الشيخة الدكتوره شما ال نهيان .. أنموذج المرأة المثالية
الرياض-خالد السقا:
تؤدي الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، أدورا حيوية في المجتمع الإماراتي من خلال الكثير من الأنشطة والمبادرات التي تعزز حضور المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، وهي في الواقع أحد تلك النماذج البارزة التي تحتشد تجربتها ومسيرتها بالعديد من صنوف العطاء والعمل المخلص والدؤوب لصالح المرأة الإماراتية ومجتمعها بصورة عامة.
يحقق نموذج الشيخة شما الكثير الذي يضيف لفعالية المرأة في بناء المجتمعات والإسهام الفاعل في العمل العام سواء من خلال المؤسسات المجتمعية أو الرسمية أو حتى في الإطار الفردي الذي تعلو معه الهمة والإرادة لتحقيق صالح المجتمع، وكل ذلك إنما يرتكز إلى رؤية ومفهوم أصيل تعمل بموجبه الشيخة شما بهدف الوصول إلى بناء قاعدي متين وقوي في بلادها الشقيقة.
للشيخة الدكتورة شما عطاء فكري متواصل وجدير بالتوقف عنده لما فيه من رحيق التجربة والمثابرة والحرص على سلامة وأمان المجتمعات، وذلك يبدأ من الأسرة حيث محل النشأة والتنشئة، ولها في هذا الجانب مواقف وأدوار وأعمال تسهم في تعزيز الوعي والمعرفة بكل ما يتعلق بالأسرة المتماسكة التي تنطلق منها أجيال المستقبل الذين يستحقون الأمن الأسري بكل تفاصيله، ولسموها في ذلك رؤية عميقة تستند إلى أن هذا الأمن هو المكون الرئيس والأساس للمجتمع، حيث يظل في حالة حراك، مؤثرا ومتأثرا بالحركة التطورية طبقا لحركة الزمن والتغيير والتطور الحضاري في المجتمعات الإنسانية.
ولا شك في أن الأسرة هي الوحدة الأولى في بناء المجتمع والبنية الأساسية له، وذلك ما يجعل جهودها في هذا المجال تكتسب أهمية مضاعفة لما لها من تأثير حقيقي في العقل الاجتماعي وطريقة تعامله مع التحديات خاصة في الجانب التربوي والتعامل مع الأزمات.
ولا تتوقف سموها عند الفضاء الأسري وحسب، وإنما تمتد بفكرها إلى مجالات المعرفة الشاملة، حيث أن مجلس شما محمد للفكر والمعرفة يتدفق بتنوّع فكري مذهل يحقق الإضافة النوعية والكمية التي تعمل على إثراء الواقع الاجتماعي والثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمحصلة هي عطاء معرفي وفير وجدير بان يؤثر في المشهد الثقافي والفكري الإنساني ما يعمل أيضا كمؤشر على الدول الفاعل للمرأة في الحياة العامة وطاقتها الفكرية التي يمكن أن تضيء مساحات واسعة من المعرفة الإنسانية.
ذلك الجانب المعرفي لا يتوقف أيضا عند حدود المجلس وإنما هناك مبادرات وفعاليات أخرى مثل مكتبة أجيال المستقبل وهي أول مكتبة متخصصة للطفل في مدينة العين التي أطلقتها سموها تحت عنوان مبادرة “مكتبة أونلاين”، وهي بلا شك تضع هؤلاء الناشئة في أول الطريق المعرفي والعلمي الذي يجعلهم يواكبون تحديات الحضارة الإنسانية الراهنة، وكيفية صياغة المستقبل بأفق وإدراك أكبر يتسع لكل المتغيرات والتحولات والتعاطي معها بفهم ورؤية ومعرفة من صميم الفرد ومواهبه وقدراته.
لعلنا لا نفي سمو الشيخة شما حقها في التعبير ووصف أدوراها المعرفية والفكرية والمجتمعية، ولكنها إضاءة تعكس نموذجا مشرفا في يوم المرأة العالمي حيث تسطع مثل هذه القامات النسائية الفريدة والعبقرية بفكرها وعطائها وإلهامها الذي يفتح كثيرا من الأبواب المعرفية والثقافية لصالح المجتمعات، فالمعرفة لا تقتصر على مجتمع دون آخر وإنما تنساب في الفضاء العام لتفيد الجميع، فلسموها التحية بحجم السماء وهي تقدم تجربة رائعة تستحق الشكر والتقدير وتؤكد أن المرأة يمكنها أن تبذل الكثير لصالح مجتمعاتها وأوطانها.