الجرائم الإلكترونية تكبد الاقتصاد العالمي 445 مليار دولار أمريكي خسائر سنوية
دبي – هشام رفعت:
يُشكّل معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات في دورته الثالثة منصة رائدة لاستعراض القضايا الرئيسية المتعلقة بأن المعلومات والشبكات الإلكترونية، وخطط واستراتيجيات التصدي لجرائم قراصنة الإنترنت والحد منها. ويشارك في المعرض أكثر من 150 شركة عارضة، و5 آلاف زائر متخصص من 50 دولة، بينهم كبار مسؤولي أمن المعلومات والرؤساء التنفيذيين للمعلومات من دول المنطقة والعالم ويُركّز المعرض الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 26 – 28 أبريل المقبل على القطاعات الأكثر عرضة لجرائم القرصنة الإلكترونية والتي من أبرزها الخدمات المالية، والحكومات، والنفط والغاز، وتقنية المعلومات، والصيدلة والتي يتعرض لها الأفراد أيضاً.
ويأتي تنظيم المعرض في الوقت الذي تستهدف فيه بصورة غير مسبوقة الشركات والمؤسسات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من قبل قراصنة ومجرمي الشبكة العنكبوتية، مستغلين ما يوفّره الإنترنت من فضاء واسع ومتشعب لارتكاب مجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية لاختراق الشبكات الداخلية الأكثر تطورا وأمانا.
تعاظم قدرات قراصنة الإنترنت
يكشف تقرير سيسكو السنوي 2015 لأمن المعلومات أن معظم الشركات تستخدم حلولاً متطورة للحد من عمليات الاختراق لشبكاتها، إلا أن قراصنة الإنترنت يعملون على تحسين قدراتهم باستمرار وهم على اطلاع تام بأساليب التخفي المتقدمة. وتمكنهم هذه الأساليب من تخطي أنظمة الحماية ضد الاختراق وشن هجماتهم لسرقة المعلومات والأموال على حد سواء. ويُظهر التقرير أيضاً أن قراصنة الإنترنت يقومون بإطلاق حملات مكثفة لإرسال البريد غير المرغوب فيه عبر استخدام المئات من عناوين الـ IP لأغراض التضليل وتجاوز منتجات وأنظمة الحماية الخاصة بمكافحة الرسائل المزعجة، ناهيك عن استخدام البرمجيات الخبيثة التي تُخلّف أضراراً كبيرة على أجهزة المستخدمين.
3 آلاف ضحية في 50 دولة
شهد شهر فبراير الماضي الكشف عن أول مجموعة اختراق وتجسس إلكتروني عربية تطلق على نفسها اسم صقور الصحراء Desert Falcons، وتستهدف المنظمات الرسمية والإعلامية والشخصيات رفيعة المستوى في دول الشرق الأوسط ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد هاجمت المجموعة التي انطلقت عام 2011 أكثر من 3 آلاف ضحية في 50 دولة، واستولت على أكثر من مليون ملف حساس.
الجريمة الإلكترونية تُكلّف الاقتصاد العالمي 445 مليار دولار سنوياً
ساهمت مجموعات كالتي تطلق على نفسها اسم صقور الصحراء في تصنيف الجرائم الإلكترونية كواحدة من أسرع الجرائم المنظمة نمواً في العالم. ووفقاً للتقرير الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS عام 2014 فإن الجرائم الإلكترونية تُكلّف الاقتصاد العالمي حوالي 445 مليار دولار أمريكي سنوياً، وتُشكّل الجرائم الإلكترونية ثاني أكثر الجرائم الاقتصادية شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط بحسب ما ذكره استبيان PWC حول الجريمة الاقتصادية العالمية 2014.
