“ثورة نسائية” ضد هيمنة الرجال في حزب ميركل
سويفت نيوز- وكالات
كما الحياة، تجمع السياسة بين الشيء ونقيضه، إلى درجة أن يخرج حزب للعالم امرأة بحجم انجيلا ميركل، وتعاني فيه النساء من هيمنة ذكورية.
نعم، تعاني النساء في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا من إقصاء متعمد من جناحه المتطرف، ما يحرك ردود فعل أشبه بـ”ثورة نسائية”.
ففي ولاية ساكسونيا انهالت، وسط ألمانيا، يسيطر الرجال على مرشحي الحزب الديمقراطي المسيحي لانتخابات برلمان الولاية بشكل شبه كامل، وليس له أي نظير في باقي ولايات البلاد الـ15، أو حتى في البرلمان الاتحادي.
وفي محاولة لكسر هذه المعادلة، أعلن هولجر ستالكنخت، وزير الداخلية السابق والرئيس السابق لفرع الحزب في ساكسونيا أنهالت، تنازله طواعية عن موقعه في المركز الثاني بقائمة مرشحي الحزب لانتخابات الولاية المقررة في 6 يونيو/حزيران المقبل، لصالح إحدى السيدات.
ووفق مجلة دير شبيجل الألمانية “خاصة”، فإن نسبة النساء في برلمان ولاية ساكسونيا انهالت تبلغ 22%، وهي النسبة الأدنى في جميع برلمانات ولايات ألمانيا.
هذا لا يعود فقط إلى وجود حزب البديل لأجل ألمانيا “يمين متطرف” كقوة كبيرة في برلمان الولاية، لكن أيضا إلى سيطرة جناح متطرف يقصي النساء على الحزب الديمقراطي المسيحي.
بل أن عدد النساء في قائمة الحزب الديمقراطي المسيحي للانتخابات المقبلة هو امرأتين فقط مقابل 28 رجلا، وفق المجلة الألمانية.
الأكثر من ذلك، أن أهم وجوه الجناح المتطرف في الحزب الديمقراطي المسيحي تحتل المراكز من 3 إلى 5 في قائمة مرشحيه لانتخابات ساكسونيا انهالت، ما يعكس سيطرة هذه الجناح الكبيرة في هذه الولاية.
لكن هولجر ستالكنخت الذي تنازل عن مقعده في القائمة لامرأة، هو سبب هذه الأزمة من البداية، وعراب سيطرة الجناح المتطرف على الحزب الحاكم في ساكسونيا انهالت.
ونقلت مجلة دير شبيجل عن مصادر رفيعة قولها: “تعود سيطرة الجناح المتطرف وتقدم عناصره في قائمة الحزب، إلى اتفاق قديم بين قادة هذا الجناح وستالكنخت الذي أعد مقترحا بتوزيع المواقع في القائمة قبل مغادرته الرئاسة”.
وأوضحت المصادر “أراد ستالكنخت الحصول على دعم الجناح اليميني لشق طريق جديد في مستقبله المهني بعد انتخابات الولاية، ولذلك تحالف مع هذا الجناح ووعده بمواقع متقدمة في القائمة”.
في المقابل، تحاول النساء مواجهة الإقصاء وشن حملة ضد الجناح اليميني، أو على الأقل تحقيق بعض التوازن مع الرجال في المناصب وقائمة المرشحين للانتخابات المحلية، دون جدوى حتى الآن، وفق دير شبيجل.
لكن إقصاء النساء في فرع الحزب الديمقراطي المسيحي في ساكسونيا إنهالت يثير كثير من القلق في أروقة القيادة الفيدرالية للحزب التي تتخوف من تأثير ذلك على صورة الحزب قبل الانتخابات العامة المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وتتشكل ما يشبه “ثورة نسائية” في الحزب ضد ما يحدث في ولاية ساكسونيا إنهالت، ما دفع شبيبة الحزب للدخول على الخط.
وقالت آنا كري، رئيسة شبيبة الحزب في بيان “في المستقبل، يجب تغيير الإجراءات الشبيهة بما يحدث في ساكسونيا إنهالت”.
وتابعت “من غير المقبول وجود عدد قليل جدا من النساء في قائمة مرشحي الحزب أو قياداته”.
فيما انتقدت رئيسة الاتحاد النسائي “غير حكومي”، أنيت ويدمان ماوز، نهج الحزب الحاكم، وقالت لـ”دير شبيجل”: “نحن بحاجة إلى لوائح واضحة وملزمة في النظام الأساسي “الدستور”، لضمان حقوق المرأة”.
وتابعت “إذا اردنا أن نكون أكثر جاذبية للمرأة، علينا التغلب على الهياكل السياسية المعثرة المتواجدة حاليا”.