أحاديث حظرٍ معقّمة (89)
بقلم – عدنان صعيدي
لا أعرف على وجه الدقة من الذي تأثر بالآخر واقتدى به، هل الإعلان تأثر بأسلوب الاثارة الذي انتهجته بعض الصحف في زمن صدورها الورقي المجيد ؟ أم أن الإعلان اثر في تلك الصحف حيث انتهج كثير منه أسلوب التضليل وليس الترويج ؟ لأنه لا يمكن لأي امرأة عاقلة ــ على سبيل المثال ــ تصدق أن مسحوقا للغسيل سوف يجلب لها السعادة الزوجية، فكم من زوجة استخدمت أفضل أنواع المساحيق ليس فقط للغسيل بل وحتى لتزين وجهها ومع ذلك طلقت بعد حياة مريرة مع زوج لا علاقة له بالغيسل ولا الجمال.
أقول هذا واستغفر الله العظيم لي ولتلك الصحف وبعض مصممي الإعلان وبعض أصحاب الحملات الإعلانية والتي نرى اليوم كثيراً منها يتمنى لنا صوماً مقبولاً برعاية تلك المنتجات الاستهلاكية المتوفرة طوال العام غير ان شراهة لا مبرر لها لدى البعض ــ وهم كثر ــ تفضي الى كثرة الطلب وزيادة العرض مع ارتفاع في السعر وليس انخفاض فيه وهو الأمر المخالف لتك النظرية الاقتصادية التي يبدو انها أصبحت قديمة وغير مربحة لمن لا يعنيه الا كسبه المالي بنسب تفوق المعدل الذي يفترض ان يتجاوز سعر التكلفة بقدر بسيط.
بالطبع كما تلاحظون اكرر كلمة بعض ولا أعمم ولا أسمي فنحن في عصر النيابة العامة اليقظة والمحافظة على عدم التعدي على الآخرين بقول او فعل، ولا شك اننا جميعا مع هذا التوجه وندعمه، وأرجو منها ان تشدد مراقبتها لعناوين صحف قد تستخدم الاثارة ولحملات إعلانية تفسد الذوق العام او تتجاوز بلفظ او صورة آداب المجتمع وما هو أساس للخلق الكريم . . يتبع .