دان لوهرمان يستعرض أحدث استراتيجيات الدفاع الإلكتروني
أصبحت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر وعياً وإدراكاً لحجم المخاطر الناجمة عن الجرائم الإلكترونية، ومع تبدل المشهد الأمني ونشوء تحديات جديدة في هذا الإطار، فإنه بات يتعين على هذه الدول مواصلة صياغة الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتعزيز الوعي لدى الأفراد والمؤسسات والحكومات، وإعدادهم بالشكل الأمثل للتصدي للهجمات المحتملة من مجموعات مثل صقور الصحراء وغيرها.
ويُوفّر معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات 2015 قاعدة أساسية لطرح أهم القضايا المتعلقة بالجرائم الإلكترونية والقرصنة، سوف يقوم باستعراضها مجموعة من الخبراء العالميين، ومنهم السيد/ دان لوهرمان، المسؤول الأول عن الأمن في ولاية ميشيغان الأمريكية سابقاً، والمعروف على المستوى الدولي، والذي سوف يتطرق إلى مختلف التهديدات والتغييرات ضمن البيئة الأمنية في الشرق الأوسط، وسوف يتحدث لوهرمان عن أحدث استراتيجيات وخطط الدفاع الإلكتروني والأنظمة الأمنية المتكاملة الداعمة للوقوف في وجه التهديدات الإلكترونية، في ظل استعدادات الدول والحكومات حول العالم للتصدي بقوة لهذا الخطر المتفاقم.
ويرى لوهرمان أنه يتوجب على الحكومات والمؤسسات والشركات العمل على تعزيز الوعي حول التهديدات الالكترونية التي تواجههم بشكل يومي، عبر تنظيم وتصميم فعاليات توعوية وبرامج تثقيفية لجميع العاملين في هذه الجهات عن أهمية حماية المعلومات الحساسة، وإنه لابد لفرق عمل الدفاع الالكتروني من التمتع بالمؤهلات والخبرات والموارد الفعالة الأخرى التي تساعدهم على التصدي للتهديدات الالكترونية المستجدة باستمرار، كما يرى أنه يجب على جميع الشركاء مثل الأجهزة الحكومية والشرطية والمؤسسات التقنية وموظفيها تبادل المعلومات والعمل بشكل جماعي لمواجهة هذه التهديدات، فضلاً عن إنشاء نظام بيئي مرن للكشف والاستجابة والتعافي من آثار الجرائم الالكترونية والانواع الأخرى من الهجمات الالكترونية.
تحديات حقيقية كبيرة
وقد أشار لورهمان إلى أن بعض الحالات الأمنية نادرة الحدوث بسبب الكوارث الطبيعية كالعواصف والأعاصير أو البراكين، يصعّب التنبؤ بخطرها وطبيعتها، وقال إن التحدي الحقيقي للحكومات في العالم يكمًن في توزيع الأدوار والمسؤوليات بين الأفراد عند حدوث حالات الطوارئ الإلكترونية، وأوضح أن 80 بالمائة من البنى التحتية الحساسة يملكها ويُشغّلها القطاع الخاص، وهو ما يتطلب جهوداً استثنائية في التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات والتعامل مع الأزمات.
وسيقوم لوهرمان خلال معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات، بمشاركة خبراته مع الجمهور والحاضرين بخصوص الانقطاعات الالكترونية، كما سيُقدّم أمثلة عن الجهود التي تٌطبّقها حكومة الولايات المتحدة الامريكية لإدارة حالات الطوارئ، والتعريف بأفضل الممارسات لمواكبة التهديدات الالكترونية المتجددة وإمكانية الاستعانة بها في المنطقة.
جلسات تدريبية
يعقد لوهرمان، جلسة تدريبية تتناول كيفية بناء الثقافة الأمنية داخل المؤسسات، وتركز هذه الجلسة التفاعلية على تأثير الهجمات الإلكترونية الجديدة والبرمجيات الخبيثة والتهديدات الداخلية وتحديات الأمن الإلكتروني على استراتيجيات الأعمال.
