أحاديث حظرٍ معقّمة (137)
بقلم – عدنان صعيدي
ما دفعني لكتابة موضوع حديث الأمس هو كتاب ( ن . ي . . نثار يحيى زكريا ) الصادر حديثاً عن دار المفردات للنشر والذي قام بإعداده الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي حيث تفضل معالي الأستاذ اياد أمين مدني بإهدائي نسخة منه .
نثار يحيى زكريا ــ لمن لم يطلع على الكتاب ــ سيدة متعلمة مثقفة شاركت خلال الثمانينيات الهجرية ( الستينيات الميلادية ) بالكتابة في جريدة المدينة بتوقيع ( ن . ي ) بهدف توعية المرأة والمشاركة في تخليصها من العادات والتقاليد التي تعوق مشاركتها الفاعلة في الحياة الثقافية والعملية.
لم تكن مشاركة السيدة نثار بكتابة مقال أسبوعي أو يومي في جريدة المدينة تنافح فيه عن بنات جنسها وإنما كانت مسؤولة عن صفحة المرأة ومحررة لباب ( اسألوني ) المختص بتلقي رسائل القراء من الجنسين الذين يعانون من بعض المشاكل الاجتماعية لتقوم المحررة بتقديم الحلول لتلك المشاكل، بالإضافة إلى كتابة القصة، وكل مضامين تلك الكتابات تهدف إلى توعية المرأة ودفع المجتمع للتخلص من العادات والتقاليد التي تعوق المرأة دون تحقيق طموحاتها التعليمية والعلمية والعملية .
الأستاذ محمد القشعمي ببحثه والتمهيد الذي كتبه، والاستهلال الذي قدم به الدكتور عبد العزيز السبيل الكتاب لا يتركان مجالاً للحديث عن محتوى وأسلوب كتابتها فقد أوفيا بذلك، كما أن السيرة الذاتية وشهادات الأبناء والأحفاد التي أدرجت في نهاية الكتاب أيضا لا تترك لي مجالاً للحديث عن السيدة نثار، ولذلك انصرفت إلى الإشارة للبحث والدراسة الاجتماعية التي يجب أن تعنى بذلك، غير أن الكتاب ومحتواه يعطيني مجالاً للحديث في شأن تغير أحوال المرأة وليس الدفاع عن حقوقها فهي أحق بالحديث عن نفسها، ولست في موقع يؤهلني لذلك في ظل كل ما سبق من دفاع عنها من قبل من سبقونا من الكبار مكانة وادباً وعلماً . . يتبع .