المملكة العربية السعودية والبحرين.. تاريخ من العلاقات الاستراتيجية والروابط الأخوية
القاهرة-سارة عبد المعبود:
تتسم العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين باستمرارية التواصل والود والمحبة والتى استمرت لأكثر من مائتي عام، وتشهد تطورا مستمرا على كافة الأصعدة، وتعد هذه العلاقة مثالا يحتذى به فى العلاقات بين الدول.
كانت ولا تزال العلاقة بين المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى والبحرين مضربا للمثل في التفاهم والتعاون ومد يد العون، ويشهد بذلك العديد من الأزمات التي حضرت فيها المملكة بكل قوة لدعم البحرين.
مواقف تؤكد
والدليل على رغبة الشعبين في مزيد من التلاحم، موافقة الشعبين لمقترح المملكة العربية السعودية، بشأن تحول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي كامل.
وقد سجل التاريخ في مارس 2011، وقفة سعودية خالدة مع البحرين في مواجهة مخططات الفتنة التي أرادت السوء للمملكة، عندما بدأت طلائع قوات “درع الجزيرة” المشتركة بمشاركة القوات السعودية، انطلاقا من مبدأ وحدة المصير وترابط أمن دول مجلس التعاون.
وفى عام 1438 هـ قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة إلى مملكة البحرين مترئسا وفد المملكة في الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وخلال الزيارة اتفق الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة على إجراء دراسة لمشروع جسر الملك حمد موازياً لجسر الملك فهد ليربط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بتمويل من القطاع الخاص. ونفذت قوة دفاع البحرين في 20 جمادى الأولى 1439هـ التمرين التعبوي المشترك ( قوة العزم ) بالذخيرة الحية، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وبمشاركة قوات من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين.
تعاون اقتصادي
وعلى الصعيد الاقتصادي الذي يمثل أبرز مجالات التعاون بين البلدين تعد المملكة الشريك التجاري الأول للبحرين، منذ القدم حيث كان اقتصاد البحرين يعتمد على صيد اللؤلؤ، ونظرًا لأنها كانت المركز الرئيس لتجارة اللؤلؤ في الخليج، حيث يستخرج من الشواطئ السعودية ويعرض للبيع في أسواق اللؤلؤ بالبحرين، إلى جانب ما تصدره المملكة من تمور وماشية وصناعات يدوية للبحرين.
وقد كان لتوجيهات قيادتي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين، حيث أسهم ذلك في تعدد المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وتمثل المملكة العربية السعودية عمقًا استراتيجيًا اقتصاديًا لمملكة البحرين كونها سوقًاً اقتصادية كبيرة أمام القطاع الخاص البحريني لترويج البضائع والمنتجات البحرينية، كما تمثل البحرين امتدادًا للسوق السعودية في ترويج البضائع والمنتجات السعودية، وفي هذا الإطار يضطلع مجلس رجال الأعمال البحرينيين والسعوديين بدور كبير في سبيل زيادة حجم الأعمال والمشاريع المشتركة.
عمق ومتانة
ودائما ما يشدد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بالممكلة العربية السعودية عن عمق ومتانة العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقين التي تمتد إلى سنين طويلة جدا. وهذا أيضا يقابله ترحيب من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتأكيد بأن الاستقرار في منطقة الخليج يعتمد في جميع المواقف على “الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإننا معها في السراء والضراء بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة”.