دورة الفقيد عبد الله الدبل بنادي الإتفاق تستضيف الدكتور جاسم الياقوت
الدمام – سويفت نيوز:
في ليلة من ليالي الوفاء تستضيف دورة الفقيد عبد الله الدبل هذا المساء العاشر من رمضان الدكتور جاسم الياقوت رجل ذو قيمة ومكانة رجل الإدارة والإعلام ..نائب رئيس اتحاد الإعلاميين العرب وعضو اتحاد المبدعين ، رئيس القادسية وعضو اتحاد القدم سابقاً حيث ستحدث عن دور الفقيد عبد الله الدبل الوطني في النهضة الرياضية التي شهدتها المملكة على مدار سنوات طويلة
ويعد الفقيد عبد الله الدبل رمزٌ للكفاءة الوطنية على المستوى الرياضي،حيث أُطلق عليه لقب «الخبير العالمي» في أنظمة كرة القدم، بدأ من نادي الاتفاق الذي أحبه وعشقه فتولى رئاسته، ومنه انطلق إلى آفاق الرياضة السعودية والعربية والإقليمية والقارية والدولية، أصبح اسمه علماً وتاريخاً لفترة مزدهرة من تواجد وقوة التمثيل السعودي على كافة الأصعدة، وصاحب شعار اللسان النظيف،
لقي وجه ربه وهو في مهمة رسمية مع المنتخب الكروي في (خليجي 18).. عبدالله بن خالد الدبل صاحب المجهود الوافر المخلص للرياضة السعودية والعربية والآسيوية، ولد في عام 1372هـ (1953م) في محافظة الأحساء ببلدة الجفر وعاش حياته في مدينة الدمام، كان رجل أعمال ناجح، ومفاوضاً قادراً على كسب الخصوم، فهو من أحد البيوت التجارية المعروفة في المنطقة الشرقية، غير أن ولعه بالرياضة وحبه لوطنه وحرصه على خدمتها صرفه كثيراً عن إدارة أعماله الخاصة.. تخرج عبدالله الدبل من كلية التجارة جامعة الملك سعود بالرياض عام 1395هـ الموافق 1975م بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ثم عين معيداً بالجامعة، وابتعث من قبلها لدراسة الماجستير والدكتوراه، إلا أنه لم يستكمل ذلك، وعاد للمملكة لوفاة والده رحمه الله.جهود محلية
يعد عبدالله الدبل عضو شرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، أحد الرموز الرياضية في المملكة وأحد خبراء اللعبة المميزين في العالم،وأكسبته هذه السنوات الطويلة من العمل الاداري الخبرة والعلاقات الدولية وبات اسمه معروفا في محافل كرة القدم، عرف الدبل الرياضة منذ نعومة أظافره، حيث أحب نادي الاتفاق وشغف به حتى ترأسه في عام 1978م لينطلق من خلاله مع تنوع المناصب والمهام التي كُلف بها، فقد كان عضوًا في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وعضوا بلجان عديدة منها لجان المنتخبات وتطوير أساليب الأداء، وتطوير التحكيم 1414هـ، واللجنة العليا المنظمة لبطولة كأس العالم الخامسة للشباب،كما عين رئيسا للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم لثقة الأمير سلطان بن فهد به،فسلمه ذلك الملف الشائك الذي شهد تداعيات كثيرة، وجاء اختياره لخبرته الكبيرة واطلاعه على النظام الدولي كعضو في المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي “فيفا”، وقد أصدر بعد أن عين بهذا المنصب قرارات طورت ونظمت الاحتراف السعودي مع الحفاظ على مصلحة اللاعب والنادي، وتبنت العمل وفق الآلية المتبعة في النظام الاحترافي الأوروبي وجاءت قراراته الأولية لمراجعة اللائحة المنظمة للاحتراف، والتنسيق المتواصل مع لجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وإعداد برنامج تأهيلي لجميع مسؤولي لجان الاحتراف في الأندية السعودية، وتكثيف الاتصالات والتنسيق بين لجنة الاحتراف والأندية بهدف التواصل والمشاورات لخدمة الكرة السعودية، كما ساهم في مشواره الإداري الرياضي في اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم ببطولة القارات على كأس الملك فهد عندما كان مديرا للبطولة، وله مع د.صالح بن ناصر دور كبير في نجاح دورة التضامن الإسلامي الأولى التي أقيمت في جدة.
