مقالات وآراء

أحاديث حظرٍ معقّمة (154)

بقلم – عدنان صعيدي

انتهى الحج كفريضة وموسم والحمد لله، وأكبر المكاسب منه وفيه عفو الله سبحانه ومغفرته للحجاج ثم ما أنعم به عليهم من أمن وأمان، وتظل ذكريات الحج ملازمة للحجاج أنفسهم ولكل من ساهم بتقديم الخدمات لهم فهي رحلة العمر وهي الحدث الأكبر المتوج بالرحمة والمغفرة.

لقد بدأت الحديث عن الحج وذكرياته في الحديث ( 144 )، وأجد أنه من غير المناسب الاستمرار في الكتابة عن هذا الجانب فالفلك يدور وحركة الحياة سوف تأخذنا الى ما لا نعلم من أحداث ومناسبات وذكريات أخر.

وختام هذه الاحاديث عن ذكريات الحج سوف أستعرضه بسرعة أرجو ألا تكون ثقيلة على القارئ او مكررة وهي في الحقيقة قد لا تمثل لغيري أمراً مهماً، ومنها على سبيل المثال ان وظيفة مرشد الموسمية التي يشغلها الطلاب لثلاثة اشهر متتابعة كان راتبها خمسمئة ريال في الشهر، وكنا نساهم في تنظيم الحركة في الطواف والسعي بالإضافة إلى المهمة الرئيسة وهي إرشاد الحجاج التائهين حيث يتم إيصالهم إلى مطوفيهم أو أماكن سكناهم، وفي هذا الجانب أتذكر أن حجاج جنوب شرق أسيا هم اكثر الحجاج التائهين ثم العرب، ولم يصدف ابدأ أن قمنا بإرشاد حاج إيراني فقد كانوا زمن شاه إيران منظمين بشكل يلفت الانتباه، وإن قدم إلى مكاتبنا في الحرم أحد مشايخهم للسؤال عن شيء فإنه يتحدث معنا باللغة العربية الفصحى.

كان يلفت انتباهي كثيراً مناجاة الحجاج الأفارقة لربهم وهم أمام الكعبة بصوت مرتفع مع تحرك أيديهم حتى أشعروني أنهم يرون الله أمامهم فيعترفون له بكل ذنوبهم، وبكثير من التأثر تذكرت الصديق الأستاذ المطوف عبد الله علاء الدين ــ وكان حينها رئيساَ لمؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، ورئيسا للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ــ حيث أقنعته أن يقدم برنامجاً في إذاعة نداء الإسلام عام 1430 هـ بعنوان (هكذا كان الحج ) فقدم خمس عشرة حلقة ــ هي مدة الدورة البرامجية لموسم الحج ــ على أن يستمر في إعداد حلقات أخرى في الموسم القادم لكنه توفي يرحمه الله ولم نكمل مشروع التوثيق للحج اذاعياً.

الخلاصة : ( الحج عبادة ونسك وتقاليد متوارثة راسخة، كان الحاج ــ والمطوف يؤمنان بانه لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ، والمطوفون يؤمنون بالأمانة ووجوب تقديم أفضل الخدمات، والمناسك تعليم مباشر ومتقن بين المطوف ــ الملم بأصول العبادة ــ والحاج او بعض الحجاج، فبعضهم يعرف أصول المناسك وحسن جوار البيت، لم يكن الحاج رقماً في دفاتر المطوف كانت هناك علاقة ود غير طبيعية بين الطرفين ولكل دوره ) .
عمر جستنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى