“الجربوع الأزرق”.. سر عسكري حولت فيه فرنسا جزائريين لفئران تجارب!
سويفت نيوز- زكالات
تحيي الجزائر اليوم الذكرى الـ61 للتفجيرات النووية التجريبية التي أجراها الاستعمار الفرنسي في صحرائها في ظل استمرار تداعياتها الخطيرة على صحة السكان والبيئة، بينما تواصل باريس رفضها التعاون للتخلص منها وإنهاء مآسي هذه الكارثة.
وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اليوم السبت، في تغريدة بموقع “تويتر” بمناسبة هذه الذكرى الأليمة: في مثل هذا اليوم من عام 1960 على الساعة 7:04 صباحًا، قامت فرنسا الاستعمارية بأول تفجير نووي في منطقة رقان بالصحراء الجزائرية، في عملية سميت بـ”الجربوع الأزرق”…”.
ووفق ما نقله موقع “روسيا اليوم” ذكَّر الوزير أن شدتها فاقت شدة القنبلتين الذريتين الأمريكيتين اللتين قصفت بهما واشنطن اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن ذلك التفجير النووي الفرنسي في رقان كانت شدته بقوة 70 كيلوطن، وهو ما يعادل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف قنبلة هيروشيما، كان لهذا الانفجار تداعيات إشعاعية كارثية لا تزال أضرارها على السكان والبيئة قائمة إلى اليوم.
في هذا السياق قالت جمعية “الغيث القادم” بولاية أدْرَارْ، في أقصى صحراء الجزائر، أمس الجمعة: إن ارتفاع أعداد سكان الولاية المصابين بداء السرطان والتشوهات الخلقية للمواليد الجدد والعقم خلال السنوات الأخيرة” أمر “مقلق” في نداء استغاثة أطلقته لتدارك الأضرار.
غير أن وضع حد لهذه المعاناة يتوقف على الاطلاع على أماكن دفن القوات الاستعمارية الفرنسية نفاياتها النووية بالمنطقة، وهو ما ترفض باريس الكشف عنه حتى الآن ولا تبدي أية نية في تسليم الجزائر أرشيف تجاربها النووية في مستعمرتها القديمة.
قبل عام كان وزير الخارجية الجزائري قد طرح في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة قضية النفايات النووية الفرنسية في بلاده، مؤكدًا استمرار معاناة منطقة التفجيرات النووية من الإشعاعات دون أن ينجح في كسر الصمت الفرنسي المطبق بهذا الشأن.
وفي شهر أكتوبر الماضي دعا باتريس بوفري، مدير “مرصد التسلح” بفرنسا، سلطات بلاده إلى المبادرة بحل مشكلة نفاياتها النووية في الجزائر التي بقيت إلى اليوم سرًّا عسكريًّا فرنسيًّا، وقال في حديث له بإذاعة فرنسية: “عندما أوقفت فرنسا تجاربها النووية سنة 1966، تركت بكل بساطة في عين المكان مجموع النفايات المرتبطة بالسنوات التي قامت خلالها بـ17 تجربة نووية”.
في يوم 13 فبراير 1961 قامت القوات الاستعمارية الفرنسية بإجراء تجارب نووية كبيرة، سطحية وباطنية، في منطقة رَقَّان بولاية أدْرَار، على مدى 4 أيام استخدمت فيها حتى البشر، الجزائريين، كفئران تجارب في مواقع التفجيرات النووية لمعرفة الآثار النووية على أجسامهم، حسب شهادات محلية وأوروبية تعود لتلك الحقبة، في أعمال ترقى إلى مصافّ الجرائم ضد الإنسانية، برأي العديد من الخبراء والباحثين، “لا تسقط بالتقادم”، وبلغ عدد التجارب النووية الفرنسية في الجزائر 17 تجربة على الأقل، تمت في منطقتي رقّان وعين أمْقَل، وسمحت لباريس بحيازة أولى قنابلها النووية.