التداعيات الاقتصادية للغزو الروسي على منطقة الشرق الأوسط
سويفت نيوز_وكالات :
تعاني دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط خاصة جراء الغزو الروسي على أوكرانيا، والذي يسبب لها أزمات اقتصادية كبيرة، خاصة وأنها لم تستفق بعد من الأزمات الاقتصادية الكبرى منذ الأزمة المالية العالمية قبل أكثر من عقدٍ، مرورًا بأزمة كوفيد-19 التي أثرت بشكل كبير على اقتصاد الدول واحتياطياتها الاستراتيجية
وعلاوة على ذلك، فمن المُتوقع أيضًا أن تشتد الأزمة الاقتصادية على العديد من الدول التي تعاني اقتصادياتها من وضع متأزم وديون خارجية، خاصة بعد أن امتدت تداعيات هذه الحرب إلى العشرات من الشركات العالمية التي أعلنت خروجها من روسيا أو تعليق أعمالها هناك، وهو ما يضيف أعباء جديدة وتعقيدات طويلة على منظومة الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط
زيادة الأسعار
ويرى حسين سليمان الباحث الاقتصادي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيعمل على زيادة أسعار السلع الأساسية بصورة إضافية، بسبب المخاوف من اضطراب الصادرات من البلدين، تأثرًا بالاقتتال الدائر بصورة مباشرة من ناحية، أو بالعقوبات على روسيا من أخرى. ويأتي ذلك بسبب ثقل البلدين، وبالأخص روسيا، في سوق تصدير عدد من السلع الأساسية الأهم، وفي مقدمتها مصادر الطاقة
ويتابع سليمان أن روسيا تتبادل بشكل متكرر مع المملكة، ترتيب أكبر مُصدر للنفط حول العالم من عام لآخر، وكانت قد حلت في المرتبة الثانية في عام 2019، قبل أزمة كوفيد-19، بصادرات بلغت 8.4 مليون برميل يوميًا، بما يتخطى 10% من الصادرات النفطية العالمية، مقابل 8.5 مليون برميل يوميًا من المملكة
وعلاوة على ذلك، فإن روسيا هي أيضًا أكبر مُصدري الغاز الطبيعي عالميًا، وبفارق كبير عن بقية العالم، بصادرات وصلت إلى 260 مليار متر مكعب في عام 2019، أي أكثر من ربع الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي. وكذلك، تعد روسيا أيضًا ثالث أكبر مُصدر للفحم حول العالم، بعد استراليا واندونيسيا
ويؤكد سليمان أن روسيا وأوكرانيا هما أكبر، وخامس أكبر، مُصدري القمح عالميًا على التوالي، وذلك بكميات وصلت في عام 2019، إلى 32 مليون طنًا تقريبًا من الصادرات الروسية، و14 مليون طنًا من أوكرانيا (وكان من تداعيات الغزو الروسي صعود عقود القمح لأعلى مستوى منذ عام 2009)، كما يعد البلدان أيضًا ضمن أكبر خمسة مصدرين للحبوب في المجمل عالميًا، بصادارت مجتمعة بلغت 82 مليون طنًا من الحبوب في عام 2019، وكذلك، فإن روسيا هي أكبر مُصدري الأسمدة عالميًا، بـ 7 ملايين طنًا سنويًا تقريبًا، ومن كبار مصدري معادن مهمة أيضًا، في مقدمتها الألومنيوم والنيكل
ويؤكد تقرير صادر عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الدولية بواشنطن أن نقص القمح سوف يصيب الدول الهشة في المنطقة بشكل أقوى،
فقد قوضت الأزمة الاقتصادية في لبنان بالفعل قدرة سكانه على شراء المواد الغذائية؛ حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 1000 في المائة في أقل من 3 سنوات
ويستورد لبنان القمح لتلبية معظم احتياجاته؛ حيث يأتي 60 في المائة منه من أوكرانيا، والبلاد لديها ما يقرب من شهر من القمح في المخزن. كما أن ليبيا واليمن اللتين تمزقهما الحرب معرضتان بشكل مماثل لنقص القمح، كما أن مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم، ويأتي عديد من وارداتها من منطقة البحر الأسود
ارتفاع أسعار النفط
ومع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه السابع فقد شهدت أسعار النفط زيادة لأعلى مستوى منذ عام 2014، حيث تجاوز خام برنت القياسي حاجز 105 دولارات لأول مرة منذ عام 2014، كما ارتفعت أيضًا أسعار الغاز الطبيعي وتخطت حاجز 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية
وصعد مؤشر بلومبرج للسلع والذي يتتبع 23 عقدًا آجلًا بنسبة 4.1% خلال تعاملات الثلاثاء
وسجل المؤشر ارتفاعًا بأكثر من الضعف منذ أدنى مستوى في أربع سنوات والمسجل في مارس 2020 خلال بداية جائحة كورونا
تحالفات جيواستراتيجية
ويعتقد جون ألترمان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الدولية بواشنطن أن آثار الغزو الروسي لأوكرانيا ستنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وستكشف عن تحالفات «جيوستراتيجية» جديدة، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي