المبادرة السعودية باليمن.. انعكاس للشجاعة والمسؤولية
وكالات – سويفت نيوز:
أعادت المبادرة السعودية للسلام في اليمن الآمال بإنهاء واحدة من أعقد الأزمات السياسية حول العالم.
وأظهرت المبادرة التي قدمتها السعودية قدراً كبيراً من المسؤولية تجاه دورها في قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وشكلت انعكاسا لمسؤوليتها التاريخية بالمنطقة، وفقا لنخب يمنية لـ”العين الإخبارية”.
واعتبر سياسيون وأكاديميون مبادرة السعودية قرار شجاع ومسؤول، خاصة وأنه يأتي في توقيت حرج تتسع فيه رقعة المعارك ضد مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا وتكبدها صنوف الهزائم.
وأعلنت السعودية، الإثنين الماضي، مبادرة لتسوية الأزمة اليمنية لاقت ترحيبا يمنيا وإقليميا ودوليا وأمميا واسع النطاق، باستثناء مليشيا الحوثي وإيران والتي لا يوجد حتى اليوم ما يشير إلى أنهما مستعدتين لإنهاء الصراع المدمر.
مسؤولية سلام سعودية
الأكاديمي اليمني، ورئيس الإدارة السياسية بالمجلس الانتقالي، الدكتور خالد بامدهف، يقول إن “المبادرة السعودية للسلام الشامل تؤكد حقيقة القيم الأخلاقية والقانونية التي تتميز بها المملكة والتي تعكس بالواقع مسؤولية تاريخة بالمنطقة وهي مسؤولية السلام”.
وتأتي المبادرة السعودية باليمن، وفقا للأكاديمي والسياسي البارز لـ”العين الإخبارية”، لتؤكد “حقيقة منهج الدبلوماسية السعودية في محاولة تثبيت دعائم السلام في المنطقة عامة وبلادنا خاصة”.
وأضاف: “تعكس الأزمة اليمنية مسؤولية التعاطي مع كل الأطراف السياسية وهو في الواقع التزام الشريك والتزام الحكم في المنطقة”، مشيرا إلى أنها “تعكس أيضا كل الاتجاهات للسعودية والتي تحاول فعلا بذل كثير من الجهود الإغاثية والإنسانية للحد من كارثة الحرب الحوثية”.
بدورها، اعتبرت أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن الدكتورة بثينة السقاف، أن “المبادرة السعودية فرصة لن تتكرر للحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي للدخول فعلا في مشاورات سلام حقيقة لإنهاء الصراع اليمني والتفكير في مستقبل البلد”.
فيما يمثل توقيت إعلان المبادرة أهمية كبيرة، وفقا للأكاديمية اليمنية مؤكدة أنه يأتي في وقت تشهد البلد تردي إنساني صعب، لتكون فرصة كبيرة جدا لكل المكونات السياسية والأطراف المشاركة في الصراع لإنهاء الحرب ومعالجة الوضع الإنساني بالبلد وإنهاء الأزمات المعيشية”.
وأعربت السقاف لـ”العين الإخبارية”، عن أملها بأن تتعاطى كل الأطراف اليمنية خصوصا مليشيات الحوثي بمسؤولية مع هذه المبادرة وأن تكون آخر الفرص لهم لأنها قدمت تنازلات عدة لعلاج فعلي للصراع.
مسؤولية كبيرة
وبحسب السياسي اليمني، فهمي عبدالرحمن، فإن المساعي الجادة للبحث عن فرص السلام في اليمن توقفت من بعد مشاورات ستوكهولم التي لم يتم الالتزام بها من قبل الحوثيين.
ويؤكد رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكى اليمني بتعز، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “انتقال مليشيا الحوثي إلى استخدام الطائرات المسيرة والصوريخ البالستية المقدمة من إيران زاد المشهد السياسي تعقيداً”.
إلا أنه مع المتغيرات في السياسية الأمريكية وصعود الديمقرطين للحكم بدا الحديث أكثر جدية نحو التوجه إلى فرض سلام في اليمن، الأمر الذي قوبل بعدم الاستجابة من قبل المليشيا الحوثية بذرائع واهية، طبقاً لعبدالرحمن.
وهنا -يضيف السياسي اليمني- تكمن أهمية المبادرة السعودية التي تحدثت عن وقف إطلاق النار والسماح لرحلات من وإلى مطار صنعاء، ما يعني أن المبادرة السعودية قد تعاملت في هذا التوقيت بمسؤولية كبيرة تجاه تحقيق السلام في اليمن وهذا مالم تقبله مليشيا الحوثي حتى اليوم.
كسر الجمود
من جهته، توقع الناشط السياسي اليمني، خالد عايش، أن تكسر المبادرة السعودية حالة الجمود السياسي في اليمن في ظل إجماع دولي على أهمية تسريع إنهاء الأزمة اليمنية.
ومن وجهة نظر عايش، وهو رئيس الملتقى الوطني لحقوق الإنسان ، التي أبداها لـ”العين الإخبارية”، فإن موافقة مليشيا الحوثي أو رفضها المبدئي للمبادرة ليس بالأمر المقلق، مؤكداً أن “الحوثيين سيرضخون في نهاية المطاف للضغوطات الكبيرة التي ستولدها المبادرة”.
ووصف عايش، مبادرة السعودية بأنها “حجر ثقيل رُمي في بركة السياسة اليمنية”، مشيراً إلى “أهمية تحريك العملية السياسية الراكدة والدفع بالجهود نحو السلام ووضع حد لأكبر مأساة إنسانية في العالم”.
وأضاف أن “أهمية المبادرة، أيضاً، تكمن في الضغط على مليشيا الحوثي، بوضعها أمام الأمر الواقع، وإغلاق الباب في وجه الذرائع والحجج التي يكيلها الحوثي لأنصاره بهدف استمرار الحرب”.
تعرية الحوثي
من جانبه، يرى رئيس الدائرة الإعلامية في منظمة الحزب الاشتراكي اليمني، وسام محمد، أن المبادرة السعودية تهدف لتعرية مليشيا الحوثي وكشف تعنتها أمام المجتمع الدولي.
وأشار محمد في تصريحه لـ”العين الإخبارية” إلى أن “مليشيا الحوثي التي لا يمكن أن تقبل بأي مبادرة سلام ما لم يتم منحها الغلبة وعدم المساس بما راكمته من سلاح وجيش ومقدرات”.
وأكد أن طريق السلام في اليمن، سيظل اتجاها إجباريا، ويتمثل في إلحاق الهزيمة العسكرية بمليشيا الحوثي كونها جماعة إرهابية لا تعترف سوى بلغة القوة.