ثقافة الزعل
بقلم – عادل الياقوت:
مشكلة كثير من الناس انه يترك وسائل تعبيرية كثيرة ويختزل ردة فعله دائماً بالزعل ،،،
تجدهم يملكون نضجاً عقلياً ولكن وللأسف لا يملكون نضجاً انفعالياً فيتعاملون مع المواقف التي تغضبهم بطريقة لا تليق بعقولهم الناضجة، فالزعل هو ردة الفعل الوحيدة لأتفه المواقف…
البعض لا يعبر عن احتياجاته بشكل مباشر فيلجأ إلى الزعل لكي يلهث الآخر في البحث عما ينقصه من احتياجات !؟!
والبعض يفتعل الزعل لأي سبب كي يهرب من الخطأ الذي ارتكبه!؟!
والأعجب مَن يصطنع الزعل ليحصل على شهوة الاسترضاء !؟!
إننا بحاجة إلى إعادة صياغة الثقافة التي نتعامل بها مع خلافاتنا، وأن نرفع من اللياقة النفسية بتحجيم الزعل في حياتنا إلى حدوده الدنيا…
إنّ أسوأ الأحباب من يجيد فتح ملف الزعل ولا يجيد اغلاقه ،، فالمدد الطويلة لهذه الحالات من الهجر تتغذى على جمال أرواحنا وتفتك بابتسامات نفوسنا، وهنا مكمن الخطر
من الأجدى والأولى أن نحرق الصفحات السوداء فور انتهاء حالة الزعل.. إياك أن تُخَزِّن هذه الصفحات في ملف تفتح إرشيفه مع كل حالة زعل جديدة..
إن المبادرة لإنهاء حالات الخصومة دلالة على اتساع القلب وقوة الحكمة وليست مؤشراً على ضعف الشخصية وامتهان الكرامة..
لا تخسر أجمل علاقاتك بأسباب تافهة..
وتأكد بأن الجميل سيرحل إن لم يجد الاحتواء الذي يرجوه ..
والصبر وإن طال سينفد ..
والحياة لاتتوقف على أحد ..
من بادرك بتقبيل رأسك معتذرا فبادر وبادله بتقبيل رأسه شاكرا
((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)).