ارتفاع الطلب على الإسكان في الخليج يزيد الحاجة للخرسانة المتطورة
دبي – سويفت نيوز:
من المنتظر أن يجتمع في دبي هذا الشهر عدد من أكبر شركات البناء والخرسانة في العالم لمناقشة الحلول الضامنة لاستمرار تدفق الإمدادات اللازمة من مواد البناء الأكثر استخداماً في العالم، وهي الخرسانة.
ويرى مراقبون أن الخرسانة المستهلكة في دول الخليج تشكل أكثر من 40 بالمائة من الخرسانة المستهلكة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، معتبرين أن الطلب عليها مهيّأ لارتفاع ملحوظ، لا سيما في ضوء التقديرات التي تشير إلى تجاوز قيمة مشاريع البنية التحتية المبرمة عقودها في جميع أنحاء المنطقة 86 مليار دولار في العام الجاري 2014، وفقاً لشركة “ڤنتشرز أُنسايت” المختصة في الأبحاث والخدمات الاستشارية لقطاع البناء والتشييد.
وكانت طفرات البناء السابقة قد شهدت عجز موردي الخرسانة عن تلبية الطلب المتزايد آنذاك، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها وتأخر في تسليم مشاريع. ومن المنتظر أن تُثار نقاشات جادّة بشأن مدى توفّر تقنيات الخرسانة المتاحة حالياً وقدرة المطورين على الاعتماد عليها، وذلك خلال “المنتدى الدولي لتقنيات الخرسانة” المقرر انعقاده على هامش معرض “الشرق الأوسط للخرسانة”.
وأكّد إيهاب بسيوني، المدير القُطري لشركة “غراي ماترز” للاستشارات المتخصصة بالخرسانة، أن المطورين في دول الخليج شرعوا بالفعل في نشر بعض من أكثر التقنيات والتطبيقات تقدماً في العالم، متكيّفين مع استخدام الخرسانة عالية القوة الخاصة بالمباني العالية التي تصل إلى ارتفاعات تتراوح بين 500 و600 متر. لكن بسيوني، وهو عضو الإدارة الاستشاري لمعرض “الشرق الأوسط للخرسانة”، شدّد على “أهمية بقاء المطورين على اطلاع على الآثار المترتبة على البيئة، ومواكبة أحدث منتجات الخرسانة وتقنيات البناء المتاحة”.
ويناقش قادة الأعمال في قطاع البناء والتشييد القدرة المتاحة لتطبيق هذه الأساليب، بالنظر إلى أن أساليب وتقنيات جديدة، مثل ما يُعرف بالخرسانة المرشوشة فائقة القوة، لم تُتح بعدُ في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال عادل طيبة، مدير المصانع والأشغال بشركة “ردي مكس باطون”، وعضو الإدارة الاستشاري في معرض “الشرق الأوسط للخرسانة”، إن قطاع الخرسانة المزدهر والنامي في المنطقة يواصل سيره وفق أحدث التوجهات وأفضلها، بهدف ضمان كفاءة استخدام الطاقة وإدارة التكاليف، إلى جانب الإسهام في استدامة المباني من خلال ما وصفه باتباع أساليب خضراء رفيقة بالبيئة. وأضاف: “شهِدنا عودة قوية للطلب على منتجات الإسمنت، وعلى تقنيات خرسانية أكثر تقدماً لدعم المشاريع العملاقة في المنطقة، برغم ما مرّت به أسواق الإسمنت من أوقات عصيبة وسط الأزمة المالية السابقة”.
ومن المقرّر أن تستعرض واحدة من جلسات النقاش، التي ستنعقد على هامش المعرض، أحدث الابتكارات الخرسانية ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة، في ظلّ الإلحاح الذي تفرضه الاستدامة كقضية رئيسية تواجه إنتاج الإسمنت جرّاء نتاجها العالي من التلوث. وسينظّم المعرض ورش عمل معتمدة في التطوير المهني المستمر، وندوات فنية بشأن طرق صناعة الخرسانة وتطبيقاتها، علاوة على عروض مباشرة وحلقات نقاش تركّز على أحدث التقنيات والابتكارات الخرسانية، وذلك تماشياً مع الطلب المستمر على الخرسانة في المنطقة.
يُذكر أن معرض “الشرق الأوسط للخرسانة” سيقام بين 17 و20 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي بالتزامن مع معرضي “الخمسة الكبار” و”المصانع والآليات والمركبات”، ويفتح أبوابه أمام الزوار بين الساعة 11 صباحاً و7 مساء يومياً.