أحاديث حظرٍ معقّمة (138)
بقلم – عدنان صعيدي
في السيرة الذاتية للسيدة نثار يحيى زكريا ــ يرحمها الله ــ وما كتبه بعض أبنائها وأحفادها في كتاب (ن . ي . . نثار يحيى زكريا ) أنها من أهل المدينة المنورة ووالدها هو يحي بك زكريا مدير عام البرق والبريد والهاتف في المدينة المنورة والأعمال البريدية في مكة المكرمة، وزوجها هو المؤرخ والأديب السيد أمين عبد الله مدني ــ يرحمه الله ــ أول رئيس تحرير لصحيفة المدينة . . أحسب أن هذا الوضع الاجتماعي والثقافي أوجب عليها الكتابة في شأن المرأة التي كانت تعاني من قلة التعليم وسيطرة العادات والتقاليد خاصة وأن أسرتها وزوجها لم يعارضا ذلك، ولم تكن تعاني من سيطرة العادات والتقاليد التي تحد من اثبات حضور المرأة بثقافتها في المجتمع كما عانت بعض النساء اللاتي لم تتوفر لهن ذات الظروف الاجتماعية والثقافية، ورغم ذلك لم تكتب السيدة نثار باسمها الصريح وإنما بتوقيع ( ن . ي )، ربما هناك أسباب لا نعرفها أوجبت ذلك وربما أنه نوع من الخشية أن تحمل أسرتها تبعات اجتماعية تنتج عن تلك المنازلات الكتابية بينها وبين كتاب كبار للدفاع عن المرأة.
أعتقد أن المختصين في علم الاجتماع والباحثين والدارسين اذا ما أرادوا اظهار دراسة لأحوال المرأة وتغيرها في المملكة سوف يلحظون التباين في أوضاع وظروف النساء اللاتي شاركن في تغير أحوال المرأة في المملكة، وسيجدون تبايناً في المشاركة الفاعلة وتبايناً في مواقف الأسر وتبايناً في التبعات . . تلك التبعات التي تضررت منها المرأة ذاتها ليس فقط من المجتمع بل حتى من أسرهن لأنهن يعتبرن متمردات وقد شهدن في فترة الصحوة تنديدا وتشهيراً واحياناً تهديداً، وكذلك التبعات لحقت بالأسر بل وبمسؤولين في الدولة سمحوا بذلك التمرد وساهموا فيه . . يتبع .