ادم وحواء

مليار شخص يعانون من السمنة المفرطة

 

كتبت – آيات العمري:

Resni-cilveki-7صدق أو لا تصدق.. هناك مليار شخص على كوكب الأرض يعانون من السمنة المفرطة بعد أن أصبحت وباء عالميا.. ولكن هل تتوقف اسباب البدانة على التهام كميات كبيرة من الطعام أم أن هناك أسباب أخرى تلعب دورا في الاصابة بهذا الداء.

حتى لو لم تكن السمنة أو البدانة مرضا معديا إلا أنها توصف منذ وقت قريب بأنها وباء عابر للقارات أصبح يحيط بخصر العالم ويضيق الخناق عليه. ويبدو أن السمنة قد تركت موطنها الأساسي بين الأغنياء والدول المتقدمة في العالم الذي كنا نعرفه وباتت تغزو المزيد من الأراضي بين الفقراء وخاصة في الدول التي في طور النمو. وبلغ حتى الآن عدد المصابين بالسمنة أكثر من مليار إنسان. ويذكر العلماء والأطباء بعضا من الأسباب التي تقف وراء زيادة الوزن المفرطة: حمية غير متوازنة أو اتباع نمط حياتي لا تمارس فيه الرياضة أو لا يتحرك فيه الإنسان كثيرا أو التهام كميات كبيرة من الطعام أكثر مما يلزم الجسم.

لكن هناك عوامل أخرى وأسباب توصف “بالماكرة” تلعب دورا إضافيا في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، فمنذ ربع قرن تقريبا أوضحت تجربة علمية أمريكية أجريت على فئران التجارب أنها عندما تأكل في صحبة فإنها تلتهم وتزدرد ما يزيد عن 44 بالمئة ما تلتهمه عادة عندما تأكل بمفردها.

لكن في سبتمبر/أيلول الماضي نشرت مجلة “أبتايت” (شهية) الأمريكية دراسة جديدة أجراها فريق بحثي لم يكن الغرض منها الكشف عن تأثير تناول الطعام مع أشخاص آخرين على زيادة الوزن بل كان معرفة تأثير حجم الشخص الذي نتناول معه الطعام على كمية الطعام التي نلتهمها.

وكان السؤال الذي حاولت الدراسة الإجابة عليه: هل يزيد وزننا إذا ما تناولنا الطعام مع شخص يعاني من زيادة الوزن؟ إذن لنقلها صراحة ودعونا لا نستسلم لإغراء اللغة العصرية المخادعة التي لا تسمي الأشياء بأسمائها وتجنح للتخفيف من حدة المفاهيم والكلمات – القطة تصبح قطقوطة والعجوز يصبح مسنا والأعمى يصبح كفيفا والبدين يصبح ذا وزن زائد – هل سنصاب بالسمنة إذا تناولنا طعامنا بصحبة شخص بدين؟

إسباغيتي باللحم المفروم أفضل أم سلطة خضراء؟

قام الباحثون في هذه الدراسة، للتحقق من صدق افتراضاتهم، بتجربة على عدد كبير من الطلاب عبر دعوتهم إلى الغداء (بوفيه مفتوح). وتم تقسيم الطلاب إلى ثماني مجموعات، لم يكن موجودا على طاولة الطعام إلا طبقان اثنان الإسباغيتي باللحم المفروم والسلطة الخضراء. اتسم الطبقان بعدم التوازن بينهما في عدد السعرات الحرارية حيث تحتوي السلطة على عدد أقل بثماني مرات من الإسباغيتي. لكن ما جهله الطلاب هو أن الباحثين أدخلوا بينهم شخصا غريبا على أنه طالب مثلهم.

كان هذا الشخص المتواطئ هو من يبدأ أولا بخدمة نفسه على المائدة واختيار الأطباق التي سيتناولها. كان وزن الشخص المتواطئ يتغير من مجموعة لأخرى: فهو مرة شخص عادي (165 سم 57 كجم)، ومرة أخرى يزود تحت الملابس بأدوات تعطي الانطباع بأنه بدين وأن وزنه يتخطى 80 كجم.

وكان ذلك الشخص المتواطئ قبل البدء بخدمة نفسه يطرح أسئلة بصوت عال من قبيل هل يجب أن آخذ طبقا منفصلا لكل نوع من الطعام أم يمكنني وضع النوعين في طبق واحد؟ وحتى يجذب انتباه الآخرين إلى كمية الطعام التي يضعها في طبقه يتظاهر بإسقاط شوكته على الأرض ثم يتذمر بصوت عال مطالبا بأخرى مكانها مع طرح سؤال عما إذا كان بإمكانه إضافة كميات إضافية إلى طبقه. ثم يقوم بعد ذلك باختيار طاولة للجلوس تكون أقرب ما يكون إلى مائدة الطعام حتى يرى الجميع بوضوح كميات الطعام التي تتناولها.

فما كانت نتائج هذه التجربة؟ عندما كان الشخص المتواطئ (البدين) يلتهم كميات كبيرة من الطعام كان الطلاب الآخرون يلتهمون كميات أكثر من الطعام عن تلك التي تناولها زملاؤهم الذين كانوا مع شخص متواطئ (بالحجم الطبيعي). وهكذا استخلص الباحثون نتيجة هامة وهي أنه بالأكل مع شخص بدين فإن فرص إسكات الصوت الضعيف بداخلنا الذي يطالبنا بالانتباه لما نأكله تكون أكبر بكثير. (أنت ترى أنه لديك هامش كبير لتأكل ما يحلو لك فأنت لن تبلغ أبدا هذا الحد من الوزن).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى