رياضة

بطولة الأزمات.. يورو 2020 تضرب في 6 اتجاهات بعيدا عن الكرة

وكالات – سويفت نيوز:

تقام في الوقت الحالي النسخة الـ16 من بطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2020″، التي بدأت في 11 يونيو/حزيران، وتستمر حتى 11 يوليو/تموز.

وكان مقررا أن تقام البطولة في صيف العام الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب تداعيات جائحة كورونا، على أن تحمل نفس الاسم “يورو2020، وتقام في 11 دولة أوروبية مختلفة، وذلك باعتبارها نسخة مميزة تتزامن مع الذكرى الـ60 لتأسيس البطولة.

وبعد نهاية دور المجموعات فب بطولة اليورو 2020، شهدت النسخة الحالية، العديد من الأحداث والأزمات المثيرة، قد تجعلها الأكثر جدلا على الإطلاق.

جدل سياسي

شهدت بطولة يورو 2020 حلقة جديدة من صراع روسيا وأوكرانيا على شبه جزيرة القرم المتنازع عليها بين البلدين.

وتعد شبه جزيرة القرم، الواقعة شمال البحر الأسود، مسرحا للخلافات السياسية منذ القرن الـ19، وفي عام 2014 نشب نزاع بين روسيا وأوكرانيا على تبعيتها.

وقبل 7 سنوات قام الجيش الروسي ببسط سيطرته على القرم، وأجرت روسيا استفتاء لتضم شبه الجزيرة إلى سيادتها، وهو ما تسبب في أزمة سياسية لم تُحل حتى الآن، حيث أن أوكرانيا، الدولة السوفيتية السابقة، اعتبرت هذا التصرف تعديا سافرا على وحدة أراضيها.

وقبيل انطلاق البطولة كشف منتخب أوكرانيا عن القميص الذي يشارك به في نهائيات بطولة يورو 2020، ويتوسطه رسما لخريطة البلد الواقع شرق أوروبا، وتظهر فيه شبه جزيرة القرم ضمن الأراضي الأوكرانية، كما حمل شعار “المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال”.

ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، علقت على تضمين شبه جزيرة القرم بخريطة أوكرانيا على قميص المنتخب، حيث اعتبرت هذه الخطوة “حملة يائسة”.

وقالت زاخاروفا في تصريحات نقلها موقع “ريا نوفوستي سبورت” الروسي: “المنتخب الأوكراني لكرة القدم جمع بين حدود أوكرانيا والقرم الروسية، في تصرف يائس ومخادع، الشعار الذي تم وضعه على قميص المنتخب الأوكراني هو شعار سيء السمعة اقترن بجيش ستيبان بانديرا (زعيم قومي أوكراني)، ويرتبط بالجرائم التي ارتكبها هذا الجيش في الحرب العالمية الثانية”.

جدير بالذكر أن الصراع الروسي الأوكراني على شبه جزيرة القرم ألقى بظلاله في السنوات الماضية على البطولات الأوروبية للأندية، حيث يتم توجيه قرعة دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لكي تتجنب أندية البلدين مواجهة بعضها البعض.

وأعلن أندري بافيلكو، رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم، التوصل إلى تسوية مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بخصوص إجراء تعديلات على القميص، حيث أصبح شعار “المجد للأبطال” جزءا من شعار جديد يضاف إلى الجزء الداخلي من القميص، وسيتم إزالته من موضعه الأصلي على الياقة.

جدل مجتمعي

أثارت قضية دعم المثليين حالة من الجدل على هامش مباريات البطولة، وذلك بعد حرص منتخب ألمانيا على إظهار تعاطفه معهم.

في البداية قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فتح تحقيق مع نظيره الألماني، بسبب ارتداء مانويل نوير قائد منتخب “الماكينات” شارة قيادة بألوان قوس قزح العلامة المميزة للمثليين، في مباراتي فرنسا والبرتغال بدور المجموعات، حيث اعتبر الأمر علامة سياسية محظورة وفقا لقواعده .

