السعودية تغزو المستقبل.. وقفزة كبيرة في براءات الاختراع عربياً وعالمياً
الرياض-سويفت نيوز:
جاء الابتكار كأحد العناصر الرئيسية التي تحرص عليها خطة التحول الوطني لاقتصاد المملكة العربية السعودية وفقا رؤية 2020.
وتبنت المملكة الرؤية كأحد أكبر برامج التحول الوطني عالميا، والتي أطلقها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان؛ خلال عام 2015، لتكون منهجا وخارطة طريق للعمل الاقتصادي والتنموي، مع التركيز على تشجيع الابتكار كنموذج ناجح ورائد عالمياً.
ونجحت السعودية ضمن برنامج التحول الوطني في إطلاق برنامج الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، ودعمت مبادرات الرؤية جهود البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية؛ لمساعدة الجامعات في وضع استراتيجية وهوية بحثية خاصة تعمل على رفع جودة النشر العلمي وتعظيم أثره، الأمر الذي رفع عدد البحوث المحكَمة المنشورة الصادرة من الجامعات الحكومية إلى 33.6 ألف بحثا بنهاية 2020 بينما كان المستهدف 18 ألف بحثا، وزيادة براءات الاختراع المسجلة التي منحت لمنسوبي الجامعات الحكومية على المستويين المحلي والدولي.
براءات الاختراع.. قفزة كبيرة بالطلبات منذ إطلاق الرؤية
ووفق البيانات الرسمية، حققت السعودية قفزة كبيرة في مجال تسجيل براءات الاختراع منذ إطلاق رؤية 2030؛ إذ سجلت لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي 664 براءة اختراع في عام 2017، مقابل 517 براءة اختراع في عام 2016، و409 براءات اختراع في 2015 العام الذي سبق إطلاق الرؤية.
وفي 2018، حققت السعودية المركز الأول عربيا والمركز الـ 22 عالميا في عدد براءات الاختراع بواقع 787 براءة اختراع.
وفي 2019 زادت طلبات براءات الاختراع بالمملكة 7.5% إلى 3651 طلبا بواقع 33% من داخل الدولة و67% كطلبات أجنبية، وبلغ إجمالي البراءات الممنوحة 480 براء اختراع بواقع 423 براءة اختراع للمؤسسات و57 براءة اختراع للأفراد.
وأظهر التقرير السنوي الصادر عن الهيئة السعودية للملكية الفكرية، إيداع 3567 طلبا لبراءات اختراع خلال عام 2020، تم رفض 709 طلبات وسحب 4 طلبات أخرى، فضلا عن منح 705 براءات اختراع.
وارتفع عدد الطلبات المودعة في عام 2019؛ نتيجة زيادة أعداد الطلبات المقدمة من مقدمي الطلبات الأجانب؛ بسبب انضمام السعودية لمعاهدة التعاون بشأن البراءات (PCT)، علما بأن طلبات براءات الاختراع المودعة في 2018 بلغت 3399 طلبا، مقابل 3191 طلبا في 2017، و3226 طلبا في 2016، و2406 طلبات في 2015 قبل إطلاق رؤية 2030.
وعلى مستوى براءات الاختراع الممنوحة داخل السعودية آخر 6 سنوات، بلغت 705 براءات اختراع في 2020، مقابل 480 براءة اختراع في 2019، و569 براءة اختراع في 2018، و501 براءة اختراع في 2017، مقابل 595 براءة اختراع في 2016، و763 براءة اختراع في 2015، بحسب التقرير السنوي للهيئة السعودية للملكية الفكرية.
مسيرة تطور تفوق 40 عاما
زاد الاهتمام في المملكة بالابتكار عندما بدأت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في متابعة ما يتعلق ببراءات الاختراع بعد إشعارها عام 1982 بالأمر الملكي القاضي بالموافقة على انضمام المملكة إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) على اعتبار أن موضوع الملكية الفكرية يتعلق أساسا بتسجيل براءات الاختراع وتنظيم أمور نقل التقنية، وأن المدينة تختص بهذه المهمة لكونها الجهة المؤهلة علميا وعمليا لذلك.
وبدأ أول نظام براءات اختراع في المملكة بموجب مرسوم ملكي بتاريخ 1989، ونص على أنه يهدف إلى توفير الحماية الكاملة للاختراعات داخل المملكة، وقد انتهى العمل به في 2004.
بينما صدر نظام براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية للدارسات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية بموجب مرسوم ملكي في عام 2004.
واعتمدت مبادرة تأسيس الهيئة السعودية للملكية الفكرية الموكلة لوزارة التجارة والاستثمار حينها بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 362 في يونيو عام 2016، القاضي بالموافقة على برنامج التحول الوطني المنبثق من رؤية 2030.
وأنشأت الهيئة السعودية للملكية الفكرية بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 410 بتاريخ 2017 القاضي بالموافقة على الترتيبات التنظيمية للهيئة السعودية للملكية الفكرية.
وصدر تنظيم الهيئة السعودية للملكية الفكرية بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 496 في مايو 2018، ومن هنا بدأت الهيئة في تأسيس أعمالها.
وفي 2018، جرى إلحاق المكتب بالهيئة السعودية للملكية الفكرية بعد أن كانت حقوق الملكية الفكرية في المملكة موزعة بين أكثر من جهة، وهي وزارة التجارة والاستثمار (العلامات التجارية)، ووزارة الثقافة والإعلام (حقوق المؤلف والحقوق المجاورة)، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (براءات الاختراع).
مؤشر الابتكار العالمي
كشف المركز الوطني للتنافسية السعودي، عن تحقيق المملكة تقدماً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2020، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
وجاءت المملكة في المرتبة الـ 66 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي للعام الحالي، لتتقدم مرتبتين عن عام 2019 التي حلت فيه بالمرتبة الـ68 عالمياً.
وشهد ترتيب السعودية تحسناً في 3 محاور رئيسية؛ شملت تطور الأسواق لتحرز المرتبة الـ44 مقارنة مع المرتبة الـ 47 في عام 2019.
وأحرزت السعودية تقدماً في مؤشر مخرجات الإبداع لتحل بالمرتبة الـ69 عالمياً، مقارنة مع المرتبة الـ86 في العام الماضي، بالإضافة إلى تقدمها للمرتبة الـ102 في مؤشر المؤسسات مقارنة مع المرتبة الـ 104 عالمياً في العام الماضي.
دعم براءات الاختراع خلال 2021
في 3 مارس/ آذار 2021، أطلقت الهيئة السعودية للملكية الفكرية، برنامج المسار السريع لفحص طلبات براءات الاختراع FTE؛ الذي تهدف من خلاله إلى تسريع الفحص لعدد من مجالات التقنية والمنتجات المستهدفة من خلال مسار فحص أسرع من مسار الفحص العادي وفق ضوابط وشروط محددة منشورة بموقع الهيئة.
وفي شهر فبراير/ شباط 2021، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية عن إطلاق جائزة الابتكار الرقمي لكل المخترعين والباحثين من كافة أنحاء المملكة؛ لتحويل اختراعاتهم وابتكاراتهم إلى مشاريع رقيمة ريادية واعدة، وتضم مساراتها الأبحاث الرقمية وبراءات الاختراع الرقمية.
وأطلقت الهيئة السعودية للملكية الفكرية، في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، مبادرة مسؤول احترام الملكية الفكرية؛ التي تسعى من خلالها إلى رفع الامتثال بالأنظمة والقوانين الخاصة بالملكية الفكرية في القطاع الحكومي، وتم تشكيل لجنة وطنية لإنفاذ حقوق الملكية الفكرية واحترامها برئاسة الهيئة.
إنشاء مسار التميز
أولت المملكة اهتماما بالغا بتمكين أجيال المستقبل عن طريق رفع جاهزيتهم لاستغلال الفرص التي تمنحها جراء انفتاحها على العالم، فتم “إنشاء مسار التميز” ضمن أبرز البرامج لتعزيز الابتكار ورفع مستوى التأهيل العلمي للطلاب والطالبات عن طريق ابتعاثهم إلى مؤسسات تعليمية عالمية.
الأكاديمية السعودية الرقمية
تضمنت البرامج الطموحة للسعودية إنشاء الأكاديمية السعودية الرقمية؛ التي تعنى بتطوير القدرات الرقمية لأبناء وبنات المملكة في مجال التقنيات الحديثة والمتقدمة بالشراكة مع القطاع الخاص، مع تدشين 14 معملاً للابتكار الرقمي، فضلا عن إطلاق 104 مراكز للعلوم والرياضيات متمركزة داخل المدارس، لجعلها بيئة جاذبة ومليئة بالتجارب المفيدة، تركز على التقنية والابتكار.