أسواق المملكة العربية السعودية توفر فرصاً مجزية لتجار التجزئة
جدة – سويفت نيوز:
وافقت المملكة العربية السعودية في عام 2017 على منح الشركات الأجنبية إمكانية تملّك المشاريع الاستثمارية بنسبة 100% في قطاع تجارة الجملة والتجزئة. وشهد قطاع التجزئة منذ ذلك الحين نمواً سنوياً مطرداً على مختلف الأصعدة، باستثناء فترة توقف وجيزة نتيجة لتداعيات أزمة كوفيد-19. واليوم، ومع استئناف الأنشطة التجارية بعد الأزمة الصحيّة وارتفاع مستويات التفاؤل بين المتسوقين، يستعد تجار التجزئة في المملكة للمرحلة التالية من النمو عبر تقديم عروض وخصومات قيّمة وجديدة لعملائهم.
وأشار مشتاق محمد جعفر رئيس علامة تونتي4 في المملكة العربية السعودية، علامة الأزياء الرائدة في الشرق الأوسط، إلى أن السوق يشهد حالياً ظهور موجة جديدة من التوجهات ومجالات الأزياء والقطاعات المتخصصة والمصممين. وأضاف جعفر: “تشهد المملكة حالياً مجموعة من التحولات الاجتماعية والاقتصادية الجذرية، والتي تؤثر بشكل مباشر على نظرة العملاء، سواء من المواطنين أو الوافدين، إلى الأزياء. وبالمقابل، يشهد تجار التجزئة بزوغ فجر جديد لقطاع الملابس والأزياء في المملكة”.
ما هي التحولات التي شهدها قطاع التجزئة في المملكة خلال الأعوام الماضية؟
ينبغي لجميع النقاشات المتعلقة بالتغيرات التي يشهدها قطاع التجزئة في المملكة أن تتضمن عنصراً أساسياً يتمثل في التحوّل الرقمي، إذ تشير إحصائيات شركة ماكنزي إلى الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت في المملكة بنسبة تبلغ 89%، مما يجعل المتسوقين أكثر فطنة ومعرفة وقدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت من أي وقت مضى. ونتيجة لزيادة وصولهم إلى المعلومات حول العالم، أصبح المتسوقون أكثر اطّلاعاً على عالم الأزياء والموضة. واستجاب تجار التجزئة بدورهم لهذه التحولات بحماسةٍ بالغة، حيث قاموا بتصميم الأزياء والملابس لمواكبة هذه الاحتياجات المتغيرة. ولم يعد شراء الملابس مرتبطاً بالعوامل الموسمية خلال الأعوام الأخيرة، حيث يتوجه المتسوقون اليوم إلى الأسواق على مدار العام. وتُبين هذه التحولات الحجم الكبير للفرص المتاحة حالياً أمام تجار التجزئة، لكن زيادة وعي العملاء تحتم علينا تقديم عروض عالية القيمة وتجارب تسوق رفيعة المستوى لاغتنام الفرص المتاحة.
هل أثّرت هذه التحولات على توجهات الموضة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل لكم أن توضحوا لنا طبيعة التأثير؟
نشهد الكثير من التحولات الجذرية في الوقت الراهن، والتي تتأثر بمجموعة واسعة من العوامل. ويسهم مشاهير التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية والعوامل الاجتماعية في بلورة قطاع الأزياء، وتلعب النساء دوراً متنامياً في تحديد توجهات القطاع. وينطبق ذلك بالتحديد على حالة المملكة العربية السعودية، حيث تساهم قواعد الملابس المريحة للنساء في رسم ملامح قطاع الأزياء. ونشهد في الوقت نفسه زيادة في معدلات الطلب على الملابس التقليدية، مثل الشيل والعبايات، أو نماذجها العصرية الأخرى. وشهدنا في علامة تونتي4 نمواً ملحوظاً في الطلب على الأزياء المحلية من قبل السياح الأجانب أيضاً. وبصرف النظر عن هوية المشترين، يسعى الجميع للحصول على منتجات تتميز بالقيمة والتنوع والجودة العالية، وهو التوجه الذي سيبقى سائداً في القطاع.
ما هي أبرز التغيرات التي شهدتموها في سلوكيات المستهلكين؟ وكيف تربطون هذه التغيرات بالمجموعات العمرية المختلفة ومرحلة التعافي من الأزمة الصحية؟
عاد العملاء إلى الأسواق بعد فترة استثنائية من توقف الأنشطة التجارية، لكن سلوكيات الشراء لديهم تغيرت، وأصبح تركيزهم اليوم منصباً على النوعية أكثر من الكمية. كما أدت فترة الإغلاق المطوّلة إلى ارتفاع مستويات الدخل المتاح للإنفاق، حيث تشير إحدى التقديرات إلى إمكانية تسجيل نمو سنوي في حجم الإنفاق العائلي الحقيقي خلال عام 2021 بنسبة 4.6%. وبناءً على ذلك، يتعين على تجار التجزئة أخذ التركيبة السكانية بعين الاعتبار، وتخصيص عروضهم التجارية لمواكبة احتياجاتها. فعلى سبيل المثال، تُعد السعودية الدولة الوحيدة في منطقة الخليج العربي التي يشكل المواطنون غالبية سكانها (72%) وليس الوافدون. لذا، من الطبيعي أن تشكل مواكبة احتياجات العملاء من المواطنين أولوية بالنسبة إلى تجار التجزئة في قطاع الأزياء. لكن تخصيص المنتجات ينبغي ألا يتوقف عند هذا الحد، وإنما ينبغي أخذ شريحة الشباب بعين الاعتبار، ومواكبة تفضيلاتهم وشغفهم، حيث يبلغ متوسط العمر في المملكة 31.8 عاماً. ومن هنا، نجد الكثير من العوامل التي تسهم في تحقيق نجاح استراتيجيات تجارة التجزئة.
ما هي خطتكم المتعلقة بمستقبل تجارة التجزئة في قطاع الأزياء بالمملكة باعتباركم من العلامات التجارية المتخصصة في قطاع التجزئة؟
يسعى المتسوقون بعد فترة الإغلاق للحصول على تجارب تمنحهم شعوراً بالتجدد. ويتعين علينا تزويدهم بهذه التجارب من خلال صالات العرض التفاعلية، وتنظيم حركة العملاء في مراكز التسوق، والموسيقى، والهدايا وغيرها. وينبغي أن تعكس وسائلنا الخاصة بالتواصل، مثل الرسائل والمحتوى والعلاقات العامة واللغة، القيم الرفيعة التي نتطلع لدعمها. كما علينا إرساء استراتيجية للعلامة تتمحور حول العملاء، وتقديم أسعار تنافسية، فضلاً عن السعي الحثيث لتطوير علاقات طويلة الأمد مع العملاء بدلاً من حالات الشراء لمرة واحدة. وبذلنا في علامة تونتي4 جهوداً كبيرة لدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث توظف المملكة استثمارات ضخمة في مشاريع المدن الذكية وتطوير البنية التحتيّة بهدف تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتلعب قطاعات السياحة والتسوق والخدمات دوراً محورياً في تحقيق هذه الرؤية. وساهمت النجاحات المبكرة التي حققتها المملكة في جعلها وجهة غنية بالفرص المجزية بالنسبة لتجار التجزئة.