وأشار الاتحاد الألماني لكرة القدم إلى أنه يشارك في حملات مختلفة، وارتداء مانويل نوير تلك الشارة كان يرمز إلى الالتزام الواضح للفريق بأكمله لصالح التنوع والانفتاح والتسامح وضد الكراهية.

أغلق اليويفا ملف التحقيق مع الاتحاد الألماني بشأن شارة القيادة، وبعدها بأيام قليلة ظهرت قضية أخرى، حين تم الكشف عن خطط ألمانية لتزيين ملعب “أليانز أرينا” بنفس الألوان، في المباراة الختامية بدور المجموعات أمام المجر.

وأعلن اليويفا رفضه لتلك الخطط، التي كان الهدف الأول منها الاحتجاج على قانون أقرته المجر مؤخرا، ويمنع مشاركة أي محتوى يتطرق إلى المثلية الجنسية أو تغيير الجنس مع القاصرين.

وقال الاتحاد القاري في بيان رسمي: “اليويفا منظمة محايدة سياسيا ودينيا، وبالنظر إلى السياق السياسي لهذا الطلب الذي يعتبر بمثابة رسالة تهدف إلى قرار اتخذه البرلمان الوطني المجري، يعلن الاتحاد الأوروبي رفضه لهذا الأمر”.

وأعرب اليويفا عن “تفهمه بأن الهدف هو بعث رسالة للترويج إلى التنوع”، وتقبله للفكرة مقترحا تواريخ أخرى لإضاءة الملعب بألوان قوس قزح: في 28 يونيو/حزيران، وهو يوم مسيرة المثليين، أو ما بين 3 و9 يوليو/تموز المقبل، ويوافق ذكرى حدث هام يخص المثليين.

جدير بالذكر أن تلك القضية قد تتسبب في أزمة دبلوماسية بين المجر وألمانيا، خاصة بعدما أعلن فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، إلغاء زيارته المخطط لها إلى مدينة ميونخ، لحضور مباراة منتخب بلاده ضد نظيره الألماني، الأربعاء، في ختام دور المجموعات لبطولة يورو 2020.

جدل اقتصادي

أحدث كريستيانو رونالدو، قائد منتخب البرتغال، جدلا واسعا في مؤتمر صحفي قبل مواجهة المجر بالجولة الافتتاحية، حين قام بإزاحة زجاجتين لمشروب “كوكاكولا” من أمامه، ليبعدهما عن واجهة الكاميرات، قبل أن يرفع زجاجة أخرى ويشير لتفضيله شرب المياه على المشروبات الغازية.

وبحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن تصرف رونالدو المفاجئ تسبب في أضرار بالغة لراعي اليويفا وبطولة يورو 2020، حيث أدى لتأثير سلبي هائل على العلامة التجارية للشركة العالمية الشهيرة، التي تعاني من الخسائر منذ فترة بالفعل بسبب تداعيات جائحة كورونا.

وأشارت الصحيفة إلى خسارة الشركة نحو مليار دولار في البورصة، حيث كانت قيمة سهمها يبلغ قبل المؤتمر الصحفي تبلغ 56.10 دولار.

وأضافت “ماركا” أنه بعد حوالي نصف ساعة من بداية المؤتمر الذي شهد تصرف رونالدو، انخفض سهم الشركة بنسبة 1.6% في سوق الأسهم، لتتراجع قيمة “كوكاكولا” من 242 مليار دولار إلى 238، وتصل الخسائر إلى 4 مليارات دولار.

وبعد قيام عدد من اللاعبين بتقليد تصرف رونالدو، قال مارتن كالين، مدير مسابقة يورو 2020، إن اليويفا لفت النظر للمنتخبات المشاركة بأن الشراكات وعقود الرعاية جزء لا يتجزأ من تنظيم البطولة، ولضمان تطوير كرة القدم في جميع أنحاء أوروبا، ملوحا بإمكانية فرض غرامات على اللاعبين إذا تكرر الأمر.