وبصفته كبير الاستراتيجيين ورئيس الأمن في شركة مينتور للخدمات الأمنية، فإن لوهرمان يتمتع بخبرات مستفيضة، إذ إنه تنقّل بين عدة مناصب قيادية وتنفيذية، بما في ذلك منصب الرئيس التنفيذي للأمن على مستوى المؤسسة والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، كما أُطلق نال لقب، كبير ضباط الأمن، وأفضل موظف في القطاع العام، واختير كأحد أفضل 100 شخصية في قطاع تقنية المعلومات، من قِبل عالم التكنولوجيا.
نخبة من المتحدثين الخبراء
يتحدث في المؤتمر كذلك نخبة من الخبراء والمختصين، منهم ستيف ويليامسون، مدير إدارة المخاطر لتقنية المعلومات في شركة “غلاكسوسميثكلاين” – المملكة المتحدة، والذي سوف يكشف النقاب عن المخاطر والتهديدات الإلكترونية في المنطقة. وكذلك ولِس آندرسون, نائب رئيس أمن المعلومات لدى بي تي BT والذي سيتحدث عن الوضع الحالي ومستقبل القرصنة، وهاني نوفل، المدير التنفيذي لحلول الشبكات الذكية – الخليج للحاسبات الآلية في الإمارات العربية المتحدة، وسوف يتحدث عن معالجة المفهوم الشامل والمتطور للخصوصية، وقانون الإنترنت وحماية البيانات، وغيرها.
استثمارات ضخمة من دول المنطقة
وفي هذا الصدد قال السيد طارق شودري، رئيس قسم الأمن في شركة “بي تي” BT الشرق الأوسط وأفريقيا، أن الشركات في هذه المنطقة تستثمر في قطاع الأمن الإلكتروني بشكل لا مثيل له، انطلاقاً من وعيها بدقة هذه المرحلة، وأشار إلى أن هذا القلق من الهجمات الإلكترونية أدى إلى تعقيد الأمور بالنسبة للشركات والحد من قدرتها على اتخاذ الخطوات الاحترازية في الوقت المناسب، وأكد على أن المحافظة على نظام بيئي أمنى على مستوى جيد من الكفاءة والاعتمادية، يمثل هدفاً يمكن تحقيقه من خلال الاستثمار في الأفراد والتكنولوجيا، وأنه يمكن بلوغ مستوى متقدم من الأمن الإلكتروني من خلال إبرام شراكات استراتيجية مع كبار متخصصي ومزودي الحلول الأمنية الإلكترونية التي تُمكّن الشركات من ملاحظة التهديدات وتتّبُعها وتقدير نتائجها نوعا ما.
رعاة الحدث
تشمل قائمة رعاة المعرض كل من شركة بي تي جلوبال – راع رئيسي، وشركة جي بي إم وسباير سوليوشن – راعيين ماسيين، وشركة سيسكو – راع بلاتيني، واتصالات وبالاديوم نتوركس، وبالو ألتو نتوركس وفورتنت – رعاة ذهبيين. وتضم قائمة الرعاة الفضيين كلاً من جايدانس سوفتوير، وباراماونت، وكوليس. وتضم قائمة أبرز الشركات العارضة كل من: ايرووتش، وايرباص ديفينس أند سبيس، ونيوستار، وبت 9، وسيبر روم، وسبلونك، ولانكوب، ومايند وير.
يُمثّل معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات ومعرض ومؤتمر الخليج لحلول المؤسسات المتنقلة اللذان يحظيان بدعم أسبوع جيتكس للتقنية، أبرز حدث في المنطقة لتقنية المعلومات والاتصالات. وهما حدثان مُخصّصان للمعنيين بقطاع أمن المعلومات ويستقطبان الشركات والزوار المتخصصين العاملين في قطاع أمن المعلومات حصرياً. ويفتح المعرضان أبوابهما الساعة من 10:00 صباحاً إلى الساعة 6:00 مساءً خلال الفترة من 26 – 28 أبريل في قاعة الشيخ راشد بمركز دبي التجاري العالمي، والدخول مجاناً للزوار المتخصصين. ولمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الالكتروني: www.gisec.ae