أحاديث حظرٍ معقّمة (91)
بقلم – عدنان صعيدي
التزاماً بالديموقراطية وحرية الرأي نشرتُ في حديث الأمس تعقيب الزميل الدكتور عبد الله بانخر على الحديث (89)، وبالطبع هذا لا يعني موافقتي الكاملة لكل ما ورد في تعقيبه لأسباب عدة يأتي في مقدمتها اني تحدثت عن ما يحدث على ارض الواقع وليس عن نظريات وقواعد الاعلان التي يتم تدريسها ككل العلوم والفنون في الكليات المتخصصة، فالتدريس شيء والتطبيق في الواقع كثيراً ما نجده مخالفاً، ومثال ذلك ما هو معروف في الجانب الاقتصادي انه اذا كثر العرض قل الطلب وبالتالي انخفض السعر فواقع الحال زيادة في العرض والطلب وارتفاع في السعر.
اما السبب الثاني فهو اعتراف الدكتور عبد الله بانه يحدث خلط بين الإعلان والدعاية، وبالطبع كما نرى ان الخلط ليس من المتلقي بل من خلال ما تلقاه ان كان اعلاناً خلط بدعاية او العكس، وفي المثل يقال ( من دقنه افتله )، لذلك استشهد بعدد من جمل واقوال الدكتور عبد الله في تعقيبه فهو يقول : ( قد يجوز المبالغة المحمودة لا أكثر ) ، ويقول عن الخلط بين الدعاية والاعلان : (الخلط بينهما حادث وواقع من كل من القائم بالإتصال والمتلقي على حدٍ سواء ) ، ويقول أيضا : (تداخل الفنون والعلوم الاتصالية بما فيها الإعلام والإعلان مع فنون أخرى تبدأ بالدعاية ثم الحرب النفسية ثم غسيل المخ .. وليس مجرد غسيل الثياب سيدي عدنان ) .
ومرة أخرى اعود للغسيل فالإعلان هو ان تخبر الشركة المنتجة ان مسحوقاً جديدا وصل وتعدد مواصفاته ومواقع بيعه وسعره وكل ما يتعلق بذلك ثم يختم الإعلان بدعاية هي في نظر الدكتوربانخر مبالغة محدودة بينما الواقع انها عبارات تنفي صلاحية أي مسحوق غير ما تنتجه .
بالطبع الامر هنا مجرد رأي لكن لو اردنا التدقيق والمحاسبة ومن ثم عقاب المعلن او صاحب الدعاية فان الأمر يلزمه اثباتات عملية من واقع ما ينشر، وفي كل الأحوال استغفرت الله مما قلت سابقا واستغفر الله مما قلت الان ومما أقول في قادم الأيام فكل ابن ادم خطاء . . يتبع .