قارياً ودولياً
وعلى المستوى القاري والدولي تميز عبدالله الدبل في خدمة المملكة والقارة بمناصب مهمة في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، منها عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، رئيس اللجنة الفنية والمسابقات، عضو اللجنة المنظمة لنهائيات أمم آسيا ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأندية الآسيوية، وعضو اللجنة المنظمة لبطولة كأس آسيا 2007م، وأشرف -رحمه الله- على إطلاق عدد من البطولات في القارة الآسيوية منها كأس التحدي وكأس رئيس الاتحاد الآسيوي، وكذلك إعادة هيكلة دوري أبطال آسيا، أما فكرة بطولة القارات على كأس الملك فهد رحمه الله، فقد كانت فكرتها من الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وبمتابعة دؤوبة من قبل د.صالح بن ناصر وعبدالله الدبل، كما عمل الدبل في مختلف لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى بلغ عضوية اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2002 و2006، واللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي من عام 1986 إلى 2002؛ وشارك في وضع القوانين والأنظمة واللوائح المعتمدة في لجنتي الاحتراف المحلي والدولي؛ وفي الاتحاد العربي لكرة القدم، كان عضو مجلس الادارة رئيس لجنة الدورات والمسابقات بالاتحاد من 1997 إلى 2002، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد، وعضو لجنة الأمور المستعجلة، وحصل عبدالله الدبل على وسام وميدالية من الاتحاد الآسيوي، عام 1992م، تقديرا لجهوده الكبيرة في تطوير اللعبة في القارة.
نظرا للمكانة الخاصة التي يحتلها عبدالله الدبل، فقد أشاد كثيرون بدوره الكبير على المستوى الرياضي عربيا وآسيويا ودوليا فرئيس الاتحاد الآسيوي السابق يرى أن الراحل لم يكن فقط إدارياً كروياً ممتازاً بل إنسانا رائعا وصديقا لا يعوض، ولن يستطيع أحد أن ينسى مساهماته للكرة الآسيوية والعالمية فموقعه في رئاسة لجنتين مهمتين من لجان الاتحاد الآسيوي وهما المسابقات وبطولات الأندية دليل كافٍ على براعة الرجل الإدارية، وأضاف أن الدبل كان قائداً بحق سخر نفسه من أجل الرفع من المستوى التنظيمي للبطولات الآسيوية، ولطالما عمل على حل المشاكل التي تواجهها اللجان التي رأسها بلباقة وبحنكة ملحوظة، وبروح الدعابة التي عرف بها وهذا ما جعل الجميع يحترم آراءه رحمه الله كما عبر المدرب الشهير خليل الزياني وفيصل العبد الهادي ويوسف السركال، والشيخ فيصل الشهيل يرحمه الله عن بروز شخصية الدبل لخدمة الوطن والرياضة بكل إخلاص وتفانٍ، وكذلك د.صالح بن ناصر الذي رافق الدبل أكثر من 25 عاما فلم يجده إلا رجلا صالحا مؤمنا، وعلى المستوى الرياضي كان على كفاءة عالية، نجح في أصعب الظروف، ولم يعرف عنه أنه أساء لأحد بل كان حكيما بحيث ارتبط مع الجميع بعلاقات طيبة، مؤكدا على أن الرياضة السعودية خسرت عضوا فاعلا لعب دورا مهما في مسيرتها. أما الإعلامي منصور الخضيري فوصف الدبل بذي الأخلاق العالية والخصال الحميدة والعلاقات الواسعة مع كل من عرفه سواء على الصعيد المحلي أو القاري أو الدولي،وأنه لعب دورا مهما في الحركة الرياضية بالمملكة، وكان ثقله القاري والدولي ساهما في رفع اسم المملكة عاليا،كما كان له دوره المميز في اعداد الانظمة واللوائح عربيا ودوليًا، على المستوى الرياضي. ويقول الكويتي أسد تقي نائب رئيس الاتحاد الآسيوي سابقاً إنه ارتبط بعبدالله الدبل بعلاقات متينة حتى على مستوى العلاقات الشخصية والأسرية متذكرا موقفا إيجابيا للفقيد تجاه الرياضة الكويتية في عهد الشيخ فهد الأحمد وقت نشوب مشاكل بين الاتحاد الكويتي والفيفا حيث لعب الدبل دوراً إيجابياً بتعليمات وتوجيهات من الأمير فيصل بن فهد عندما غادر معه بعد تكليفه من الشيخ فهد الأحمد، لملاقاة جوزيف بلاتر.
