نيوميديا

الفرق بين كاتب الرسائل والمراسل وصانع الأخبار وناقلها، ولَك الخيار

بقلم –  د. حافظ السامرائي:

مع التقدم الكبير الحاصل في وسائل الاتصال المختلفة والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان أي شخص أن يسجل حضوراً شَخْصِيًّا بنشر كمية كبيرة من المعلومات غثها وسمينها صحيحها وخطئها صدقها وكذبها، وقد يكون له هدف وراء ذلك وقد لا يكون، وقد يغفل الكثيرون أن نشرهم لهذه الرسائل والأخبار والمعلومات تضعهم في موضعٍ محددٍ، رضوا أم أبوا علموا أم جهلوا، وهم عندما قاموا بإرسال الرسائل أصبحوا مراسلين من ناحية ومسؤولين من ناحية أخرى، فإن ما نشره يعد من آثارهم ويقول المولى عز وجل:

﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾

وقبل ذلك يكون قول المولى عز وجل:

(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)

قد تحقق في حقهم، وأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

[كَفى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بِكُلِّ ما سمِعَ].

مما ورد ذكره يجب أن يعلم الذي ينشر الرسائل التي تصله دون التحقق منها، أنه أصبح مراسلاً وليس هو من يكتب الرسالة، وأصبح ناقلاً للأخبار وليس صانعها، ومع ذلك فإنه في الوقت ذاته يكون مسؤولاً عن المحتوى مسؤوليةً كاملةً أمام الله سبحانه، وأن ما نشره قد جعل من آثاره التي إما أن تحسب له أو تحسب عليه، كما أنه أختار لنفسه وبمحض إرادته أن يكون تابعًا، فلعله يبذل الجهد ليتأكد من صحة ودقة ومنفعة ما يرسله أو ينشره.

أما الحل الأمثل فيكمن بأن يبذل جهدًا ووقتاً ويكتب الرسالة التي يود نشرها هو بنفسه، ويكون الكاتب وليس المراسل، وشتان بين الاثنين، ويكون هو صانع الأخبار لا مجرد ناقل لها، والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى