مناسبات

الشارقة تستضيف أول مؤتمر دولي حول الأطفال اللاجئين

 الشارقة- هبة نجيب:

1 (2) 2 (2) 3 (2) 4 (2) 5 (2) IIFMENA- 2 (2)كشفت اللجنة المنظمة لمؤتمر “الاستثمار في المستقبل”، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم الأربعاء عن تفاصيل المؤتمر الدولي الأول المعني ببحث ومناقشة قضايا وشؤون الأطفال اللاجئين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي يعقد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوميّ 15 و16 أكتوبر الجاري، وبحضور نحو 300 شخصية عالمية من القادة والمسؤولين المهتمين بقضايا الأطفال اللاجئين في المنطقة والعالم.

 ومن أبرز الشخصيات التي ستشارك في المؤتمر الذي جاء تلبية لدعوة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة ، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبالتعاون مع حملة القلب الكبير، كلٌ من،جلالة الملكة رانيا العبدالله عقيلة ملك المملكة الأردنية الهاشمية التي ستشارك في كلمة رئيسية خلال الافتتاح، وأنطونيو غوتيريس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والوزيرة  ‘لين فيذرستون’ من وزارة التنمية الدولية البريطانية، و السيد بيير كراهينبول، المفوض العام للأونروا.

 وأكدت مريم الحمادي، مدير مؤسسة سلام يا صغار، خلال المؤتمر الصحفي أن مؤتمر “الاستثمار في المستقبل” الذي يقام للمرة الأولى خارج مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، سيعمل على وضع الآليات الكفيلة بحماية الأطفال واليافعين اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوفير الحقوق الكاملة لهم، وخاصة في مجال المأوى والغذاء والرعاية الصحية والتأهيل النفسي والتعليم، إضافة إلى ضمان حصول الأطفال اللاجئين على الوثائق الثبوتية اللازمة، وعلى فرص المشاركة الفعالة في المجتمع.

 وأشارت الحمادي إلى أن مشاركة هذا العدد الكبير من القادة والمسؤولين الحكوميين، والخبراء الدوليين والإقليميين في شؤون اللاجئين وحماية الأطفال، سيعزز من فرص نجاح المؤتمر، ويسهل تطبيقات توصياته على الصعيدين الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل حضور شخصيات فاعلة في مجال قضايا اللاجئين مثل زينب بانغورا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات، إضافة إلى أحمد الهنداوي، مبعوث الأمم المتحدة لشؤون الشباب، ووزراء من دولة الإمارات العربية المتحدة، ووزراء من دول مجلس التعاون الخليجي، ووزراء من عدد من الدول المستضيفة للاجئين.

 وبينت الحمادي أن المؤتمر سيتضمن عدة جلسات وحلقات نقاشية وورش عمل على مدار يوميّ الجلسة، وفعاليات “منتدى السياسات”، الذي سيقدم حلقة نقاشية تحت عنوان “نحو توفير حماية أفضل للأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وجلسة نقاش رئيسية، بعنوان “تعزيز حماية الأطفال النازحين: مقاربة بين الأطر القانونية الوطنية والدولية”، وأربع جلسات متوازية تناقش حماية الأطفال والعنف الجسدي والجنسي، والأضرار التي يتعرضون إليها نتيجة النزاعات المسلحة، والوثائق الثبوتية والقانونية.

 وستتطرق الجلسات أيضاً  إلى قضايا حماية الأطفال واليافعين لأنفسهم، وقضايا التعليم في مناطق اللجوء، ودور العائلة والمجتمع في حماية الأطفال اللاجئين، كما سيناقش المشاركون دور القطاع الخاص والإعلام في توفير الدعم والحماية للأطفال.

 وتحدثت الحمادي عن منتدى اليافعين الذي يقام على هامش المؤتمر قائلة:”يهدف المنتدى إلى نشر الوعي بين الشباب حول قضايا اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتسليط الضوء على عدد من المبادرات الهامة في مجال حماية اللاجئين في المنطقة، ويتضمن ورش عمل تقدمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وغيرها من المنظمات الإنسانية، بهدف تثقيف الشباب، وإشراكهم، ودفعهم نحو المساهمة الإيجابية تجاه المجتمع.”

 ومن جانبه، وصف محمد أبو عساكر، المسؤول الإعلامي في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي قرار تنظيم الشارقة للمؤتمر وبدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وصفه بالقرار الحكيم والصائب ويصب في مصلحة الإنسانية التي دأبت الإمارات والشارقة على دعمها وأضاف:”يأتي انعقاد مؤتمر الاستثمار في المستقبل، في وقت بالغ الأهمية، حيث زادت أعداد اللاجئين بمنطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وما تزال، في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، ويشكل الأطفال أكثر من نصف عدد اللاجئين في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويبدو تأثير هذا النزوح على الأطفال قاسياً، فالأطفال المنقطعون عن الدراسة مهددون بالجهل والضياع”.

 وأكد أن أهداف المؤتمر لا تقتصر على كيفية العمل معاً من أجل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين فحسب، بل وعلى كيفية العمل المشترك وبذل الجهد الجماعي لتحسين حياة هؤلاء الأطفال، مشيراً إلى أن أهمية استضافة إمارة الشارقة لهذا المؤتمر العالمي.

 وأوضح أبو عساكر، أن عدد اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتجاوز اليوم 3,8 مليون لاجئ، من بينهم أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، ومن بين هؤلاء اللاجئين السوريين نحو 1,8 مليون طفل سوري لاجئ، وهؤلاء أكثر من نصفهم في سن المدرسة، لكن غالبيتهم اتجهوا إلى سوق العمل من أجل لقمة العيش على حساب الدراسة والمدرسة، وبالتالي على حساب المستقبل، وهنا أحد أهم التحديات والمخاطر العديدة التي تواجه الطفل اللاجئ، حيث يفتقد إلى كثير من احتياجاته الأساسية. ولفت إلى وجود ما يزيد عن 8000 طفل سوري لاجئ يفتقدون لعائلاتهم، ويعيشون من دون أسر.

 وقال أن العلاقة بين المفوضية السامية ومؤسسة القلب الكبير هي علاقة مميّزة، حيث هناك مستويات متقدمة من التنسيق والتعاون في مختلف القضايا والأفكار والمبادرات والجهود من أجل الأطفال اللاجئين، وما انعقاد هذا المؤتمر العالمي لأول مرة خارج مقر المفوضية السامية، إلا أحد الأدلة والتجليات لتلك العلاقة المتينة والحيوية بين المفوضية والقلب الكبير.

 وبخصوص النتائج المتوقعة والتوصيات، قال أبو عساكر، “نتطلع إلى أن يكون مؤتمر الاستثمار في المستقبل، حدثاً يسجله التاريخ، باعتباره إنجازاً عالمياً سيسهم في تغيير حياة اللاجئين، والخروج بآليات عمل محددة لتوحيد وتركيز جهود المنظمات والهيئات العاملة مع اللاجئين في مسار واحد، يحدث فرقاً ملحوظاً نحو الأفضل.

 بدوره، قال أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي: “لعلّ استضافة إمارة الشارقة لهذا الحدث الإنساني الكبير وبرعاية كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، هو تأكيد على الدور الحيوي الذي تقوم به إمارة الخير في مناصرة القضايا الإنسانية، ولاسيما قضايا الأطفال اللاجئين، والتي ترسخت عبر العديد من المبادرات التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، صاحبة القلب الكبير والأيادي البيضاء في تقديم العون والمساعدة للأطفال واليافعين في مختلف بقاع الأرض”.

 وأكد أسامة سمرة أن مركز الشارقة الإعلامي يتشرف بالعمل مع كافة الجهات المشاركة والمعنية برعاية هذا الحدث العالمي المهم لتحقيق غاياته وتطلعاته النبيلة، ووضع كافة إمكاناتنا الإعلامية لإبرازه بصورة تليق به وبإمارة الشارقة.

 ومن المتوقع أن يحظى المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة، نظراً لنوعية الموضوعات التي سيبحثها، ومستوى المشاركين فيه، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل في أعداد اللاجئين، في دول المنطقة، وستساهم نتائج المؤتمر في وضع الآليات الكفيلة بتوحيد جهود المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال للتخفيف من معاناة اللاجئين، وتحسين اوضاعهم المعيشية.

 ويحظى المؤتمر بدعم من مركز الشارقة الإعلامي، كشريك استراتيجي، وقناة سكاي نيوز عربية كراعي إعلامي، بينما يحظى منتدى اليافعين برعاية من منتدى الشارقة للتطوير، ومجلس سيدات أعمال الشارقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى