الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي … التفكك الأسري أهمها
بقلم – د . توفيق عبد العزيز السويلم
مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية
مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع برزت مجموعة من السلبيات الناتجة عن الاستخدامات الخاطئة لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دون رقابة حيث تبث العديد من المفاهيم والأفكار السلبية التي تؤثر على العلاقات الأسرية كما تتسبب في حدوث الخلل بين أفراد الأسرة الواحدة مما يؤدي إلى تفكك الأسر وإنهيارها.
تعتبر العلاقات الأسرية هي أسمي وأقدس العلاقات على وجه الأرض تبدأ بذرتها بين فردين بالزواج ثم أفراد بالإنجاب وتمتد لتشمل المجتمع بأكمله ومن أسباب التفكك الأسري على سبيل المثال لا الحصر : الأب الحاضر الغائب والأم الحاضرة الغائبة وصراع الأدوار بين الزوج والزوجة لأخذ كل منهما مكان الآخر ويترتب على هذا حصول النزاعات المتكررة على كل صغيرة وكبيرة في أمور الحياة الزوجية مما يمهد الطريق لحصول التفكك الأسري في هذه الأسرة وكذلك ثورة الاتصالات الحديثة على الرغم من ايجابياتها إلا أن بعض الناس أفرطوا في التعامل معها فبدلاً من أن يقضي معها جزء من وقت الفراغ أخذت كثيراً من أوقات الأفراد مما اخل بواجباتهم الأخرى نحو أسرهم ، وأهم سبب للتفكك هو الوضع الاقتصادي للأسرة ، حيث إن كثيراً ما يكون للوضع الاقتصادي للأسرة دور كبير في تصدعها في كلا الطرفين الغني والفقر وان كان الثاني هو الأكثر ، ففي حالة الغني نجد بعض الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم وفي حال الفقر لا يستطيع الأب توفير احتياجات أسرته مع كبرها وقلة تعليمه فيعجز عن الاستجابة لمتطلباتها فيقع في الحرام للحصول على المال أو يدفع بعض أفراد أسرته لمسالك السوء للحصول على مزيد من المال فيكون النتاج تفكك تلك الأسرة.
إن هناك العديد من النتائج السلبية لظاهرة التفكك الأسري منها تشريد العديد من الأطفال والذين بدورهم يتحولون الى عبء على الجهات المختلفة ومنها دورالاحداث وتشير الإحصائيات الصادرة عن التقرير السنوي لجمعية حقوق الانسان بالمملكة العربية السعودية لعام 2019م أنه قد شهد ارتفاعا في عدد القضايا المسجلة بلغت 3739 قصية حيث بلغت قضايا العنف الاسري المسجلة 378 قصية بنسبة 7.66% من إجمالي قضايا العنف الاسري الواردة الى الجمعية منذ تأسيسها ، تأتي الرياض في المقدمة بحوالي 152 حالة ثم الدمام 76 حالة ، ثم عسير 41 حالة ثم جدة 36 حالة ثم جازان 32 حالة ثم المدينة 23 حالة ثم القصيم ب 9 حالات ثم الجوف 5 حالات ثم مكة المكرمة 4 حالات كما بالجدول التالي :
قضايا العنف الأسري المسجلة بمدن المملكة لعام 2019م
م | المدينة | عدد القضايا | |||
1 | الرياض | 152 | |||
2 | الدمام | 76 | |||
3 | عسير | 41 | |||
4 | جدة | 36 | |||
5 | جازان | 32 | |||
6 | المدينة | 23 | |||
7 | القصيم | 9 | |||
8 | الجوف | 5 | |||
9 | مكة | 4 | |||
الإجمالي | 378 | ||||
التقرير السنوي لجمعية حقوق الانسان
ومن الآثار الأكثر خطورة هي تلك المترتبة على أولاد الأسرة المتفككة خصوصا إن كانوا صغار السن فأول المشكلات التي تواجههم فقدان المأوي الذي كان يجمع شمل الأسرة وهنا سوف يحدث التشتت حيث يعيش الأولاد أو بعضهم مع احد الوالدين والبعض الآخر مع الوالد الآخر، ويؤدي التفكك الأسري أيضا إلى نشر الانحراف حيث يساعد في بعض الأحيان إلي تهيئة الظروف لانحراف أفراد الأسرة خصوصاً الأولاد من البنين والبنات فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها ينتج عن ذلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمان الاجتماعي وضعف القدرة لدى الفرد على مواجهة المشكلات .
كما ينتج عن التفكك الأسري اضطرابات وتحلل في علاقات الزوجين بالآخرين خصوصاً الأقارب فإن كانت هناك علاقة قرابة بين أسرتي الزوجين فإنه غالباً وللأسف تتأثر سلبياً بما يحدث للزوجين فتحدث القطيعة بين الأسرتين ، كما يسبب التفكك الأسري اختلاًلاً في كثير من القيم التي يسعى المجتمع لترسيخها في أذهان وسلوكيات أفراده مثل الترابط والتراحم والتعاون والمسامحة ومساعدة المحتاج ولوقوف معه في حالات الشدة وغيرها من القيم الايجابية المهمة في تماسك المجتمع واستمراره .
ندعو الله تعالى أن يحفظ مجتمعنا وأسرنا وأبنائنا وبناتنا من الوقوع في مثل هذه الأخطاء المدمرة لأفراد المجتمع.