أزمة كورونا

تتصف يورو 2020 بأنها “نسخة كورونا” من بطولة كأس الأمم الأوروبية، وتقام في ظروف استثنائية في ظل تفشي الجائحة، لكن من الأمور الجدلية، زيادة عدد الجماهير في بعض الملاعب، في مشهد كان الأول من نوعه منذ أكثر من 15 شهرا.

وشهدت بعض ملاعب البطولة حضورا جماهيريا بلغ نحو 60 مشجع، دون مراعاة للإجراءات الاحترازية، ما دفع منظمة الصحة العالمية، للإعراب عن قلقها من تخفيف قيود فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” خلال مباريات البطولة.

المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها قدر عدد الحضور الجماهيري في مباريات البطولة بنحو نصف مليون مشجع، مضيفا: “في حالة تنظيم أحداث تتضمن تجمعات كبيرة مثل بطولة أوروبا دون إجراءات كافية لاحتواء العدوى فإن مخاطر انتشار العدوى بكوفيد-19 على المستويين المحلي والأوروبي عامة بما في ذلك السلالات الجديدة سترتفع”.

جدل صحي

كذلك شهدت بطولة يورو 2020 واقعة مفجعة بسقوط كريستيان إريكسن نجم منتخب الدنمارك في الجولة الأولى ضد فنلندا بسبب مشكلة في القلب، وتدخل الجهاز الطبي لإنقاذه عن طريق إنعاش قلبه، قبل إخراجه على نقالة خارج الملعب لاستكمال العلاج في المستشفى.

أمضى إريكسن 6 أيام في المستشفى، قبل خضوعه لفحوصات طبية عديدة، أدت لإجراء جراحة عاجلة وزراعة جهاز إزالة رجفان القلب التلقائي (ICD)، الذي يسمح بإعطاء صدمة مباشرة في حالة حدوث خلل في القلب.

واقعة سقوط إريكسن واقترابه من الموت فتحت الباب للحديث عن الجهد الزائد الذي يتعرض له اللاعبون وتلاحم المباريات دون وجود فترة كافية للراحة.

مشاكل تنظيمية

بسبب الأوضاع التي تقام فيها البطولة، عانت “يورو 2020” من مشاكل تنظيمية واضحة، على رأسها ملف الحضور الجماهيري، إذ فرضت بعض الدول قيودا على استقبال المشجعين.

إقامة البطولة بمشاركة 24 منتخبا، يلعبون في 11 دولة بمختلف أنحاء القارة العجوز، تسبب في تقييد حركة الجمهور بين الدول بسبب اختلاف القواعد والإجراءات المتبعة للحد من تفشي فيروس كورونا من بلد لآخر، وحرمان المسافرين من بعض الدول لدخول دول أخرى.

على سبيل المثال صُدم عدد من مشجعي كرواتيا بعد رفض دخولهم بطائرة خاصة إلى اسكتلندا لمشاهدة مباراة بلادهم مع التشيك من الملعب، واضطروا لتغيير مسار رحلتهم إلى الأراضي التشيكية لمشاهدة اللقاء على التلفاز مع جمهور الخصم.

وذكرت تقارير صحفية أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كان يدرس سحب استضافة مرحلتي نصف نهائي ونهائي بطولة يورو 2020 من ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية، لندن، بسبب القيود المشددة المفروضة في بريطانيا، نتيجة لتفشي فيروس كورونا.

الوضع الوبائي في بريطانيا أثر سلبا على قدرة ويمبلي على استضافة العدد المطلوب في المباريات المذكورة، كما تصر الحكومة البريطانية على عدم استثناء 2500 من كبار الشخصيات من الحجر الصحي لحضور المباراة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى