سياسة

الشورى يدفع بدبلوماسيته البرلمانية لتأكيد مواقف المملكة وإنجازاتها التنموية المتلاحقة

الرياض – واس:

الدبلوماسية البرلمانية إحدى الأدوات الفاعلة على المستوى الدولي في تقريب وجهات النظر وتبادل الآراء وتعزيز العلاقات الثنائية وبحث الموضوعات والملفات ذات الاهتمام الثنائي، كما تمثل اليوم عاملاً مؤثراً في العلاقات الدولية بين الدول وعنصراً مهماً لتأكيد المواقف الدولية، ونافذة تعزز من خلق فضاءات للتواصل السياسي مع مختلف الدول.

ومن شأن الدبلوماسية البرلمانية التي تزايد الاهتمام بها عطفاً على اتساع المجتمع الدولي وتعدد علاقاته وأطرافه وقضاياه، من طرح مختلف الموضوعات في جميع المجالات والتي قد لا تطرح على المستويات الرسمية، لتكون وسيلة مهمة في تنشيط الحوار البناء بما يخدم مصالح الدول في علاقاتها الثنائية وعلاقاتها متعددة الأطراف.

ويقوم مجلس الشورى في هذا الإطار بحراك فاعل في أدائه للدبلوماسية البرلمانية المناطة به والتي يساند من خلالها الدبلوماسية الرسمية للدولة، سواءً من خلال استقباله المتواصل للوفود البرلمانية الزائرة والسفراء والدبلوماسيين وكبار المسؤولين الحكوميين الذين يزورون المملكة، حيث يصنع معهم حواراً جاداً وصريحاً من شأنه تعزيز العلاقة مع دولهم بما يحقق مصالح المملكة، أو من خلال زيارات المجلس الرسمية للدول والتي يقوم بها معالي رئيس المجلس أو كبار مسؤوليه أو أعضاؤه على مستوى لجان الصداقة البرلمانية، وكذلك الوفود البرلمانية المشاركة في مختلف المحافل والمنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية.

ومما يعزز دور مجلس الشورى في الدبلوماسية البرلمانية هو عضويته في جميع الاتحادات والمنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية، حيث انضم لعضوية الاتحاد البرلماني الدولي والذي يعد المظلة الأكبر التي تجمع جميع برلمانات العالم ويعقد في كل عام اجتماعين على مستوى رؤساء البرلمانات ومؤتمراً عالمياً كل خمسة أعوام لمناقشة الموضوعات الرئيسية التي تشغل بال العالم، بجانب عضويته في الاتحاد البرلماني الآسيوي، والمؤتمر البرلماني لدول منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد البرلماني العربي، إضافة إلى اشتراكه في عدد من التجمعات والمنتديات البرلمانية القارية، وعضويته في البرلمان العربي، بجانب عضويته في اجتماع رؤساء مجالس وبرلمانات دول مجموعة العشرين والتي استضاف المجلس أعمال نسخته الثالثة في الرياض، وواصل حضوره في كل دورات انعقاد الاجتماع وصولاً إلى حضوره في اجتماع رؤساء برلمانات مجموعة العشرين في روما أكتوبر الماضي.

ولا يتوقف دور مجلس الشورى الخارجي على عضويته في الاتحادات البرلمانية وإنما استطاع تسجيل حضور مكثف عبر فتح نوافذ حوارية مهمة مع مختلف الكيانات البرلمانية ومنها البرلمان الأوروبي سواءً من خلال زياراته التي يقوم بها أو من خلال دوره في الاجتماع الخليجي الدوري لرؤساء مجالس دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث كوّن هذا الاجتماع لجنة للتواصل وتعزيز الحوار البرلماني الخليجي الأوروبي على المستوى البرلماني.

ويقوم مجلس الشورى كذلك بدور أصيل ضمن نظامه على مستوى الدبلوماسية وتفعيلاً لدوره التشريعي والرقابي بدراسته ومصادقته على مختلف المعاهدات واتفاقيات التفاهم والتعاون الثنائي التي توقعها المملكة مع الدول الأخرى في جميع مجالات التعاون الثنائي.

وعلى صعيد أعمال مجلس الشورى في سنته الأولى من دورته الثامنة تحقيقاً لدوره في الدبلوماسية البرلمانية، قام المجلس بجهود مكثفة لضمان حضور المملكة الفاعل وإبراز دورها في مختلف المحافل البرلمانية التي عقدت في العام الماضي، تأكيداً لمكانة المملكة وثقلها، فيما أسهم باقتدار في جهود البحث البرلماني الدولي المكثف لإيجاد الحلول لمواجهة جائحة كورونا وتقديم الآراء والمقترحات للمجتمع الدولي لمواجهة هذه الأزمة، من خلال مشاركته في جميع المؤتمرات البرلمانية سواءً التي عقدت عبر الاتصال المرئي أو بشكل حضوري.

وضمن أنشطة المجلس على المستوى الخارجي العام الماضي فقد وصلت مشاركاته إلى (22) مشاركة في المحافل الدولية ما بين منتديات ومؤتمرات دولية واجتماعات حرص مجلس الشورى على مشاركة الهم العالمي في مواجهة جائحة كورونا وإيجاد الوسائل التي من شأنها تعزيز جهود العالم ومنظماته ودوله على تجاوز الأزمة.

وشارك المجلس في المحافل الدولية في أعمال اجتماعات البرلمان العربي دورياً عبر عضوية أعضاءه الدائمة في البرلمان، والمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الخامس لرؤساء البرلمانات بوفد يرأسه معالي رئيس المجلس، والمشاركة في الاجتماع الدوري الرابع عشر لرؤساء مجالس النواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون الخليجي بوفد يرأسه معالي رئيس المجلس، والمشاركة في ندوة التشريعات الطارئة للحد من تداعيات أزمة كورونا على المشروعات المتوسطة والصغيرة.

وشارك المجلس في اجتماع الأمناء العامين للاتحاد البرلماني الدولي تحت عنوان ” تكيّف البرلمانات في زمن الجائحة”، كذلك المشاركة في أعمال المؤتمر (31) للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية العربية (حوار الأديان والثقافات)، والمشاركة في جلسات اتحاد البرلمانات الدولي حول تمكين المرأة والذي نظمته وحدة الأمم المتحدة للنساء، والمشاركة في المؤتمر السابع لرؤساء البرلمانات لمجموعة (P20) والتي نظمها مجلس الشيوخ الإيطالي ورأس دورتها إيطاليا ورأس وفد المملكة خلاله معالي رئيس مجلس الشورى، والمشاركة في اجتماعات المنتدى اليورو – آسيوي الثالث للنساء والذي نظمه مجلس الشيوخ الروسي في سانت بطرس بيرغ وشهد مشاركة فاعلة من مجلس الشورى عبر وفد برئاسة معالي مساعد رئيس المجلس، والمشاركة في اجتماعات لجنة التنسيق البرلماني والعلاقات الخارجية لاجتماع رؤساء مجالس الشورى والوطني والنواب والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة معالي الأمين العام للمجلس وعضوية عدد من أعضاء المجلس.

ونظم مجلس الشورى استضافته لأعمال الاجتماع الخليجي الخامس عشر لأصحاب المعالي رؤساء مجالس الشورى والوطني والنواب والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، محققا بانتهاء أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة أرقاماً مميزة سواءً في الزيارات الخارجية لمسؤوليه، أو لجان الصداقة البرلمانية.

وحرص المجلس على بناء علاقات متميزة مع الدبلوماسيين من سفراء الدول المعتمدين ورؤساء البعثات الأجنبية لدى المملكة، بغرض تعزيز العلاقات مع برلمانات الدول الشقيقة والصديقة؛ ولتحقيق أكبر قدر من التنسيق والتعاون في المحافل البرلمانية الدولية، ولمناقشة مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

واستقبل المجلس على ما يزيد عن ( 33 ) سفيراً وشخصية من مختلف الدول، وقد كان لحضور معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مختلف المؤتمرات البرلمانية التي عقدت العام الماضي، تأثير كبير في دعم مواقف المملكة العربية السعودية في تلك المؤتمرات من القضايا السياسية في المنطقة والعالم، حيث أكّد في الاجتماع الخليجي الخامس عشر لرؤساء مجالس الشورى والوطني والنواب والأمة الذي استضافه المجلس على مواقف المملكة نحو إحلال الأمن والاستقرار والازدهار والتعايش والتنمية المستدامة، وإيجاد حلولٍ مجدية لقضايا البيئة والمناخ، حيث قدمت المملكة في هذا الاجتماع مقترحاً تم تبنيه خلال الاجتماع حول ما أعلن عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ ، في حماية الأرض والطبيعة؛ والمتمثلة في مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.

وجاءت رئاسة معالي رئيس مجلس الشورى لوفد المملكة في اجتماع رؤساء برلمانات مجموعة العشرين المعقود في العاصمة الإيطالية روما امتداداً لحرص المجلس على مواصلة دوره في التواصل والتنسيق البرلماني الدولي الفاعل الذي يجسد حرص واهتمام القيادة الرشيدة في تعزيز حضور المملكة الفاعل في مختلف المحافل الدولية بما يؤكد مكانتها الرائدة وثقلها في تقديم الحلول للمجتمع الدولي ودفع جهود النمو والنهوض فيه لتحقيق السلام والأمن والازدهار لكافة شعوب العالم. وإسهاما من المجلس على وحدة الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك والوقوف بجانب القضايا العربية الحقة تجسيداً لحرص القيادة الرشيدة في تحقيق تطلعات الأمة العربية، شارك مجلس الشورى باهتمام في جلسات البرلمان العربي الذي يعد أحد أهم الكيانات العربية التي تسعى لتعزيز العمل العربي والدفاع عن قضاياه وخلافاً لمشاركة أعضاء المجلس الأعضاء في البرلمان العربي الدائمة في كافة اجتماعات البرلمان، جاء حضور معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ لأعمال الجلسة العامة السادسة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي وإلقاءه كلمة في افتتاحها وتسلمه لوسام التميز العربي، دعمٌ آخر تقوم به المملكة لتعزيز الجهود العربية في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية.

وأكد معالي رئيس مجلس الشورى في جلسة البرلمان العربي على الخطوات العملية الملموسة التي تقوم بها المملكة لتعزيز التضامن العربي ووحدة مواقفه من أجل التصدي لكل ما يهدد ويستهدف أمن واستقرار المجتمعات العربية، مبيناً أمام البرلمان العربي

أن مواقف قيادة المملكة تجاه العالم العربي أعطت قوة دفع إيجابية لمنظومة العمل العربي المشترك، لتؤسس لمرحلة واعدة من التضامن والوحدة.

وعزز مجلس الشورى من حضور المرأة الفاعل في المحافل البرلمانية والدبلوماسية وتمثيلها في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات البرلمانية السنوية، وقد برز من ذلك رئاسة معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتورة حنان الأحمدي لوفد المجلس بعضوية عدد من عضواته في أعمال المنتدى اليورو آسيوي للنساء الذي عقد في سانت بطرس بيرغ الروسية، حيث شهدت هذه المشاركة تأكيد المجلس على ما باتت تحظى به المرأة السعودية في ظل رؤية 2030 من تمكين ودعم، إضافة إلى ذلك مشاركة عضو مجلس الشورى الدكتورة منى آل مشيط بورقة عمل عنوانها” تميكن المرأة السعودية في عهد الملك سلمان ودور عضوات مجلس الشورى في تحديث الأنظمة والتشريعات لتحقيق رؤية 2030″ في الملتقى العربي الإقليمي للبرلمانيات العربيات، كل ذلك يؤكد اهتمام المجلس بدور المرأة الفاعل .

وعقد عدد من عضوات مجلس الشورى اجتماعاً افتراضياً مع مجموعة من عضوات البرلمان الأفغاني وعدد من السيدات البارزات في المجتمع الأفغاني في إطار بحث وتعزيز العلاقات البرلمانية التي تجمع مجلس الشورى والبرلمان الأفغاني ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى الدور البرلماني المكثف الذي قام به مجلس الشورى خارجيا، قامت لجان الصداقة البرلمانية فيه بعقد اجتماعات متواصلة مع نظيراتها في مختلف الدول الشقيقة والصديقة، كما اجتمعت بعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لتعزيز العلاقات البرلمانية مع برلمانات دول هذه البعثات من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من التنسيق البرلماني المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى