بقلم – عدنان صعيدي
موضوع حديث الأمس سببه جزء من لقاء قصير مع الشاعر جواد الشيخ يستعرض فيه كلمات الأغنية الشهيرة ( غدار يا بحر ) التي كتب كلماتها، وغناها الفنان محروس الهاجري من ألحان الفنان عبد الرحمن الحمد، وقد نَشر ذلك اللقاء بشكل مفاجئ في مجموعة ثقافة على ( واتساب ) الكاتب الأستاذ صادق شعلان مع جزء من الأغنية وعلق بقوله : ( من الأغاني الجميلة والخالدة، واللي عرّفتنا بمحروس الهاجري )، فعلقت بقولي : ( ومع الأسف كانت السبب في اختفائه فنياً فلم يقبل المتلقي منه غيرها من الأغاني فربما اختصر الطريق وأختفى ).
كلمات أغنية (غدار يا بحر) جاءت على الجرح . . ليس جرح الغواص والنهام وكل من عمل في البحر من أهل الخليج وانما جرح كل أب قد يرد المهالك من أجل لقمة العيش، وفي ذلك الزمن الذي جسد فيه الشاعر جواد الشيخ معاناة البحارة وأهلهم لم يكن الغوص مهنة ترفيه لمشاهدة جمال مخلوقات الله في البحر، ولم يكن الغواصون يحملون على ظهورهم أنابيب الأكسجين، وكانت السفن بل المراكب شراعية تتقاذفها الأمواج وتمزق الرياح كل الأشرعة.
تلك المعاناة أنتجت لنا فناً ونغماً شجياً لا يعتمد على صوت جميل وقوي بل على ( اوه يا مال ) تخرج من صدر مكلوم من بين أضلع من ابتلع مياهاً مالحةً وهو يصعد الى سطح الماء بعد أن حظي بمحارة او عاد بخفي حُنين.
كل مستمع كان يرجو أن يستمر محروس الهاجري في الإنتاج الفني فصوته وظهوره من المنطقة الشرقية لفت الانتباه وقد أجاد في أداء مخارج الحروف فوصلت الأغنية الى القلوب التي عبر عن احساسها الشاعر جواد الشيخ.
