصابين من الأطفال بمرض التهاب الكبد الغامض الحاد، بين شهر واحد و 16 عامًا ، ومعظم الإصابات كانت لأطفال تبلغ أعمارهم 10 أعوام وما دون
الأمر المقلق، أن التهاب الكبد الخفيف الذي يصيب الأطفال يعتبر مرضا معروفا لدى الأطباء، لكن الحالات التي كُشف عنها مؤخرا دقت ناقوس الخطر، لأن الأطفال كانوا مرضى للغاية، حتى أن عديداً منهم احتاجوا إلى عمليات زرع كبد، فيما توفي آخرون
وقال مسؤولو الصحة إن العمل جارٍ لتحديد ما إذا كان الفيروس الغدي (المشتبه في سبب الاصابة) قد تحور ليسبب مرضاً أكثر خطورة، أو ما إذا كان يمكن أن يسبب مشاكل “جنباً إلى جنب” مع فيروس آخر (مثل فيروس كورونا)
أعراض مرض التهاب الكبد الغامض وطُرق العدوى
على الرغم من أن المسبب للمرض لا يزال عير مؤكد، لكن على فرض أن المسبب هي الفيروسات الغدية، فإن هذه الفيروسات تنتقل عن طريق الفم أو الجهاز التنفسي، وتحدث الذروات الوبائية عادةً في الشتاء والربيع، وغالباً في بيئات جماعية، كدور الحضانة والمدارس، ويصاب بها غالبية البشر قبل بلوغهم الخامسة. إلا أن دور هذه الفيروسات في نشوء التهاب الكبد الغامض لم يتضح بعد
ومن أعراض التهاب الكبد هذا الذي يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن العاشرة، اليرقان (اصفرار الجلد والعيون) والإسهال والتقيؤ وآلام البطن
كما أكد خبراء الصحة أن على الآباء أن ينتبهوا إلى أطفالهم في حال لاحظوا اصفرار جلدهم أو اصفراراً في الجزء الأبيض من أعينهم، مشيرين إلى أن ذلك “علامة على تلف الكبد والحاجة إلى رعاية مستعجلة”. وأوصى الخبراء عائلات الأطفال المصابين بمثل هذه الأعراض بعدم إرسالهم إلى المدارس والحضانات إلا بعد 48 ساعة من توقف الأعراض
وتشمل أعراض التهاب الكبد أيضاً: البول الداكن، التعب، الحمى، فقدان الشهية، الغثيان، القيء، آلام البطن، البراز ذو اللون الفاتح وآلام المفاصل
ولمنع مزيد من الانتشار، حثت وكالة الأمن الصحي البريطانية على غسل اليدين و”النظافة التنفسية الجيدة والشاملة” المتمثلة في السعال والعطس في منديل
سبب مرض التهاب الكبد الغامض
لا يزال مسبب المرض غير محدد، إلا أن الباحثين يدرسون أحد العائلات الفيروسية، تسمى الفيروسات الغدية (adenoviruses)، وهي المسؤولة عن الإصابة بمجموعة من الأمراض بما في ذلك نزلات البرد
وفيما يلي المعلومات الأولية عن نتائج التحقيقات في مسبب المرض:
بينت منظمة الصحة العالمية إنه تم اكتشاف الفيروس الغدي في 74 على الأقل من الأطفال (أكثر من 40٪ من الحالات)، وتم تحديد سلالة تسمى “F 41” في 18 حالة، ومع ذلك، فإن النتائج محيرة ، نظرًا لأن الفيروسات الغدية عادةً ما تتحلل من تلقاء نفسها ولا تُشكل خطورة على المصاب كما يحدث الآن عند الأطفال
بعض المصابين من الأطفال قد أصيبوا أيضًا بفيروس كورونا، لكن خبراء من أمريكا شككوا في وجود صلة بين مرض التهاب الكبد وفيروس كورونا، قائلين إن جميع الحالات التي تم الإبلاغ عنها في ولاية ألاباما كانت نتائجهم سلبية وليس لديهم تاريخ من الإصابة السابقة بفيروس كورونا
أشار تقرير منظمة الصحة العالمية أيضًا إلى أن “الغالبية العظمى” من الأطفال المصابين لم يتلقوا أي لقاح ضد فيروس كورونا، مما يجعل الفرضيات حول الآثار الجانبية المحتملة للقاحات غير واردة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لم يتم العثور على مسببات التهاب الكبد الفيروسي الحاد ، بما في ذلك فيروسات التهاب الكبد A و B و C و D و E، في أي من الحالات
وبينما حذر العلماء من أن عدوى الفيروس الغدي قد تكون مصادفة، لأنها تنتشر في جميع أنحاء العالم في هذا الوقت من العام، يرى علماء آخرون أنه من المحتمل أيضاً أن يكون هناك أحد مسببات الأمراض الجديدة أو حتى التعرض لسموم أدى إلى ظهور هذا المرض، لكن الانتشار الجغرافي للحالات يشير إلى أن العدوى هي التفسير الأكثر ترجيحاً
الكشف عن سببان “غريبان” لالتهاب الكبد الغامض
حذر خبراء الصحة في بريطانيا مؤخرا، من أن المعيشة مع “كلب أليف”، أو تناول عقار “الباراسيتامول”، قد يؤدي إلى حالات غامضة من التهاب الكبد لدى الأطفال
وفي تحقيقات تضمنت مقابلات مع أولياء الأمور واستبيانات أرسلت إلى العائلات المتضررة، تبين أنه من ضمن 92 حالة في جميع أنحاء بريطانيا، كانت 64 حالة في الأطفال الذين كانوا من عائلات تملك كلابا أو تعرضوا للكلاب، وفقا لبيانات من وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، مما يعني أن انتشار التهاب الكبد بين الأطفال قد يكون بسبب المستويات العالية من ملكية الكلاب في البلاد
كما وجد أن ثلاثة أرباع المجيبين على استبيانات الصحة في المملكة المتحدة، ذكروا استخدام الباراسيتامول، مع الإبلاغ عن استخدام أقل للإيبوبروفين (دواء يستعمل لعلاج الألم والحمى والالتهاب) ولكن لم يتم الإبلاغ عن استخدام الأسبرين (دواء يُستخدم لتسكين الآلام، وتخفيض درجة الحرارة)
هذا وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء أنها تلقت تقارير عما لا يقل عن 228 حالة إصابة محتملة بالتهاب الكبد لدى الأطفال مع وجود عشرات أخرى قيد التحقيق. وفي إفادة صحفية في جنيف قال طارق ياساريفيتش، من منظمة الصحة العالمية: “اعتباراً من مطلع مايو/أيار الجاري، جرى إبلاغ منظمة الصحة العالمية بما لا يقل عن 228 حالة محتملة من 20 دولة مع وجود أكثر من 50 حالة إضافية قيد التحقيق”