دولة عربية تحصل على 100 مليون دولار لمواجهة كورونا
وكالات-سويفت نيوز:
وقع السودان، اليوم الثلاثاء. اتفاق مع البنك الدولي حصل بموجبها على 100 مليون دولار منحة لدعم جهوده في مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد19”
وقال وزير الصحة السوداني عمر النجيب إن توقيع الاتفاق يمثل نقطة تحول ضخمة جداً في معركة السودان للتصدي لجائحة كورونا
وأضاف أن توقيع الاتفاق يتيح تنفيذ أكبر حملة تطعيم في تاريخ السودان تستهدف 20 مليون شخص بجانب تقوية النظام الصحي بالبلاد لمجابهة الأوبئة والمخاطر الأخرى
وأوضح أن الـ100 مليون دولار تُعد أول منحة للسودان بعد رفع اسمه من قائمة العقوبات من منظمة التنمية التابعة للبنك الدولي
ومن ناحية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة عودة علاقتها مع السودان إلى الوضع الطبيعي، كما أفادت قناة “لعربية”، وجاء هذا القرار علي خلفية تقدير الجانب الأمريكي لإنجازات الحكومة السودانية
وقامت الخارجية السودانية بالترحيب بخطوة الولايات المتحدة لإعاده العلاقات مع السودان للوضع الطبيعي
وأكد السودان علي أن خطوة واشنطن تدعم جهود الأنتقال الديمقراطي للسلطة
كيف تدهورت العلاقات؟
كانت العلاقات السياسية قد تدهورت بين واشنطن والخرطوم خلال الثلاثة عقود الماضية التي حكم فيها نظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير السودان، وهو التدهور الذي أسفر عن حصار اقتصادي وسياسي عانى منه الشعب السوداني الأمرين
وصعد البشير لسدة الحكم عبر إنقلاب عسكري في 30 يونيو 1989 ليطيح بالحكومة المدنية برئاسة الصادق المهدي، ويعلن عن ما أسماه بحكومة الإنقاذ بالتحالف مع التيار الإسلامي الراديكالي بقيادة حسن الترابي
وبعد قيام الثورة السودانية، والإطاحة بنظام عمر البشير، تغير الموقف الأمريكي من السودان بشكل كبير، بدءًا من رفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب، مرورًا عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وصولًا للحظة تقديم المساعدات الراهنة التي تختلف حولها الآراء
فيما يرى النظام السوداني الحالي ما تحقق خطوة كبيرة للأمام، وقد عبر عن ذلك جبريل إبراهيم وزير المالية قائلًا: “قضينا على دين البنك الدولي ثم ننتقل في أبريل للحصول على إعفاء دين بنك التنمية الأفريقي على السودان ومن ثمَّ ننتقل لإعفاء دين صندوق النقد الدولي”
على الجانب الآخر، يرى معتصم أقرع الخبير الاقتصادي بالأمم المتحدة أن بيان الحكومة لم يكن دقيقًا بقوله إن السودان يُسدِّد متأخرات البنك الدولي، فالصحيح أن السودان قد حصل على قرض جديد سدد به متأخرات قديمة ليظل الدين القومي على ما كان عليه
ويضيف أقرع: “أمريكا تكتب شيكًا تسلمه للسودان، فيقوم السودان بتسليم الشيك للبنك الدولي. ثم يصدر البنك قرضًا جديدًا بنفس المبلغ. يستلم السودان الشيك من البنك ويسدد به القرض الأمريكي المعبري. وهكذا تستعيد أمريكا قرضها في نفس اليوم ويكون السودان فنيًا دفع المتأخرات، فتظل مديونيته على ما كانت عليه
أما الكاتب السوداني محمد الأمين فله قراءة سياسية للتحرك الأمريكي الحالي يقدمها لرصيف 22 قائلًا: “عملت الوجوه المدنية بقيادة حمدوك على مغازلة السلطة الأمريكية عن طريق قبول إملاءات إدارة الرئيس السابق ترامب السياسية والاقتصادية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني من ناحية، ودفع ما يزيد عن 300 مليون دولار تعويضات لضحايا تفجيرات نيروبي ودار السلام من ناحية أخرى
وجاءت الاستفادة السياسية والاقتصادية لتلك الصفقات برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب زائدًا بعض الفتات الاقتصادي، المتمثل في قرض مليارَي دولار من صندوق النقد بتسهيلات في الدفع