وفاته أثناء خليجي 18
توفي عبدالله الدبل رحمه الله يوم السبت 27-1-2007 في أبوظبي، حيث كان عضو الوفد السعودي المشارك في بطولة كرة القدم خليجي 18، إثر نوبة قلبية أصابته بعد نهاية مباراة السعودية والإمارات في نصف نهائي البطولة؛ وكان الفقيد قد نقل على إثر النوبة القلبية إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد حيث فارق الحياة. كما قيل إن الدبل كان يشتكي من بعض الآلام في صدره في الأيام الأخيرة من حياته، وكان متواجدا في المقصورة الرئيسية خلال المباراة إلى جوار رئيس وفد المملكة الأمير سلطان بن فهد. وقد خيم الحزن والأسى على بعثة المنتخب السعودي المشارك في البطولة، عقب وفاته، وتوجه عدد كبير من المسؤولين في بعثات دول الخليج المشاركين،إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد الذي نقل إليه الدبل ونعته البعثة السعودية وتلقى الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب حينها التعازي في الفقيد مثمناً المبادرة التي اتخذتها اللجنة المنظمة باستحداث جائزة اللعب النظيف في هذه الدورة باسم عبدالله الدبل رحمه الله.
ويصف رفيق دربه د.صالح بن ناصر تفاصيل الدقائق الأخيرة من حياة عبدالله الدبل حيث خرجا من ملعب الشيخ محمد بن زايد بعد انتهاء مباراة السعودية والإمارات في سيارة واحدة متجهين إلى الفندق للجلوس والعشاء مع الأمير سلطان بن فهد؛ وكان الطريق مزدحما بسبب أفراح الجمهور الإماراتي بالفوز وكان الدبل طبيعيا جدا، وبعد وصولهما إلى الفندق اتجها إلى الصالون الخاص بالأمير سلطان بن فهد وجلسا وبدءا يتجاذبان أطراف الحديث مع الرئيس العام والحضور، وفجأة قال له الدبل “أشعر بدوخة”، وبعدها بدقيقة قال له مرة أخرى “زادت الدوخة”، فأخذ بن ناصر قارورة ماء وفتحها وأعطاها له، وفي هذه الأثناء انتبه الأمير سلطان له، وقال “عبدالله ماذا به”، وفجأة فقد الوعي كلياً فقاموا بتمديده على الأرض وتم إجراء الإسعافات الأولية ونقل مباشرة إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بسيارة الإسعاف وهناك أخبرهم الأطباء بمفارقته الحياة إثر أزمة قلبية حادة، ووصف ابن ناصر فقد الدبل بثالث أكبر خسارة له في المجتمع الرياضي بعد وفاة عبدالفتاح ناظر عام 1994، ثم الأمير فيصل بن فهد عام 1999. كما روى فيصل العبدالهادي الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم جزءاً من اللحظات الأخيرة للفقيد، بأن كلمات الدبل الأخيرة كانت “ماذا قدمنا في الملعب حتى نريد الفوز اليوم، حيث غابت الفرص الحقيقية أمام المرمى”، ثم لاحظ عند شربه الماء الذي أعطاه إياه د.صالح أن الماء ارتد من فمه، ولما مدد على الأرض ولمس يده لجس نبضه كان نبضه ضعيفاً إلى حد ما، ولمس عضلة القلب فكانت مشدودة جدا فقام بإجراء تنفس اصطناعي للفقيد، ثم جاء الإسعاف الأولي فتم إعطاؤه جرعات كهربائية لم يفتح عينيه إلا بعد ثالث صعقة كهربائية فقاموا مباشرة بنقله إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بسيارة الإسعاف،نقل بعدها الفقيد على طائرة سعودية إلى مدينة الدمام وهناك أقيمت الصلاة عليه بمسجد والده خالد الدبل عقب صلاة العصر مباشرة، ودفن مقبرة الدمام، وللراحل من الأبناء ستة هم، خالد وفهد وفيصل وسلطان وابنتان، رحمه الله رحمة واسعة.