أحاديث حظرٍ معقّمة (126)
بقلم – عدنان صعيدي
( لما تعديته ما قللي جَبَا . . لما تعداني ما قللي سلام ) هو زُومَال يردده لاعبو المُزمَار في بعض مدن الحجاز، وهو تَمحّكٌ كما يصف أستاذنا عبد الله رواس جدالي معه في ما لا يتفق مع هواه او قناعاته، ولن يكون الحديث هنا عن الأستاذ الرواس ولا عن التَمَحُك ولا المزمار وانما عن كلمة ( جَبَا ) فقد بعث إلي عبر ( واتساب ) صديق عزيز من القصيم بقصاصة قديمة لإحدى صحف الحجاز منشور بها اعلان من أمانة العاصمة المقدسة مفاده أن (الجبا) ممنوع في خطوط البلدة، والمطاعم، والمقاهي منعاً باتاً، وسألني صديقي ما هو (الجبا) ؟، وقد أوضحت له الأمر من حيث الفعل وليس المعنى اللغوي أو أصل الكلمة ــ وهو علم لا أجيده ــ فقلت : الجبا هو أن تكون بمطعم تأكل فيه او مقهى تتناول فيه ما لدى المقهى من مشروبات ثم يدلف أحد أصدقائك او معارفك لذات المطعم او المقهى لذات الغرض، ولأنك سبقته وانتهيت من حاجتك وأردت دفع القيمة لتغادر فإن شهامتك او محبتك لذلك الصديق تدفعك أن تدفع عنه قيمة ما تناوله هو فيكون ذلك في العرف الاجتماعي عملاً جميلا يسمى ( جبا ).
أما سبب منع الأمانة (الجبا) فيعود إلى زعل وربما مشادة كبيرة بين صاحب المطعم او المقهى ومن دُفع عنه الحساب، لأنه من أصول المحبة ألا يخبر من دفع لحظة الدفع صديقه حتى لا يمنعه، وعندما يأتي لدفع حساب ما اكله او شربه فان صاحب المطعم يفاجئه بقوله : ( فلان جبّا عليك وحاسب عنك ) فيغضب الرجل من صاحب المطعم لأنه قَبِل ذلك ولأنه لم يخبره في حينه وقد تصل الأمور إلى شجار وتماسك بالأيدي أو أن يدفع الرجل قيمة ما تناول بطريقة غاضبة تاركا لصاحب المحل أن يرد القيمة لمن دفعها وهو أمر صعب جداً قد يواجهه صاحب المطعم وقد يُوبّخ من الرجل الذي دفع اولاً، وحتى لا يحدث مثل هذا الأمر فإن أمانة العاصمة المسؤولة عن المطاعم والمقاهي تمنع ( الجبا )، وهذا يحدث أيضا في ( خطوط البلدة ) أي حافلات النقل الصغيرة داخل المدن . . يتبع
جدة / الاربعاء 9 يونيو2021 م ــ 28 شوال 1442هـ .ِ