الدكتور حسام درويش .. رئيس الاتحاد الافريقي الآسيوي AFASU : زيارة رئيسة تنزانيا لمصر تعزز مسيرة التعاون بين البلدين
أكد الدكتور حسام درويش رئيس الاتحاد الافريقي الاسيوي للسياحة والصناعات الحرفية والتقليدية والأبحاث والتجارة الالكترونية (افاسو) أن زيارة رئيسة التنزانية لمصر تكلل جهود القيادتين لدعم وتعزيز التعاون بين البلدين في ظل دعم مصر الكامل لتنمية القدرات، وزيادة التعاون الأفريقى الافريقي والدولي والافريقي الاسيوي في شتى المجالات.
وقد جاء توجيه رئيسة تنزانيا سامية حسن، الدعوة للرئيس السيسي لزيارة بلادها ليؤكد حرص تنزانيا على تعزيز العلاقات مع مصر من أجل تحقيق المصلحة المتبادلة للبلدين والشعبين حيث وجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعوتها لزيارة مصر ووصفتها بـ”البلد العظيم”، معربة عن تقديرها لكرم الضيافة وحرارة الاستقبال في مصر.
واوضح دكتور حسام درويش أن العلاقات بين مصر وتنزانيا علاقات قديمة للغاية وأبرزها الدور المصري في مساعدة حركة التحرر التي كانت موجودة في تنزانيا وزنجبار في فترة الستينيات من القرن الماضي وكانت كل القيادات التنزانية موجودة في مصر وكنا نستضيف كل حركات التحرر الأفريقية وتنزانيا دولة رئيسية لها مكانتها في الاتحاد الأفريقي، والعلاقات بين مصر وتنزانيا قوية للغاية منذ عشرات السنوات، منذ حركات التحرر الأفريقية التي دعمتها مصر في فترة الستينيات من القرن الماضي.
وأضاف الدكتور حسام درويش ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد دائما إن مصر تدعم أشقاءها في دول حوض النيل بالقدرات والخبرات الفنية المصرية لتحقيق التنمية في هذه الدول، مشيراً إلى حرصها كذلك على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، دون الإضرار بمصالح مصر المائية، ومراعاة شواغلها في هذا الشأن، خاصة أن موضوع مياه النيل يعد مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر.
وأشار دكتور حسام درويش إلى ان تنزانيا هي دولة في الجانب الشرقي من افريقيا تتمتع بوجود العديد من الموارد الطبيعية التي تساعد على خلق فرص للاستثمار، ومنها الزراعة والمعادن والثروة الحيوانية والموانئ التي تطل على المحيط، كما أنها تتمتع باستقرار سياسي واقتصادي، فهي تعتمد على القطاع الزراعي والاتصالات والتعدين، كما أنها رئيسة اتحاد دول شرق أفريقيا التي تتكون من تنزانيا وأوغندا وكينيا وبوروندي ورواندا، وقد وضعت تنزانيا عدة شروط ميسرة وتسهيلات عديدة أمام المستثمرين الراغبين في الاستثمار على أراضيها.
وقال أن من اهم الميزات النسبية لتنزانيا في مجال الزراعة علي سبيل المثال وفرة الأمطار على أقاليمها الشمالية الشرقية والساحلية بما يتراوح بين 200 إلى 500 ميلليمترا سنويا فى مواسم الأمطار الضعيفة – من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر سنويا – ما بين 300 إلى 600 ميلليمترا سنويا فى مواسم الأمطار الغزيرة ما بين شهري نوفمبر وإبريل سنويا وتصل معدلات هطول الأمطار فى تنزانيا لما بين 500 إلى 100 ميلليمترا سنويا فى مناطق عديدة من الرقعة الأرضية لتنزانيا البالغ مساحتها 883 ألف كيلومترا مربعا يسكنها قرابة أربعين مليون نسمة يشكلون سوقا واعدا.
وعلى صعيد استثمارات التعدين، تعد تنزانيا ثالث أكبر منتج في إفريقيا للذهب بعد جنوب إفريقيا وغانا، ويعد تعدين الذهب هو أسرع أنشطة التعدين نموا بما نسبته سنويا 3ر17\% وكذلك ارتفعت صادرات تنزانيا من منتجات المناجم والمحاجر من 14 مليون دولار سنويا في عام 1996 إلى 5ر995 مليون دولار بنهاية عام 2010.
وتسعى تنزانيا كذلك إلى اجتذاب الاستثمارات في مجال تعدين الحديد الصلب والفحم المقدر حجم إنتاجها بما يتراوح بين 60 إلى 100 مليون دولارأمريكى فضلا عن إمكانية استغلال الفحم كمصدر لتوليد الكهرباء بما لا يقل عن 400 ميجاوات.
وتمتلك تنزانيا احتياطي غازي قدره 45 مليار متر مكعب، ويعد قطاع التعدين وإنتاج الصلب من المجالات التي تتمتع فيها مصر بخبرة كبيرة نسبيا يمكن إفادة التنزانيين به على أسس شراكة اقتصادية.
كما يعد مجال الاستثمار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مقدمة المجالات التي تسعى تنزانيا لجذب الاستثمار الأجنبي إليها وهو قطاع سريع النموهناك مجالات أخرى تشجع المستثمرين في تنزانيا مثل الصناعات الكيماوية، والمستلزمات الطبية والأدوية، والأسمدة، والمواد الغذائية؛
وأضاف دكتور درويش ان وفدا رفيع المستوي من الاتحاد الافريقي الاسيوي (AFASU) زار تنزانيا منذ حوالي أسبوعين بدعوة من وزارة الخارجية التنزانية ووزارة الاستثمار التنزانية حيث قام الوفد بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة دودوما وتفقد مراحل البناء في العاصمة واجتمع هناك بوزير الاستثمار ووزير الاتصالات وجمعية رجال الاعمال والقطاع الخاص المسئولين في وزارة السياحة والصناعة والزراعة والصحة والتجارة والتعدين والتعليم والحياة البرية واجتمع الوفد مع مسئولي هيئة الاستثمار التنزانية واطلع على الفرص العديدة للاستثمار هناك ثم زار الوفد زنزبار واجتمع هناك برعاية رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية مع ممثلي كل الوزارات العاملة هناك واستمع وزار العديد من الأماكن الجاهزة للاستثمار في مجالات السياحة والزراعة والإنتاج الحيواني والصحة والتعليم والتدريب والتأهيل المهني والتقني .
ثم زار الوفد مدينة اروشا بالقرب من اهم منطقة سياحية وهي جبال كليمنجارو وذلك لتسليم جائزة (عاصمة السياحة الافريقية لكليمنجارو عن قطاع السياحة الجبلية) وذلك اثناء فعاليات افتتاح معرض السياحة الإقليمي لدول شرق أفريقيا (EARTE) في نسخته الأولى خلال الفترة من 9 إلى 16 أكتوبر المقبل تحت شعار: “تعزيز مرونة القطاع السياحي لتنمية اقتصادية اجتماعية شاملة”.
وبناء على دعوة معالي وزير الاستثمار التنزاني توجه الوفد الي رئاسة الوزراء بالعاصمة دار السلام لتوقيع بروتوكول تعاون مع وزير الاستثمار برعاية وحضور مكتب رئيس الوزراء ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية التنزانية ووزارة الاستثمار التنزانية ووكالات الانباء المحلية والإقليمية والدولية وجميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
وفي اليوم الأخيرللزيارة قام سعادة السفير المصري بتنزانيا سعادة سفير جمهورية مصر العربية بتنزانيا السفير محمد جابر ابو الوفا بدعوة الوفد بمنزله بدار السلام على عشاء فاخر وتناول الحديث إثر زيارة وفد افاسو لتنزانيا وتصنيف الوفد المصري للاتحاد افاسو كوفد رفيع المستوي ونصائح غالية من سعادة السفير النشط الغالي المحب لمصر وشكر سعادة السفير الوفد المصري على جهوده موضحا ان هذه هي الدبلوماسية الشعبية الحقيقية.
وقد كان لنجاح هذه الزيارة اثرا كبيرا إذ ان هذا هو المعني الهام لاستخدام الدبلوماسية الشعبية كأسلوب من أساليب التأثير في اتجاهات الرأي العام وفي صنع القرار في الدول المستهدفة، لا سيما في وقت الأزمات، وتكون مساندة للدبلوماسية الرسمية، وداعمة للمصالح العليا للدولة، ومن أبرز أدواتها المنظمات والاتحادات الشعبية والغير حكومية، التي تمتلك علاقات صداقة بجهات دولية عديدة وبمنظمات شقيقة لها.
ومن الجدير بالذكر أن استخدام السياسة الخارجية المصرية للدبلوماسية الشعبية (خاصة منظمة تضامن الشعوب الافريقية الاسيوية AAPSO المنبثق منها الاتحاد الافريقي الاسيوي AFASU)، خاصة مع الدول الإفريقية، كان مزدهرًا في الفترة من عام 1958 حتى عام 1961، مما كان له أعظم الأثر على مكانة مصر لدى الشعوب الإفريقية. ثم حدث انحسار ملحوظ لاستخدامها، إلى أن بدأت تتعافى وتستعيد مكانتها مرة أخرى بعد ثورة 30 يونيو، وتولِّي الرئيس السيسي الحكم، وأصبحت الدولة توظف كل أدوات الدبلوماسية الشعبية لدعمها في تحقيق أهداف سياستها الخارجية.