«فايزر» تبدأ التجارب البشرية على حبة جديدة ضد «كورونا»
جدة – أحمد حندوق:
بدأت شركة «فايزر» الأمريكية لصناعة الأدوية إجراء اختبارات السلامة البشرية على حبة جديدة لعلاج فيروس «كورونا» المُستجد، المعروف أيضاً باسم جائحة «كوفيد-19»، حيث من الممكن استخدامها في العلاج عند ظهور العلامة الأولى للإصابة بالفيروس.
وبحسب ما أعلنته «فايزر» ونشرته وكالة «بلومبيرغ» للأنباء، فإنه من الممكن وصف الحبة كعلاج مضاد للفيروس في مرحلة مبكرة من الإصابة به، وذلك لمنع إعادة انتاجه، قبل ان تتدهور حالة المرضى.
وتعتمد فكرة الحبة على تثبيط إنزيم بروتيني يُدعَى «ببتيداز»، للحيلولة دون إعادة إنتاج الفيروس.
ومن الجدير بالذكر أن الأدوية المثبطة لإنزيم «ببتيداز» قد أثبتت نجاحها قبل ذلك في علاج أنواع أخرى من الفيروسات، ومنها فيروس نقص المناعة المكتسبة «اتش آي في» المُسبب لمرض الإيدز، وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي «سي».
وقال مايكل دولستين، الرئيس التنفيذي للشؤون العلمية لدى «فايزر»، في تصريحات لوسائل الإعلام: «بالنظر إلى الطريقة التي يتحور بها فيروس «سارس- سي أو في-2» المُسبب لجائحة «كوفيد-19»، والتأثير العالمي المستمر للجائحة، فيبدو من المُرجح أن الوصول إلى خيارات علاجية سيكون عاملاً حاسماً، سواءً الآن او بعد انتهاء الجائحة».
وأفاد دولستين بأنه لم تطرأ حتى الآن أي مشاكل غير متوقعة في الدراسة المتعلقة بالحبة الجديدة، ومن الممكن أن تتمخض الدراسة عن نتائج في غضون أسابيع.
وتُعد الحبة الجديدة المُثبطة لإنزيم «ببتيداز» البروتيني هي ثاني علاج ضد جائحة «كوفيد-19» تُخضعِه «فايزر» للتجارب البشرية.
وكان سهم «فايزر» قد تراجع بنسبة 1.3% إلى 35.55 دولار حتى الساعة 12.36 من ظهر أمس بتوقيت نيويورك. وعلى مدار العام الماضي، قفز سهم «فايزر» بنسبة 32%.
وأفادت «بلومبيرغ» بأنه ثمة نقص في العلاجات سهلة الاستخدام لمرضى «كوفيد-19» الذين لا يزالوا في المرحلة الأولى من الإصابة.
وعلى الرغم من أن العلاجات بالأجسام المضادة من انتاج شركتي «إيلي ليلي أند كو» و«ريجينيرون فارماسوتيكالز» مُصرح بها في الولايات المتحدة الأمريكية لمرضى «كوفيد-19» الذين لم يخضعوا بعد للعلاج داخل المستشفيات لكنهم عُرضَة لظهور أعراض حادة، إلا أن تلقي هذه العلاجات يجب أن يجري داخل مستشفى أو عيادة طبيب. وأدى ذلك إلى خلق تحديات لوجستية حدت من استخدام هذه العلاجات.
وفيما يخص العلاجات الأخرى، فهي موجهة للمرضى الذين يعانون حالات أكثر حدة، ومنها الدواء «ريمديسيفير» من انتاج شركة «جيلياد ساينسز»، ويتعين تلقيها على مدى عدة أيام، ولا يُسمح بتلقيها إلا للمرضى الخاضعين للعلاج داخل المستشفيات فقط.
ومن بين كبريات الشركات المُصنعة للأدوية، فإن شركة «ميرك أند كو» لديها واحد من الحبوب القليلة المضادة لجائحة «كوفيد-19» التي قطعت بالفعل خطوات بعيدة في التجارب البشرية. إن العقار المضاد للجائحة الذي أنتجته «ميرك أند كو»، والذي يحمل اسم «مولنوبيرافير» يعمل بآلية مختلفة عن الآلية التي تعمل بها الحبة من انتاج «فايزر»، وهو الآن بلغ مرحلة متأخرة من التجارب البشرية. وتعمل «ميرك أند كو» على تطوير عقارها بالتعاون مع «ريجينيرون فارماسوتيكالز».
تجربة مُجمعة
وأفاد دولستين بأنه إذا واصلت الأمور سيرها على ما يُرام، فإن «فايزر» يُمكنها أن تبدأ تجارب مُجمعة من المرحلتين 2 و3 في وقت مبكر من الربع الثاني من العام الجاري، الأمر الذي يتيح لها التقدم بطلب لاستصدار موافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام الطارئ للحبة الجديدة، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري، وفقاً لمستويات تطور الجائحة.
وأضاف دولستين أنه من المُرجح أن يتلقى المريض الحبة الجديدة مرتين يومياً لمدة تبلغ حوالي خمسة أيام.
وقال دولستين: «إنها تُعد بالفعل بمثابة تغيير محتملً لقواعد اللعبة».
وبينما ستركز اختبارات الكفاءة المبدئية التي ستخضع لها الحبة على المرضى الذين لا يزالون في المراحل الأولى من الإصابة، فإن «فايزر» تُخطط أيضاً لاكتشاف ما إذا كانت الحبة تعمل على وقاية الأصحاء المُعرضين للإصابة بعدوى الجائحة، كأفراد أسرة المريض الذين يعيشون معه في نفس المنزل.
وذكر دولستين أن الاسم الكودي للحبة الجديدة هو «بي إف- 07321332»، وأوضح أن لها عدد من المميزات المحتملة. ففي التجارب المختبرية، كافحت الحبة أنواعاً عديدة من فيروسات «كورونا»، منها «سارس» و«فيروس كورونا الشرق الأوسط». وعلاوة على ذلك، فإن إنزيم «ببتيداز» لا يتحور كثيراً، ما يعني أن الحبة على الأرجح ستكافح سلالات متنوعة عديدة من الفيروس على نحو جيد أيضاً.
وقال دولستين: «نظرياً، فإنه يمكن الجمع بين الحبة وعلاجات أخرى مضادة للفيروس، كالعلاج الذي تتولى «ميرك أند كو» تطويره».
وأعلنت «فايزر» أنها ستفصح عن المزيد من المعلومات بشأن الحبة في اجتماع الجمعية الكيميائية الأمريكية المُنتظر انعقاده في السادس من أبريل المقبل.