قرية المفتاحة.. وجهة الباحثين عن الفنون والإبداع في عسير
أبها – واس:
تعدّ قرية المفتاحة التي يمتدّ عمرها لمئات السنين في مدينة أبها إحدى أجمل القرى السياحية بالمملكة، وأحد أهم المراكز الثقافية والإبداعية، التي يقصدها عشاق الفنون التراثية والتشكيلية والفوتوغرافية والحرف والصناعات اليدوية.
وقد تم تطوير قرية المفتاحة الحديثة على نفس طراز القرية القديمة، لتصبح ذات طابع تقليدي يحاكي تصميم القرية القديمة لإحيائها بالفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة، التي تجذب أهالي المنطقة وزوارها.
وتشهد المفتاحة إقبالاً كبيراً هذه الأيام، بالتزامن مع الحركة السياحية الكبيرة التي تشهدها منطقة عسير، منذ أن اختارتها الهيئة السعودية للسياحة من بين إحدى عشرة وجهة ضمن برنامج “صيف السعودية” ، الذي انطلق في الرابع والعشرين من يونيو الماضي، ويستمر حتى الثلاثين من سبتمبر المقبل، لتقديم أكثر من 500 تجربة سياحية بالشراكة مع 250 شريكاً من القطاع الخاص، وتعد عسير من أبرز الوجهات التي تحظى بإقبال كبير في صيف السعودية، لما تمتلكه من مقومات سياحية متنوعة تشمل السياحة الجبلية والبحرية والتراثية.
وعلى رأس الوجهات التراثية والثقافية في عسير، تأتي قرية المفتاحة لتعكس ثقافة منطقة عسير وفنونها، وذلك من خلال طريقة بنائها على الطراز المعماري العسيري، إضافة إلى اللمسات الفنية الحديثة، حيث تضم القرية عدداً من الأعمال التشكيلية لنخبة من فناني المنطقة التشكيلين، الذي جعلوا من جدارياتهم في أروقة القرية عناصر جذب تحكي لزائرها عمق الارتباط الثقافي والفني بمنطقة عسير وإنسانها.
وتضم المفتاحة قرية تشكيلية، تعد من أكبر القرى على مستوى الشرق الأوسط، التي تزخر بالفن التشكيلي والفنانين، وتقام فيها المعارض والمراسم، التي تمكن الفنانين من ممارسة أنشطتهم من خلالها، كما تضم القرية المقر الأثري، الذي يضم ثلاثة طوابق تحوي الكثير من القطع الأثرية العسيرية، إضافة إلى محلات الحرف مثل محلات الفضة والتحف والعسل.
كما تضم القرية مسرح المفتاحة، الذي يعد أكبر مسرح مغلق في الشرق الأوسط، الذي يتسع لأكثر من 3500 شخص، واستخدمت فيه أحدث التقنيات الصوتية والمرئية، فيما تم في الـ 4 من يونيو 2019 إعادة تسمية مسرح المفتاحة بمسرح طلال مداح، وذلك بتوجيه من وزير الثقافة السعودي بدر بن عبد الله بن فرحان، تخليداً لذكرى الفنان السعودي الراحل طلال مداح.
ومن معالم قرية المفتاحة أيضاً “سوق الثلاثاء”، الذي يعد من أقدم الأسواق الشعبية في منطقة عسير، وسمي بهذا الاسم نسبة ليوم انعقاده وهو يوم الثلاثاء من كل أسبوع، إذ يعرض في محلاته التجارية المنتجات المحلية والصناعات اليدوية، وتم تصميمه على شكل بيضاوي مقسم إلى ممرات للمشاة وبسطات مفتوحة.
ويشهد السوق حالياً إقبالاً كبيراً، حيث يحرص كافة زوار منطقة عسير على زيارة سوق الثلاثاء والسوق الشعبي والحرف اليدوية التي تعكس تراث وتاريخ منطقة عسير.
// انتهى //